تحذير للبشرية.. الطيور تغير سلوكها فجأة والعلماء يخشون اختلال الطبيعة

أطلق علماء البيئة في الولايات المتحدة تحذيرات شديدة بعدما رصدوا تغيرًا غير مسبوق في سلوكيات الطيور المهاجرة، إذ بدأت تتخلى عن أنماط هجرتها المعتادة بسبب ارتفاع درجات الحرارة واضطراب الفصول.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، فإن باحثين في جامعة كورنيل وجمعية أودوبون الوطنية لاحظوا أن آلاف الطيور باتت تؤخر رحلاتها السنوية جنوبًا، أو تبقى في مناطقها الأصلية لفترات أطول، نتيجة لدفء المناخ في أماكنها الشتوية. هذا التغير “البسيط ظاهريًا” قد يكون له عواقب مدمرة، وفقًا لما أكده الدكتور أندرو فارنسورث، المتخصص في علم بيئة الهجرة بجامعة كورنيل، والذي حذر من أن استمرار هذه الظاهرة قد يؤدي إلى انقراض مئات الأنواع خلال العقود المقبلة٫ وهو ما قد يؤدي إلى اختلال في التوازن البيئي وتهديد مباشر للنظام الغذائي العالمي.
تلعب الطيور دورًا حيويًا في بقاء الإنسان، إذ تسهم في مكافحة الآفات الزراعية، وتلقيح النباتات، ونشر البذور، ما يجعلها عنصرًا أساسيًا في دورة الحياة الطبيعية. وتشير الدراسات إلى أن نحو 5٪ من النباتات المستخدمة في الغذاء والدواء تعتمد على الطيور في تلقيحها. ومع تراجع أعداد الطيور، تتأثر مباشرة محاصيل مثل البن والموز والكاكاو، بالإضافة إلى النباتات الطبية كالأوركيد والصبار، ما يعني تراجع إنتاج الغذاء والعقاقير الطبيعية على حد سواء.
وكشفت جمعية أودوبون أن نحو 389 نوعًا من الطيور في أمريكا الشمالية أصبحت مهددة بفقدان أكثر من نصف موائلها الطبيعية بحلول عام 2080، وهو ما يعادل ثلثي الأنواع التي تمت دراستها. كما فقدت القارة منذ عام 1970 أكثر من 3 مليارات طائر، وفقًا لدراسة أجراها مختبر كورنيل لعلم الطيور.
وأوضح العلماء أن السبب الرئيسي لهذا التراجع يعود إلى فقدان المواطن الطبيعية بسبب التوسع العمراني والمبيدات الحشرية، إلى جانب تغير المناخ وحرائق الغابات وارتفاع مستوى سطح البحر. وقد أدى ذلك إلى تعطيل دورة التكاثر والغذاء لدى أنواع عدة، مثل العقدة الحمراء التي انخفضت أعدادها بنسبة 75%، والمغرد الأزرق أسود الحلق الذي يعاني نقصًا حادًا في الغذاء عند هجرته من أمريكا الشمالية إلى الكاريبي، إضافة إلى تراجع طائر القلاع سوانسون بسبب حرائق الغابات وحرارة الغابات الشمالية.
وأكد فارنسورث لشبكة NBC Connecticut أن “هناك علاقة وثيقة بين مكان وجود الطيور على الكوكب وما يحدث للمناخ والطقس”، مضيفًا أن تغير توقيت الهجرة يجعل الطيور تصل إلى مناطق التغذية أو التزاوج في أوقات لا يتوافر فيها الطعام، مما يؤدي إلى المجاعة وفقدان المأوى وصعوبة التكاثر.
كما أشار الباحثون إلى أن تغذية البشر للطيور في المناطق السكنية قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة، إذ تجعلها أقل رغبة في الهجرة، وتعرضها لهجمات الحيوانات المفترسة.
ويرى الخبراء أن ما يحدث ليس مجرد ظاهرة بيئية، بل إنذار مبكر للبشرية، إذ قد يؤدي انهيار أعداد الطيور إلى تغيّر جذري في النظم البيئية وانخفاض إنتاج الغذاء عالميًا. ويقول فارنسورث في ختام تقريره: “نحن نرى الطيور تحاول تتبع تغير المناخ، لكن الخطر الحقيقي يكمن في تلك الأنواع التي لم تعد قادرة على التكيف... وحين تسكت الطيور، يسكت صوت الطبيعة”.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjQg جزيرة ام اند امز