أسود جائعة وحدائق مغتصبة .. "الإخوان" تدمر ثروة السودان الترفيهية
نظام "الإخوان" البائد اغتصب حديقة السودان، وباع أرضها للحكومة الليبية فأنشأت عليها فندق "برج الفاتح" الذي تم تغيير اسمه إلى "كورنثيا"
أثارت صور لأسود هزيلة داخل أقفاص في حديقة القرشي جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم، ردود أفعال غاضبة، وتحولت خلال ساعات من تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي إلى قضية رأي عام ووجدت اهتماما محليا ودوليا.
ويرى مهتمون أن الأسود المهملة، لم تكن إلا واحدا من تجليات التدمير الممنهج لدور الترفيه في عهد نظام "الإخوان" الإرهابي الذي تم عزله بثورة شعبية في أبريل/نيسان.
واغتصب نظام "الإخوان" البائد حديقة السودان للحيوان بالخرطوم، وباع أرضها للحكومة الليبية التي أنشأت عليها فندق "برج الفاتح" الذي تم تغيير اسمه إلى "كورنثيا" بعد عزل الرئيس الليبي معمر القذافي، حيث تشردت الحيوانات والطيور النادرة التي كانت بداخلها.
ويعود تاريخ حديقة الحيوان إلى ١٩٠٢، وهي ثاني أكبر حديقة في أفريقيا، و فككها "الإخوان" فور استيلائهم على السلطة بانقلاب عسكري في ١٩٨٩، وأصبحت مجرد ذكرى عالقة في مخيلة بعض الأجيال السودانية.
كما دمر نظام "الإخوان" حدائق "٦ أبريل" الواقعة في مقرن النيلين في الخرطوم، وهي من أهم صروح الترفيه، وكانت تحتضن حيوانات وطيورا، وتم بيع أرضها إلى مستثمر تركي أقام عليها مطعما فاخرا ليس لعامة الناس مكان فيه.
ولم تتوقف أيادي "الإخوان" عند حدائق الحيوانات، بينما امتدت لتدمير كل دور الترفيه والترويح عن المواطنين، حيث أغلقت دور العرض السينمائي في مختلف أحياء العاصمة الخرطوم، والمقاهي.
ولا تزال ذاكرة السودانيين تحتضن ملامح مقهى "جورج مشرق" في مدينة أم درمان، وهو أكبر ملتقى للمثقفين وأصحاب المزاج البلدي، كما ينطبق الشيء نفسه على مقهى "الزئبق" بوسط الخرطوم الذي تم هدمه وتشييد مجمع تجاري للذهب مكانه.
ولحقت أيادي التدمير الإخوانية "كورنيش شارع النيل الخرطوم" الذي كان يضم مقاهي ذائعة الصيت بينها "بلدي يا حبوب".
وسقط القناع عن جرائم الإخوان بحق قطاع الترفيه في السودان، بعد ما التقطت الناشط عثمان صالح صورا لأسود هزيلة في حديقة الحيوانات، وبعد ساعات من النشر، تدافع نشطاء سودانيون وأطباء بيطريون نحو حديقة القرشي، وقدموا الإسعافات والأطعمة اللازمة للأسود الجائعة، لكن أحدها فارق الحياة.
وقال ضباط في شرطة الحياة البرية بالسودان، لـ"العين الإخبارية"، إن هناك ٣ حدائق فقط في العاصمة الخرطوم بها حيوانات "القرشي، والدولية، وحلة كوكو"، وهي عبارة عن عدد قليل من الأسود والقرود والغزلان والتماسيح وجميعها مهملة للغاية.
وأشار الضابط الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أنه غير مخول له بالتصريح لوسائل الإعلام، بأنه لا توجد حديقة حكومية الآن حيث جرى خصخصتها وبيعها، وحتى الحيوانات الموجودة في الحدائق الخاصة تبقى بمجهودات خاصة من شرطة الحياة البرية.
وقال: "بعد تدمير الحديقة الكبرى، وحدائق ٦ أبريل تم توزيع عدد من الحيوانات على الحدائق الخاصة، وكانت الحكومة السابقة تضع العراقيل أمام إنشاء حديقة قومية".
وأضاف: "رغم الصور المؤسفة بحديقة القرشي، لكن الموقف مطمئن، فالأسود غير مهددة بالانقراض في السودان، فهي توجد بكثرة في محمية الدندر الطبيعية".
وقال الصحفي والمحلل السياسي، أحمد حمدان العريق، إن جماعة الإخوان الإرهابية تعمدت تدمير دور الترفيه والثقافة والفن والمسرح إنفاذا لما سمته المشروع الحضاري الذي يقوم على هوس ديني وتفكير مختل وخاطئ.
وأضاف خلال حديثه لـ"العين الإخبارية": "هذه الجماعة الإرهابية غيرت نمط العيش في السودان خصوصا العاصمة الخرطوم التي أصبحت مشلولة في عهدهم، وهذا جرم يستوجب العقاب".
وتابع: "أغلقوا الحدائق ودور العرض السينمائي من أجل تكوين مجتمع متخلف، وغير مدرك لما يجري في ساحته حتى يتسنى لهم الاستمرار فترة أطول في الحكم".