شح في سلع الأثرياء.. المليارديرات يعانون من "طوابير" شراء الطائرات
يعاني المستهلك العادي من أزمة سلاسل إمداد تسببت مثلا في نقص بعض أنواع السيارات، وكذلك يواجه الأثرياء معضلة مشابهة لكن في السلع الفاخرة.
وحسب بلومبرج، فإن النمو المتزايد والسريع لثروات الأشخاص الأكثر ثراء، أدى إلى تزايد كبير في الطلب على الطائرات الخاصة، بينما الشركات غير مستعدة لتلبية هذا الطلب.
وعلى نفس الشاكلة، يواجه الأثرياء أزمة في تدبير ما يحتاجونه من يخوت وقصور.
أزمة الطائرات الفاخرة
كان الملياردير مايكل سبنسر، مؤسس شركة "نيكس جروب" البريطانية للخدمات المالية، واحد من الأثرياء القلائل الذين حصلوا على طائرة خاصة جديدة في الأشهر الماضية.
وهو محظوظ لأن غيره لم يتمكن من اللحاق بفرصة مماثلة.
وطائرة سبنسر الجديدة تحمل كل معاني الفخامة، فهي من طراز "غلوبال 5500" التي تنتجها شركة "بومباردييه" الكندية، والتي تبلغ سرعتها 594 ميلا في الساعة (955 كيلومترا).
هذه الطائرة نفاثة ومزودة بمحركين، ويمكنها ببساطة التحليق من لوس أنجلوس إلى موسكو في قلب روسيا دون الحاجة للتوقف.
وتستطيع الهبوط بسهولة في المطارات الوعرة وتستوعب نحو 12 مسافرا ويبلغ سعرها 45 مليون دولار.
ويقول كريستوفر ماريش، المؤسس المشارك لشركة "ماي سكاي"، وهي منصة إدارة على الإنترنت لأصحاب الطائرات: "السوق في وضع لم يسبق له مثيل من قبل. مقابل كل طائرة، هناك مشترين أو ثلاثة مشترين للطرازات المشهورة".
يخوت باهظة
هذا التعطش للطائرات باهظة الثمن، هو أحدث دليل على ازدهار اقتصاد المليارديرات حول العالم، إلى جانب الطلب على القصور واليخوت الفاخرة وسلع أخرى، والذي تجاوز مستويات ما قبل الوباء.
وارتفع عدد اليخوت الفاخرة المباعة منذ بداية عام 2021، وحتى منتصف أكتوبر/ تشرين الأول، بنسبة 60% إلى 523 يختا، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وفقا لبحث أجرته "سوبر ياكت تايمز".
وكان أكثر من ربع هذه المشتريات ليخوت جديدة.
في الوقت نفسه، زادت أسعار أغلى المنازل في العالم، وعلى سبيل المثال أنفق مارك أندريسن، المستثمر المغامر، 177 مليون دولار لاقتناء عقار في ماليبو في كاليفورنيا.
فيما دفع عملاق الاستثمار في أسهم الشركات الخاصة، ليون بلاك، مبلغا أكثر تواضعا قدره 28 مليون دولار لشراء قصر في أحد أكثر الأحياء تميزا في لندن.
من جانبه قال بول ويلش، مؤسس "ميليون بلس"، وهي منصة إلكترونية للعقارات الفاخرة واليخوت والطائرات: "يبدو أن أثرياء العالم يسافرون مرة أخرى ويرغبون في القيام ببعض الأشياء. لدي أشخاص يشترون عقارات في لندن من إندونيسيا وكندا وهونج كونج".
من بين هؤلاء، الأثرياء الذين يقفون وراء عملاق الكيماويات في لندن "إنيوس"، جيم راتكليف وآندي كوري وجون ريس، حيث أظهرت الملفات التنظيمية أنهم اشتروا طائرتين من طراز "جلف ستريم" وطائرة هليكوبتر من طراز "إيرباص إس إي" منذ بداية عام 2020.
ثروة جنونية
ورغم أن الوباء نفسه غذى الاهتمام بالسفر والاستجمام بعيدا عن التواصل المباشر مع الناس، فإن المحرك الرئيسي لهذا الجنون الإنفاقي للأثرياء، هو الثروة المتزايدة.
حيث أضاف أغنى 500 شخص في العالم 1.2 تريليون دولار إلى ثرواتهم منذ بداية عام 2021 وحتى شهر أكتوبر/ تشرين الأول، بدعم من أسواق الأسهم المنتعشة والبنوك المركزية التي تغرق الاقتصادات بالسيولة الرخيصة.
هذه العوامل أفرزت أيضا العشرات من المليارديرات الجدد هذا العام، والذين بنوا ثرواتهم من خلال طرح أسهم الشركات الخاصة في البورصات وصفقات الاستحواذ والاستثمار في العملات المشفرة ودمج الشركات.
aXA6IDMuMTQ1Ljc2LjE1OSA= جزيرة ام اند امز