التوت الأزرق.. كنز ثمين في جنوب أفريقيا
بدأت زراعة التوت الأزرق تتحول لصناعة مهمة في جنوب أفريقيا، في ظل اقتحام كيب تاون الأسواق لتنافس العديد من المنتجين حول العالم.
وتحظى هذه الفاكهة الواعدة بإقبال كبير في عدد من دول العالم كونها تحتوي على مضادات الأكسدة وفيتامين "سي".
وعلى بعد 100 كيلومتر من العاصمة كيب تاون تنتشر مزارع التوت الأزرق في مناطق جبلية شاسعة، أبرزها مزرعة تشيلترن عند سفح جبال هوتنتوتس هولاند والتي كانت في الماضي تنتشر فيها أشجار التفاح ونبتات الفراولة.
ويزرع الجزء الأكبر من التوت الأزرق في البلد الأفريقي بمحافظة كيب الغربية، وبات أكثر من 2700 هكتار في المنطقة مزروعا بالتوت الأزرق، في مقابل 261 قبل 5 سنوات.
وتحتاج هذه الزراعة إلى أشعة الشمس للحصول على محصول وفير، وتمثل عملية قطف المحصول أمرا مجهدا لمئات العمال الذين يقومون بمهمة صعبة تحت أشعة الشمس الحارقة خلال الصيف الجنوبي.
ونجحت زراعة التوت الأزرق في النجاة من تداعيات فيروس كورونا، ولم تتأثر عمليات الإنتاج والتصدير بالجائحة التي أثرت على سلاسل إمداد معظم الأغذية عالميا.
ويتوقع أن يصل إنتاج جنوب أفريقيا من التوت الأزرق خلال العام الجاري نحو 24 ألف طن، وهو ما وضعها في مكانة متميزة بين كبار المنتجين عالميا.
ووفقا لبيانات حكومية، ارتفعت صادرات هذه الفاكهة من 7 ملايين يورو سنة 2013 إلى أكثر من 55 مليونا سنة 2018.
ووفقا لـ"فرانس برس" يوجه الجزء الأكبر من صادرات جنوب أفريقيا من التوت الأزرق إلى أوروبا وبريطانيا.
وتقول إلزيت شوته مديرة جمعية منتجي الفواكه الحمراء في جنوب إفريقيا "نحن أقرب إلى أوروبا من منافسينا، مثل البيرو وتشيلي".
وتبقى دولة جنوب أفريقيا منتجا متوسّطا للتوت الأزرق في وجه عمالقة مثل كندا والولايات المتحدة، لكنها تتقدّم لكسب أسواق في الصين وكوريا الجنوبية وزيادة إنتاجها.
وتقول شوته "نتوقّع ازدياد الطلب العالمي على ضوء تعميم المنافع الغذائية لهذه الفاكهة".
ويؤكّد بيتر زيتسمان مدير وحدة الفواكه الحمراء في شركة المشاتل "توب فروت" أن التوت الأزرق هو "من الإنتاجات البستنية التي تشهد أكبر نموّ في جنوب إفريقيا".
وهو يدرّ عائدات على الاستثمار أعلى من كثير من الفواكه الأخرى، لكنه "يكلّف غاليا من حيث الاستثمارات الأولية"، بحسب زيتسمان، إذ ينبغي توفّر 20 هكتارا كي يكون الإنتاج مدرّا للأرباح ثمّ إنفاق 1,6 مليون يورو لزرع هذه المساحة.
ووفقا لوكالة أنباء "شينخوا" الصينية، تعد الولايات المتحدة أكبر منتج للتوت الأزرق في العالم، وهي، وفقا لقاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، مسؤولة عن 56% من الإنتاج العالمي، أو نحو 318 مليون كيلوجرام.