بالصور.. قصر عائشة فهمي بالقاهرة يشهد توقيع مذكرات محمد سلماوي
حضور كبير لحفل إطلاق الكاتب المصري محمد سلماوي للجزء الأول من مذكراته "يومًا أو بعض يوم" الصادرة عن دار "الكرمة" للنشر.
احتشد عدد كبير من المثقفين مساء الثلاثاء لحضور حفل توقيع الكتاب الجديد للكاتب المصري محمد سلماوي"يومًا أو بعض يوم"، وذلك في قصر عائشة فهمي التاريخي بمنطقة الزمالك بالقاهرة.
"يوما أو بعض يوم".. سلماوي يروي سيرته مع صور من أرشيفه الخا
"يومًا أو بعض يوم"، الصادر عن دار "الكرمة" للنشر، هو الجزء الأول من مذكرات "سلماوي" يتحدث من خلال الكتاب عن حياته منذ أن ولد في العهد الملكي، وتفتح وعيه مع ثورة 1952، ثم مسيرته مع الأدب والمسرح والصحافة حتى اغتيال "السادات" وما تحتويه من تفاصيل وكواليس أحداث سياسية وثقافية هامة مرت بمصر.
في تمام السادسة مساء، بدأ التوافد على القصر الأثري، وحضور صاحب الاحتفالية، امتلأت القاعة الرئيسية بالحضور، من بينهم السفيرة مشيرة خطاب، والسياسي حمدين صباحي، والروائي محمد المخزنجي، والكاتب عبدالله السناوي، والكاتب إبراهيم عيسى، والدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، والإعلامية سلمى الشماع، والفنان سمير صبري، وعدد من أسرة سلماوي.
على منصة حفل التوقيع، جلس "سلماوي" وبجواره حلمي النمنم وزير الثقافة المصري، والدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، والدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، وبدأ الحفل بكلمة ترحيبية بالضيوف وصاحب "يومًا أو بعض يوم" من الإعلامية سحر عبدالرحمن التي أدارت الندوة.
بعد دقائق من بدء الحفل، أشاد وزير الثقافة الحالي بالكتاب، مطالبًا عشاق التاريخ بالاطلاع عليه، وأضح أن الجزء الأول من "يومًا أو بعض يوم" مُقسم إلى 3 أجزاء -وفق رؤيته؛ الأول عن تاريخ أسرة "سلماوي" من القرن الـ 19 حتى العشرين، تتضمن طفولته ونشأته وسط عائلة كبيرة ميسورة الحال مهتمة في الوقت نفسه بالوعي الثقافي لدى أفراد الأسرة.
وأشار "النمنم" أنه أحب الجزء الخاص بانضمام "سلماوي" إلى بلاط صاحبة الجلالة، وتعلمه على يد الكاتب والصحفي الكبير"محمد حسنين هيكل" وكيف كان يعامله رئيس التحرير باللين مرة والشدة أحيانًا ليمنحه خِبرة وثِقل في المهنة الصعبة.
وأنهى وزير الثقافة الحالي كلمته بأنه لفت انتباهه خلال الكتاب، تجربة "سلماوي" في السجن السياسي، المغامرات التي مر بها هناك، حياته داخل الزنزانة، وانتهاء الجزء الأول من مذكراته باغتيال الرئيس السابق محمد أنور السادات.
أعداد الحضور في تزايد، فيما يلتقط خيط الحديث الأستاذ "جابر عصفور" الذي أكد أنه قرأ الكتاب على مدار 3 أيام بدون توقف، من شدة اهتمامه وإعجابه بتفاصيل المذكرات التي كتبها "سلماوي".
واستكمل "عصفور كلمته مُشيرًا إلى أن الكتاب علامة بارزة في مسيرة محمد سلماوي الأدبية، وأن أسوأ ما يواجه السيرة الذاتية في مصر هو المصداقية، لكن "سلماوي" كسر تلك القاعدة واتسمت مذكراته بالصدق والحقيقة.
طَلب "سلماوي" أن تكون كلمته هي الأخيرة، ومنح الحديث إلى الدكتور مصطفى الفقي، حيث قال إن الكتاب لم يكتفِ بالسرد فقط لكنه يتضمن مساحة كبير من تحليل الأوضاع الاجتماعية والسياسية في مصر خلال تلك الفترة التي مر عليها الكاتب في "يومًا أو بعض يوم".
ونوه الفقي إلى أن "سلماوي" شخصية مختلفة ويمكن اعتبارها استثنائية نظرًا لما يتمتع به من مواهب متعددة كروائي، مهمته إمتاع وجذب القاري من خلال لغة سلسة تحرض في الوقت نفسه على التفكير وإعادة البحث عن كل معلومة.
قبل توقيع الكتاب، وقف "سلماوي" أمام ضيوفه ومُحبيه، كان من المفترض قراءة ورقة تم اختيارها من كتابه، لكنه فَضل حكي واقعة عالقة بذهنه، قام بسردها داخل "يومًا أو بعض يوم.
وقال "سلماوي" أنه فوجئ أثناء دخوله الزنزانة داخل أحد أقسام الشرطة كسجين سياسي، بمتهم خطر يقترب منه ممسكًا بآلة حادة، مطالبًا إياه بإخراج نقوده "قال لي سأحتفظ بها لحين خروجك خوفًا من سرقتها على يد المتهمين الآخرين".
اعتقد "سلماوي" أن الرجل الخطر يريد سرقته بصورة مضحكة، وخشى في حالة رفضه أن يشوه المتهم وجهه بالآلة الحادة، فقام على الفور بمنحه كل الأموال التي عثر عليها في جيبه، بعد ساعات سمع الكاتب الكبير اسمه ضمن المُفرج عنه، وحينما خرج من الزنزانة فوجئ بالمتهم الخطر يصرخ مناديًا إياه.
يضيف سلماوي: "توقفت لأعرف من يصيح باسمي، اقترب مني ظابط قائلًا إن أحد المتهمين يؤكد أنه يملك أموالي ويريد أن يعطيها لي، وحينما اقتربت من الزنزانة شعرت بدهشة، فقد كان الرجل الخطر يمنحني نقودي وابتسامة تعلو وجهه، فعلمت أنه فعلًا كان يحافظ عليها" ضج المكان بالضحك على الرواية التي ذكرها قبل أن يندفع نحوه الحضور لتوقيع الكتاب.
تجدر الإشارة إلى أن "سلماوي" لديه العديد من الأعمال البارزة مثل "سالومي" و"رقصة سالومي الأخيرة" و"اثنين تحت الأرض" و"الخرز الملون"، وسبق أن شغل مناصب عديدة من بينها رئاسة اتحاد كتاب مصر، ورئاسة مجلس تحرير جريدة المصري اليوم.