منير يتربع على عرش الغناء.. والنقاد: عبقري عاشق للتجديد
"العين الإخبارية" استطلعت آراء عدد من النقاد في ذكرى ميلاد محمد منير لمعرفة أسباب تميزه وتربعه على عرش الغناء لمدة 40 عاما
المطرب المصري محمد منير حالة استثنائية في عالم الغناء، غازل الوطن في اختياراته، وحرّض على الحب بأفكار خارج الصندوق، وبعبقرية متفردة رسم ملامح خاصة لنفسه متجنبا تقليد أي ممن سبقوه.
ولد منير في 10 أكتوبر/تشرين الأول 1954 بمنشية النوبة في محافظة أسوان، وعبر نهر النيل قادما إلى القاهرة لتحقيق حلمه بالغناء.
لم يشغله حبه للغناء عن التعليم، إذ تخرج في كلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان، وبعد الجامعة تعرف على الموسيقار أحمد مراد الذي دربه جيدا على كل ألوان الغناء.
شاءت الظروف أن تتلاقى أحلامه مع الموسيقار هاني شنودة، عاشق موسيقى الجاز، وأسسا فرقة غنائية وقدما معا أول ألبوم عام 1977 بعنوان "علموني عنيك".
ورغم أن أول أعماله لم تحقق نجاحا فإن منير لم يستسلم وقدم عام 1981 ألبوم "شبابيك"، الذي حقق نجاحا كبيرا وكان سببا في انتشاره.
توالت أعمال المطرب المعروف بين عشاقه بـ"الكينج"، وقدم عددا كبيرا من الألبومات الغنائية الناجحة، منها: "اتكلمي" 1983، "مشوار" 1991، "ممكن" 1995، و"إمبارح كان عمري عشرين" 2005.
شارك منير بعدد من الأفلام السينمائية الضخمة، خاصة مع المخرج المصري الكبير يوسف شاهين، مثل: "حدوتة مصرية" و"اليوم السادس" و"إسكندرية ليه".
"العين الإخبارية" استطلعت آراء عدد من النقاد في ذكرى ميلاد "الكينج"؛ لمعرفة أسباب تربعه على عرش الغناء لمدة 40 عاما.
قال الناقد الفني طارق الشناوي: "ظهر منير فى نهاية السبعينيات، وخلال فترة قصيرة استطاع أن يترك بصمة ويصل إلى الناس، لأنه حالة خاصة جدا".
وأضاف: "الرائع في هذا الفنان الموهوب أنه لا يشبه أحدا، ولا يقلد أحدا، وسبح في محيط بعيد عن الآخرين وغرد منفردا".
عن تجربته بعالم التمثيل، قال الشناوي: "منير ليس ممثلا، وهذا يفسر أن أعماله التي قدمها على شاشة السينما مثل: (المصير، الطوق الأسورة، اليوم السادس) كانت حالات فنية خاصة شديدة الشبة بالشكل الغنائي الذى يقدمه، لذا نجح وصنعت معه الفارق".
وتابع: "لكن الأفلام التي قدمها بعيدة عن تلك الملامح مثل: (اشتباه) لم تنجح"، مضيف: "منير لا يمتلك الصوت القوي، لكنه صاحب الإحساس العميق والدافئ، واستطاع أن يتربع على القمة لمدة 40 عاما بفضل ذكائه واختياراته المختلفة".
بينما قال الناقد أحمد السماحي: "محمد منير حالة فريدة ومن الصعب تكرارها، إذ اجتمع على صوته الكبار والشباب لأنه تمرد على القوالب الثابتة، وقدم أفكارا مجنونة، هو مطرب متمرد وعاشق للتجديد".
وأضاف السماحي لـ"العين الإخبارية": "أتصور أنه اعتمد على غناء كلمات صعبة وغريبة، وهذا سر نجاحه، كما أنه يحرص دائما على متابعة كل أشكال الغناء في أفريقيا وأوروبا، هو مطرب متجدد ويواكب التطور ".
عن تمثيله، قال: "أرى أن منير ممثل ضعيف، وإن كانت السينما كتبت الخلود لبعض أغانيه، مثل: (حدوتة مصرية، وعلي صوتك بالغنا) من فيلم المصير".
علق الموسيقار الكبير محمد سلطان عن مشوار الكينج قائلا: "محمد منير فنان ذكي إلى حد كبير، وأرى أنه احترم الجمهور جيدا ولم يقدم أي تنازلات، لذا انحاز له الجمهور ووقف خلف ظهره".
وأضاف: "منير يقدم موسيقى مختلفة ويختار كلمات صعبة لكنها تليق به، وأوجه له الشكر والتقدير على عطائه الفني الدائم والمتجدد".