فحص دم يتنبأ بخطر عودة سرطان الثدي
الفحص يعتمد على تحديد فعالية استجابة الشخص المناعية المضادة للورم من خلال التوازن بين مسارات الإشارات المؤيدة للالتهابات والمضادة لها
توصلت دراسة أمريكية حديثة إلى أن فحصا للدم يمكن أن يكون مؤشرا للتنبؤ بما إذا كان مريضة تم تشخيص إصابتها بسرطان الثدي سيعاودها المرض مرة أخرى بعد السيطرة عليه أم لا.
وعندما يتم تشخيص المرضى لأول مرة بالسرطان، من المهم تحديد الأشخاص المعرضين لخطر أكبر للانتكاس، ليساعد ذلك في تحديد جرعة العلاج المناسبة ووضع نظام متابعة أكثر صرامة.
ويستخدم في هذا الإطار اختبارات حديثة تستند إلى تحليل الجينوم للورم، ولكن فحصا للدم توصل له الباحثون من مركز مدينة الأمل للسرطان في أمريكا، سيكون أكثر عملية، وفق دورية نيتشر أميونيتي "nature immunology".
ويعتمد هذا الفحص على تحديد فعالية استجابة الشخص المناعية المضادة للورم من خلال التوازن بين مسارات الإشارات المؤيدة للالتهابات والمضادة للالتهابات استجابةً للسيتوكينات (بروتين أو عديد ببتيد أو بروتين سكري يستخدم في عمليات نقل الإشارة والتواصل ما بين الخلايا).
واستخدم الباحثون بيانات 40 من مرضى سرطان الثدي الذين تمت متابعتهم لمدة متوسطها 4 سنوات، وتم التحقق من صحة النتائج في مجموعة منفصلة من 38 مريضة بسرطان الثدي لإنشاء معيار يتنبأ بما إذا كان مريض سرطان الثدي من المحتمل أن ينتكس في غضون بضع سنوات أم لا.
وتقوم الفكرة على رصد توازن استجابات إشارة السيتوكينات في الخلايا المناعية للدم المحيطي، وهي المحرك وراء نظام المناعة الصحي، بما يعطي مؤشرا للحالة الكلية لنظام المناعة لدى الشخص.
وتميل الخلايا المناعية للدم المحيطي لمريض السرطان، وهي جزء مهم من الجهاز المناعي، إلى تقليل استجابات إشارات السيتوكينات المؤيدة للالتهابات وزيادة استجابات إشارات السيتوكينات المثبطة للمناعة، مما يعني خلق بيئة مناعية نظامية تؤدي إلى انتشار السرطان.
وخلال الدراسة حلل الباحثون استجابات الإشارة للعديد من السيتوكينات المؤيدة والمضادة للالتهابات في أنواع مختلفة من الخلايا المناعية الموجودة في الدم المحيطي من مرضى سرطان الثدي الذين تم تشخيصهم حديثًا بالمرض، ووجد الباحثون إشارات متغيرة لأربعة سيتوكينات مختلفة (اثنان مؤيدان ومضادان للالتهابات) في خلايا "تي" التنظيمية عند بعض المرضى.
وهذه الأنماط من إشارات السيتوكين في الدم المحيطي استخدمها العلماء لإنشاء مؤشر إشارات خلوى (CSI) يتوقع ما إذا كانت ستحدث انتكاسة في المستقبل خلال 3-5 سنوات أم لا.
والفكرة هي أنه يمكن للمريض الدخول في فحص دم وأن يتم تشغيل بياناته من خلال خوارزمية ستنتج عددًا يُبلغ الأطباء بحالة المريض وإمكانية تعرضه لخطر تكرار الإصابة بالسرطان.
ويقول بيتر لي، رئيس قسم أمراض الأورام المناعية في مركز مدينة الأمل الشامل للسرطان بكاليفورنيا: "هذا هو أول نجاح يربط بين ورم صلب ومؤشرات حيوية للدم".
ويضيف في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمركز بالتزامن مع نشر الدراسة: "اختبار (CSI) انعكاس عام لنظام المناعة لدى المريض عند التشخيص ، وسيكون أحد المحددات الرئيسية للتنبؤ بحدوث الانتكاس في المستقبل".
aXA6IDMuMTQ0LjEwOC4yMDAg
جزيرة ام اند امز