بيتكوين في روسيا.. مفتاح يفك شفرة العقوبات
قال وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف اليوم الأربعاء إن الشركات الروسية بدأت في استخدام بيتكوين والعملات الرقمية الأخرى في المدفوعات الدولية.
وأضاف أن الخطوة جاءت بعد التغييرات التشريعية التي سمحت بهذا الاستخدام بهدف مواجهة العقوبات الغربية، وفق رويترز.
أدت العقوبات إلى تعقيد تجارة روسيا مع شركائها الرئيسيين مثل الصين أو تركيا، حيث تتوخى البنوك المحلية الحذر الشديد في المعاملات المتعلقة بروسيا لتجنب التدقيق من قبل الجهات التنظيمية الغربية.
وأقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قانونا في أغسطس/آب الماضي يسمح بتعدين العملات المشفرة في روسيا، ودخل القانون حيز التنفيذ اعتبارا من نوفمبر/تشرين الثاني.
يمنح القانون الكيانات القانونية وأصحاب المشاريع الفردية المدرجين في سجل وزارة التنمية الرقمية الروسية الحق في ممارسة أنشطة تعدين العملات المشفرة.
وسمحت روسيا هذا العام باستخدام العملات المشفرة في التجارة الخارجية واتخذت خطوات لتقنين تعدين العملات المشفرة، بما في ذلك بيتكوين. وتعد روسيا واحدة من الدول الرائدة عالميًا في تعدين البيتكوين.
وقال سيلوانوف لقناة روسيا 24 التلفزيونية: "كجزء من النظام التجريبي، من الممكن استخدام البيتكوين، التي قمنا بتعدينها هنا في روسيا في معاملات التجارة الخارجية".
- «لا يُسمح لنا بامتلاك بيتكوين».. تصريح باول يصطدم بحلم ترامب
- إريك ترامب: بيتكوين ستصل إلى 200 ألف دولار بسهولة
أضاف: "مثل هذه المعاملات تحدث بالفعل. نعتقد أنه يجب توسيعها وتطويرها بشكل أكبر. أنا واثق من أن هذا سيحدث العام المقبل"، مضيفًا أن المدفوعات الدولية بالعملات الرقمية تمثل المستقبل.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال الرئيس فلاديمير بوتين إن الإدارة الأمريكية الحالية تقوض دور الدولار كعملة احتياطية عالمية من خلال استخدامه لأغراض سياسية، ما يضطر العديد من البلدان إلى اللجوء إلى أصول بديلة.
أشار بوتين إلى عملة البيتكوين تعتبر مثالا على هذه الأصول، قائلاً إنه لا أحد في العالم يستطيع تنظيم عملة البيتكوين. وأظهرت تصريحات بوتين إلى أنه يدعم الاستخدام المكثف للعملات المشفرة.
وفي يوليو/ تموز الماضي، درست روسيا إضفاء الشرعية على استخدام العملات المشفرة للمدفوعات الدولية كوسيلة لتخفيف تأثير العقوبات. أشارت وقتها محافظة البنك المركزي الروسي، إلفيرا نابيولينا، إلى أن مجلس الدوما سينظر في قانون يسمح بإجراء مدفوعات دولية عبر العملات المشفرة، مع توقع تنفيذ هذه المعاملات قبل نهاية العام.
ورغم الاهتمام بالعملات الرقمية، فضلت روسيا تعزيز شبكاتها المالية التقليدية مع شركائها، معتبرة أن هذه الأنظمة أكثر موثوقية وأقل عرضة للمخاطر مقارنةً بالعملات الرقمية.
وأشار صندوق النقد الدولي في تقرير سابق إلى أن دولًا مثل روسيا قد تلجأ إلى تعدين العملات المشفرة باستخدام مواردها من الطاقة لتوليد إيرادات، ما قد يساعدها في تجاوز العقوبات.
وتسعى الدول الغربية إلى فرض رقابة أشد على تداول العملات الرقمية لمنع استخدامها كأداة للتهرب من العقوبات، ما يضع تحديات أمام روسيا في هذا السياق.