برعاية كورونا.. "الطلب الكبير" سباق خاص لمنتجي الدراجات الهوائية
بلغت مبيعات الدراجات في مايو ويونيو من عام 2020 ضعف ما كانت عليه في الشهرين إياهما من عام 2019، وسجلت في بعض الأماكن 5000%
أدّت جائحة كوفيد-19 إلى زيادة كبيرة جداً في مبيعات الدراجات الهوائية في العالم، وصلت في بعض الأماكن إلى خمسة آلاف في المئة. ووجدت الشركات المصنعة نفسها عاجزة عن تلبية الطلب المتزايد، بسبب الإقبال غير المسبوق على شراء الدراجات، إضافة إلى توقف العمل أشهراً.
وليس أدلّ على هذا الإقبال من المستوى القياسي التاريخي الذي بلغته عمليات البحث عن مسارات للدراجات الهوائية على الطرق بواسطة برنامج "جوجل مابس"، إذ ارتفعت بنسبة 69% منذ فبراير/ شباط الماضي في العالم. كذلك سجّلت "جوجل" رقما قياسياً تاريخياً في عمليات البحث بواسطة الإنترنت عن محال تصليح الدراجات الهوائية، وقد تضاعف عدد هذه العمليات في الشهر نفسه.
في فرنسا، بلغت مبيعات الدراجات في مايو/أيار ويونيو/حزيران الماضيين ضعف ما كانت عليه في الشهرين إياهما من عام 2019 على ما أفاد اتحاد الرياضات والدراجات. وسجّل إقبالا كبيرا من سكان المدن على شراء الدراجات الهوائية نظراً إلى كونها تجنّبهم الحافلات المكتظة وعربات قطار الأنفاق المزدحم بالركاب، فضلاً عن أنها تتيح لهم بعض الحركة البدنية بعد أشهر من الحجر المنزلي.
أما على المستوى الأوروبي، فأكد ناطق باسم شبكة متاجر "ديكاتلون" أن مبيعات الدراجات الهوائية "زادت مرتين بل ثلاثاً"، وأشار إلى أن الطلب على هذه الدراجات في الصين زاد خمسة أضعاف منذ إلغاء تدابير الحجر.
- ذروة تاريخية في أمريكا
وبلغت مبيعات الدراجات الهوائية بواسطة الإنترنت في الولايات المتحدة ذروة تاريخية في مايو/ أيار الماضي، إذ كان عدد الدراجات التي بيعت عبر الإنترنت خلال هذا الشهر 5 آلاف مرة أكبر مما كان في الشهر نفسه من العام المنصرم.
وارتفعت قيمة المبيعات الإجمالية للدراجات الهوائية (بواسطة الإنترنت وفي المحال) بنسبة 81% خلال مايو/ أيار الماضي، بالمقارنة مع الفترة عينها من العام 2019، إذ وصلت إلى 1,11 مليار دولار، بحسب هيئة "بيبول فور بايكس" التي تضم المنتجين والتجار.
واضطر نيكولا (31 عاماً)، وهو هاوي دراجات هوائية من باريس، إلى زيارة ثمانية متاجر لكي يتمكن من شراء واحدة، ولم يكن ليوفق لو لم يتجاوز الموازنة التي كان خصصها لهذا الغرض لشراء النوعية الأغلى ثمناً، إذ إن الدراجات المناسبة لموازنته الأساسية كانت نفدت.
وقال "كنت أبحث عن دراجة محددة لكنها لم تكن متوافرة في أي مكان، وفي النهاية اضطررت إلى شراء أية دراجة أجدها، ولكن كلها كانت نفدت أيضاً".
-ردّ الدفعة الأولى
ولاحظ بانشو بيمينتل، مسؤول التسويق في "ساميت بايسيكلز" التي تملك 5 متاجر في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، أن "نفاد المخزون يطال كل شيء، سواء أصناف الدراجات أو قطع الغيار". وأشار إلى أن "سلسلة التوريد العالمية لهذا القطاع تعطلت بسبب الجائحة، وتظهر آثار ذلك في كل الفئات".
أما الأمين العام لجمعية مصنّعي الدراجات الهوائية الأوروبيين كورينو فيورافانتي فقال لوكالة فرانس برس "لقد فوّتنا 3 أشهر من الإنتاج (بسبب تدابير الحجر المنزلي والإقفال)، وخلال شهرين فقط نفد مخزوننا".
وشرح بائع الدراجات المستقل في باريس فيديريكو موسكا لوكالة فرانس برس "منذ ثلاثة أسابيع، لا بل منذ شهر، من الصعب جداً الاستحصال على دراجات. لدي نحو عشرة زبائن ينتظرون، لكني أعدت الدفعة المقدّمة من بعضهم لأني لا أملك أدنى فكرة عن الموعد الذي أستطيع فيه تسليمهم دراجاتهم".
وتكوّنت لوائح انتظار عند "ديكاتلون"، لكنّ متاجر السلسلة تقترح على زبائنها المستعجلين شراء دراجات مستعملة.
وفيما تؤكد الشركة أنها تنتج في أوروبا 98% من الدراجات التي تبيعها في القارة، يقدّر اتحاد صناعة الدراجات الهوائية الأوروبي بما بين 45 و50% الدراجات التي تُجمَع في أوروبا أجزاؤها المستوردة من آسيا.
وفي عام 2019 استوردت الدول الأوروبية 7,3 ملايين دراجة (ميكانيكية وكهربائية)، معظمها من إنتاج تايوان وكمبوديا، بحسب الاتحاد.
وارتفع حجم أعمال شركة "جاينت" التايوانية، المنتج الأول عالمياً، بنسبة 140 في المئة في أوروبا خلال يونيو/ حزيران الماضي بالمقارنة مع الشهر نفسه من العام 2019، ويعود السبب الأساسي في ذلك إلى ارتفاع حجم مبيعات الدراجات الكهربائية. ولدى الشركات لائحة طلبات مكتملة حتى النصف الأول من 2021.
وقال المدير العام لاتحاد صناعة الدراجات الهوائية الأوروبي مانويل مارسيليو إن "وضع السوق ليس بالسوء الذي قد يتخيله البعض". وتوقع عودة السوق إلى وضعها الطبيعي في سبتمبر/ أيلول القادم بفضل "مرونة المنتجين الأوروبيين الذين لن يأخذ معظمهم عطلته الصيفية"، سعياً إلى ردم العجز في العرض بالنسبة إلى حجم الطلب.