"بلاك فرايدي"و"الجمعة البيضاء".. خصومات بلا زبائن
مبيعات مخيبة لصفقات "بلاك فرايدي" بأمريكا، وأوروبا، رغم تخفضيات طرحتها المتاجر، على خلفية تضخم جامح عنيد، بخلاف برودة الطقس الشديدة.
بلاك فرايدي والجمعة البيضاء
قالت مديرة لمتجر في مدينة رالي بولاية نورث كارولاينا، يوم الجمعة، "لم يأت عبر ماكينات الدفع الذاتي سوى 20 شخصا تقريبا حتى الآن".
وذكر روب جارف، نائب الرئيس والمدير العام لقسم مبيعات بالتجزئة في مؤسسة "سيلزفورس"، التي تتعقب المبيعات عبر الانترنت" معدل الخصم في الولايات المتحدة على جميع السلع عبر الانترنت، بلغ 31٪ خلال عطلة عيد الشكر، ارتفاعًا من 27٪ في العام السابق، وأكبر الخصومات كانت على الأجهزة المنزلية والملابس والمكياج وحقائب اليد الفاخرة.
وهيمن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والإيجارات والبنزين والضروريات الأخرى في أمريكا على عروض الجمعة البيضاء داخل الأسواق والمتاجر الكبرى.
ولم يختلف الأمر كثيرا في الجمعة البيضاء -النسخة العربية من بلاك فرايدى-، في بعض الدول العربية، وقال صاحب أحد المحال التجارية بوسط القاهرة، رغم خصومات تصل إلى 50% شهدت المحال حالة ركود بعد ارتفاع سعر الدولار .
لكن ما الفرق بين بلاك فرايدي في الغرب والجمعة البيضاء عربيا، السبب يرجع إلى القرن التاسع عشر عندما شهدت الأسواق العالمية عامة والأمريكية خاصة ركوداً بعد كارثة سوق الأسهم عام 1869 عندما خسرت جميع الأسواق المالية نحو 20% من قيمتها دفعة واحدة جراء انهيار سوق الذهب، وتلا هذا التوقيت ركوداً دفع الشركات إلى طرح منتجاتها في الأسواق بخصومات كبيرة خلال فترة عيد الشكر وما بعدها، مما أحدث رواجاً في الطلب وحققت مكاسب كبيرة وغير متوقعة.
وفي أثناء تدوين المحاسبين الماليين لمكاسب الشركات، كانوا يدونون الأرباح باللون الأسود، أما الخسائر فكانت تدوّن باللون الأحمر، وبما أن الأرباح سجلت في الجمعة الأخيرة من الشهر وباللون الأسود، فأطلقوا على هذا اليوم الجمعة السوداء، أما عربيا فيفضل أصحاب المحال إطلاق اسم الجمعة البيضاء على هذا اليوم.
وتتزامن الجمعة البيضاء مع الجمعة الأخيرة من نوفمبر/تشرين من كل عام كما هو الحال مع الجمعة السوداء، وتعد الجمعة البيضاء أكبر موسم مبيعات في منطقة الشرق الأوسط، وقد لا تقتصر على يوم واحد كما هو الحال في الجمعة السوداء .
صفقات بلا مشترين
تعرض أصحاب المتاجر في أمريكا وأوروبا إلى صدمة، حيث انتظروا طويلاً بعد تناول الديك الرومي في عيد الشكر الخميس الماضي وحتى مساء الجمعة، في انتظار تدفق المشترين على المتاجر بأعداد قياسية لاقتناص صفقات الجمعة السوداء، لكنهم صدموا عندما استقبلوا أعدادا قليلة على أبواب المتاجر مع برودة الجو الناتجة عن التغير المناخي وتقلبات حالة الطقس.
وقالت جيمينا سيلفا الموظفة بمتجر تارجت في مدينة رالي بولاية نورث كارولاينا، إن عدد الزبائن بالمتجر كان أكبر في المواسم السابقة، لكنها تتوقع قدوم المزيد من مرتادي المتجر في وقت لاحق.
وقلص التضخم، الذي أصبح في خانة العشرات، من القوة الشرائية لدى المستهلكين، كما أن ثقتهم عند أو قرب أدنى مستوى على الإطلاق، إذ تفاقم فواتير الطاقة المرتفعة من تكلفة المعيشة الآخذة هي الأخرى في الارتفاع.
وتخشى المتاجر والمحال في أنحاء أوروبا من أن حركة البيع في موسم عيد الميلاد بشكل عام ستكون الأسوأ في عقد على الأقل مع إحجام المتسوقين عن الإنفاق بينما تزيد تكلفة تشغيل الأنشطة والأعمال دون أي مؤشر على أنها قد تتراجع مما يقلص هامش الربح.
