بلينكن بإسرائيل وفلسطين.. دعوة للتهدئة دون اقتراح خطوات عملية
اكتفى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بدعوة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للتهدئة دون اقتراح خطوات عملية لتحقيق هذا الهدف.
وتقررت زيارة بلينكن إلى المنطقة قبل الاقتحام الإسرائيلي لجنين الذي أدى إلى مقتل 9 فلسطينيين وعملية إطلاق النار في مستوطنة "النبي يعقوب" بالقدس الشرقية التي أدت لمقتل 7 إسرائيليين.
ووجد بلينكن نفسه وسط تطورات لم تكن بالحسبان، بدءا بقرارات انتقامية إسرائيلية ووصولا إلى رد من القيادة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل.
ولكن بخلاف جهود بلينكن نفسه في العام 2020 عندما وضعت إدارته خطوات عملية لإنهاء التوتر بين الطرفين فإن زيارته خلت من أي اقتراحات.
دعوة للتهدئة
وقال مسؤول فلسطيني رفيع المستوى لـ"العين الإخبارية"، إن "الوزير الأمريكي اكتفى بدعوات عامة للتهدئة دون اقتراح خطوات عملية لتحقيق الهدوء".
وأضاف: "من ناحيتنا اقترحنا على الجانب الأمريكي خطوات عملية لتحقيق الهدوء بدءا من وقف الاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية في الضفة الغربية بزعم تنفيذ اعتقالات وصولا إلى وقف جميع الخطوات الأحادية بما فيها الإجراءات العقابية ضد السلطة الفلسطينية والاستيطان واحترام الوضع القائم في المسجد الأقصى".
وتابع المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: "قلنا للجانب الأمريكي إن من شأن تنفيذ الحكومة الإسرائيلية لهذه الخطوات أن يحقق الهدوء الذي نلتزم به من جانبنا".
واستدرك المسؤول الفلسطيني: "بصراحة لا نرى خطة عملية من الجانب الأمريكي تضع خطوات مطلوبة من الجانبين لتحقيق الهدوء وإنما مجرد دعوات للتهدئة وهذا لا يكفي، فالمطلوب هو إلزام الطرفين بخطوات عملية".
وأردف: "الجانب الأمريكي يكتفي بالضغط علينا من خلال المطالبة بالعودة إلى التنسيق الأمني ووقف التحرك الفلسطيني باتجاه الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية".
وأضاف المسؤول الفلسطيني: "اقتصار المطالبات علينا في الوقت الذي تستمر فيه الاقتحامات الإسرائيلية للمدن بالضفة وفرض العقوبات على السلطة الفلسطينية واستمرار الاستيطان ومحاولات تغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى لن تقود إلى التهدئة وإنما العكس".
اتهامات متبادلة
وبالمقابل، فقد سعت إسرائيل إلى تحميل السلطة الفلسطينية المسؤولية من خلال الإشارة إلى عملية مستوطنة "النبي يعقوب".
وحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاهل الفلسطينيين بالكامل في الكلمة التي ألقاها في ختام لقائه مع بلينكن.
أما الوزير الأمريكي فاكتفى بطرح مواقف عامة، قائلا: "لا نزال نعتقد أن أفضل طريقة هي خلال الحفاظ على رؤية حل الدولتين ثم تحقيقها. كما قلت لرئيس الوزراء، فإن أي شيء يبعدنا عن تلك الرؤية هو، في تقديرنا، ضار بأمن إسرائيل على المدى الطويل وهويتها طويلة المدى كدولة يهودية وديمقراطية".
وأضاف: "لهذا السبب نحث جميع الأطراف الآن على اتخاذ خطوات عاجلة لاستعادة الهدوء وتهدئة التوتر.. نريد أن نتأكد من وجود بيئة يمكننا فيها، كما آمل، في مرحلة ما أن نخلق الظروف التي يمكننا من خلالها البدء في استعادة الشعور بالأمن للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، وهو لسوء الحظ غير موجود حاليا".
وتابع بلينكن: "كما نظل ملتزمين بدعم التعايش والتنوع الديني، بما في ذلك في القدس. نستمر في دعم الحفاظ على الوضع التاريخي الراهن في الأماكن المقدسة في المدينة بما في ذلك الحرم الشريف. نحن ممتنون لرئيس الوزراء على تعبيره المتكرر عن دعمه لهذا الموقف".
وقالت مصادر أمريكية مطلعة لـ"العين الإخبارية": إنها "لا تعتقد بأن الوقت ليس ملائما في هذه المرحلة لطرح خطة سياسية بسبب الهوة في المواقف بين الجانبين حول الحل السياسي".
وأضافت: "نعتقد أن الحل الأمثل في هذه المرحلة هو التهدئة وخطوات لتحسين حياة الفلسطينيين وصولا إلى تهيئة الأجواء التي تقود إلى عملية سياسية لتطبيق حل الدولتين".
aXA6IDMuMTIuMzQuMTUwIA== جزيرة ام اند امز