بلينكن في الصين.. هجوم «ناعم» وجولة «ترفيهية» قبل «المرحلة الصعبة»
قبيل محادثات مرتقبة وصفت بـ«الصعبة»، فضّل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، استهلال زيارته للصين بـ«هجوم ناعم»، وجولة ترفيهية شملت المأكولات والرياضة.
ولتطبيق هدف هذه الزيارة الأهم وإظهار العلاقات الودية بين الأمريكيين والصينيين، في أول زيارة لوزير خارجية أمريكي إلى المدينة منذ زيارة هيلاري كلينتون عام 2010، اندمج بلينكن في حياة الصينيين العادية.
جولة ترفيهية
وقبل يوم من لقائه كبار المسؤولين في بكين، زار بلينكن مدينة شنغهاي الصاخبة حيث تذوق المأكولات المحلية، وشاهد مباراة في كرة السلة، وقام بنزهة في منطقة بوند الشهيرة على طول الضفة الغربية لنهر هوانغبو.
وافتتح بلينكن، وهو أول وزير خارجية أمريكي يزور شانغهاي منذ 14 عاما، رحلته في مطعم يقدم الخبز المطهو على البخار.
وقصد مركز تسوق وجلس مع مساعديه في أحد مطاعمه حيث التقط له بعض الفضوليين الصور.
ثم توجه إلى ملعب لكرة سلة لمشاهدة مباراة فاصلة مثيرة بين فريقي شنغهاي شاركس وجيجيانغ غولدن بولز، وتابعها حتى نهايتها.
هجوم ناعم
وخلال زيارته زعيم الحزب الشيوعي في المدينة، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الخميس، واشنطن وبكين إلى إدارة خلافاتهما بـ"مسؤولية"، فيما وصف بـ"الهجوم الناعم".
وأكد بلينكن أن الرئيس جو بايدن ملتزم بالحوار "المباشر والمستدام" بين أكبر اقتصادين في العالم بعد سنوات من التوتر المتصاعد.
وقال: "أعتقد أنه من المهم التأكيد على قيمة (...) في الواقع ضرورة (...) المشاركة المباشرة والتحدث مع بعضنا البعض وتوضيح خلافاتنا، التي هي حقيقية، والسعي لتفهمها".
وأضاف بلينكن "لدينا التزام تجاه شعبنا (...) وبالطبع التزام تجاه العالم (...) بإدارة العلاقة بين بلدينا بشكل مسؤول".
ورحب سكرتير الحزب الشيوعي الصيني في شنغهاي تشين جينينغ بالوزير بلينكن، مشيرا إلى أهمية الشركات الأمريكية للمدينة.
وقال تشين متوجها إلى ضيفه "سواء اخترنا التعاون أو المواجهة، فإن ذلك يؤثر على رفاهية الشعبين والبلدين ومستقبل البشرية".
وقال تشن من خلال المترجمين إن أحدث مكالمة بين زعيمي البلدين ساعدت في "التنمية المستقرة والجيدة للعلاقات بين بلدينا. سواء اخترنا التعاون أو المواجهة، فإن ذلك يؤثر على رفاهية الشعبين وكلا البلدين ومستقبل البشرية".
وتعد شنغهاي، العاصمة المالية للبلاد، نقطة انطلاق للوصول إلى السلطة في الصين، حيث تولى الرئيس شي جين بينغ سابقا مسؤوليات في المدينة.
ولم تعلن الصين عن موعد للقاء بلينكن مع شي، رغم أنهما التقيا خلال زيارة بلينكن الأخيرة في يونيو/حزيران في اجتماع أُعلن عنه في اللحظة الأخيرة.
علاقات البلدين
وتأتي الزيارة وسط استقرار العلاقات بين واشنطن وبكين، على أمل أن يحل خلال رحلته مجموعة من القضايا التي قد تهدد تحسن العلاقات هذا.
وتعد زيارة بلينكن أحدث اتصال رفيع المستوى بين البلدين. وهو ما أدى، إلى جانب مجموعات عمل أخرى تتناول مسائل مثل التجارة العالمية والاتصالات العسكرية، إلى تخفيف حدة التوتر العام الذي دفع العلاقات إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق في أوائل العام الماضي.
لكن واشنطن وبكين لم تحققا تقدما يذكر في الحد من إمدادات الصين من المواد الكيميائية المستخدمة في صنع الفنتانيل، ولا يزال بحر الصين الجنوبي بؤرة خلاف وتتزايد التوترات بشأن دعم بكين لروسيا في حربها في أوكرانيا.
وسيجتمع بلينكن مع قادة الأعمال والطلاب قبل التوجه غدا الجمعة إلى بكين لإجراء محادثات مع وزير الخارجية وانغ يي وربما مع الرئيس شي جين بينغ.
توترات
لكن قد يشوب هذه الاجتماعات التوتر إذ أنه بمجرد وصول بلينكن إلى شنغهاي، وقع الرئيس جو بايدن على مشروع قانون يشمل تخصيص ثمانية مليارات دولار لمواجهة القوة العسكرية للصين، بالإضافة إلى مساعدات دفاعية لتايوان بمليارات الدولارات وأخرى لأوكرانيا قيمتها 61 مليار دولار.
كما وقع بايدن على مشروع قانون منفصل لحظر تيك توك في الولايات المتحدة في حال لم تبع شركة بايت دانس الصينية المالكة للتطبيق أصولها في الولايات المتحدة خلال فترة تتراوح بين تسعة أشهر و12 شهرا.
وسيضغط بلينكن على الصين لمنع شركاتها من إعادة تجهيز وإمداد القاعدة الصناعية الدفاعية الروسية.
وشنت موسكو عمليتها العسكرية بأوكرانيا بعد أيام من الاتفاق على شراكة "بلا حدود" مع بكين.
وبينما امتنعت الصين عن تقديم الأسلحة، يحذر المسؤولون الأمريكيون من أن الشركات الصينية ترسل تكنولوجيا مزدوجة الاستخدام تساعد المجهود الحربي الروسي.
ودون الخوض في تفاصيل، صرح مسؤول كبير بوزارة الخارجية للصحفيين بأن واشنطن مستعدة "لاتخاذ خطوات" ضد الشركات الصينية التي تعتقد أنها تضر بالأمن الأمريكي والأوروبي.