9 مليارات دولار
وأظهرت الأرقام الأولية من "Adobe Analytics"، ذراع البيانات والرؤى لشركة البرمجيات "Adobe Inc"، أنه من المتوقع أن ينفق المتسوقون ما بين 9 مليارات دولار و9.2 مليار دولار على الإنترنت يوم الجمعة، متجاوزة توقعاتها بزيادة متواضعة بنسبة 1%.
ولكن بسبب الأمطار الغزيرة وإضرابات العمال خصوصاً في أمازون وارتفاع معدلات التضخم عالمياً، جاءت مبيعات الجمعة السوداء الأولية أقل بكثير من توقعات شركة أدوبي أنالايتكس، وربما لم تصل إلى النصف هذا العام.
166 مليون عميل متوقع
ووفقا للاتحاد الوطني لشركات التجزئة فإن ما يقدر بنحو 166.3 مليون شخص يعتزمون التسوق بدءا من يوم عيد الشكر وحتى يوم الإثنين التالي له، وهو ما يزيد على 8 ملايين متسوق عن العام الماضي.
لكن في ظل أمطار متقطعة في بعض أنحاء البلاد كانت المتاجر أقل ازدحاما من المتوقع صبيحة الجمعة السوداء.
وأظهر تقرير من أدوبي أناليتكس أن إنفاق المتسوقين الأمريكيين على الشراء عبر الإنترنت زاد ثلاثة بالمئة في يوم عيد الشكر هذا العام، وقادت المشتريات عبر الهواتف المحمولة الزيادة. ومن المتوقع أن يبلغ حجم مبيعات الجمعة السوداء عبر الإنترنت تسعة مليارات دولار بزيادة متواضعة تبلغ واحدا بالمئة عن العام الماضي.
وتقدم شركات التجزئة خصومات كبيرة سواء عبر الإنترنت أو في متاجرها، وهو ما قد ينال من هوامش الأرباح في الربع الأخير من العام.
إضراب في أمازون
تعتزم مجموعة من منظمات عمالية تمتد على نطاق 30 دولة، تنظيم احتجاج ضد شركة أمازون العملاقة للتسوق على الإنترنت في يوم الجمعة السوداء.
وتطالب مبادرة "لجعل أمازون تدفع"، بأن تدفع الشركة أجورا عادلة، وتعتزم تنظيم إضرابات حول العالم.
وأعلنت أمازون الأسبوع الماضي عن شطب للوظائف، حيث بدأت بقسم الأجهزة والخدمات، مستشهدة بوضع اقتصادي صعب.
وذكرت الشركة أن عدد العاملين بها بلغ 798 ألف عامل بنهاية عام 2019، لكن عدد العمالة بدوام كامل ولبعض الوقت حتى 31 ديسمبر/ كانون الأول عام 2021، بلغ 1.6 مليون عامل، بزيادة بلغت 102%.
ويتوقع بحث أجرته (جلوبال داتا) لصالح (فاوتشر كودز) أن البريطانيين سينفقون 8.7 مليار جنيه استرليني (10.5 مليار دولار) في عطلة نهاية الأسبوع التي تشهد تخفيضات الجمعة السوداء من 25 وحتى 28 نوفمبر/ تشرين الثاني بما يشكل 0.8 بالمئة من الزيادة على أساس سنوي لكن بما يعتبر تراجعا كبيرا في أحجام الإنفاق بمجرد احتساب التضخم.
ووفقا لماكينزي للاستشارات فسيستغل المستهلكون الجمعة السوداء هذا العام، التي تتركز فيها بالأساس وبشكل متزايد عمليات الشراء عبر الإنترنت، لاقتناص صفقات وهدايا عيد الميلاد بدلا من عمليات شراء أكبر ومؤجلة.
ويظهر البحث أن نحو ربع المستهلكين في بريطانيا انتهوا بالفعل من تسوقهم لعيد الميلاد، بينما يعتزم متسوق من كل عشرة القيام بأغلب مشترياته في الجمعة السوداء.
وذكر موقع (إديلو) الأوروبي المختص في مقارنة الأسعار أن 65 بالمئة من المتسوقين الإيطاليين عبر الإنترنت مستعدون لشراء منتج واحد على الأقل خلال تلك التخفيضات.
وفي فرنسا، أشار بحث أجرته برايس ووتر هاوس كوبرز إلى أن 70 بالمئة يعتزمون التسوق في الجمعة السوداء واثنين الإنترنت وهو يوم الإثنين الذي يلي عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة.
aXA6IDE4LjIyMy4xOTUuMzAg جزيرة ام اند امز