فلسفة جوارديولا الجديدة.. كيف يستغل المدربون لغة الجسد لكسب المباريات؟
يُعرف عن الإسباني بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي، أنه صاحب أفكار جديدة دائما، ولهذا فقد أطلق عليه البعض لقب "الفيلسوف".
ونجح بيب جوارديولا في التتويج بعشرات الألقاب على مدار مسيرة كروية تمتد منذ عام 2008 وحتى الآن، بفضل طريقة تفكير مختلفة عن الآخرين، وهو ما جعل فترات التراجع في مشواره هي الأقل بين أقرانه، وجعله أحد القلائل الذين لم يتعرضوا للإقالة في مهنة المتاعب، التدريب.
وتحدث جوارديولا مؤخراً عن مسألة "لغة الجسد لدى لاعبي كرة القدم" وكيفية الاستفادة منها، وإن كانت الفكرة ليست بجديدة، فإن الأهمية الكبيرة التي منحها المدرب الإسباني لها كانت هي النقطة الأبرز.
وقال المدرب الإسباني في مؤتمر صحفي أعقب تعادل فريقه 1-1 مع إيفرتون في نهاية العام الماضي: "مؤخراً بت أكبر في السن، والآن أقوم بالنظر على لغة الجسد في التدريبات وفي كل شيء، لأنه لا يمكن أن تلعب إذا كانت لغة جسدك غير صحيحة".
صحيفة "ذا أتلتيك" البريطانية كشفت في تقرير لها عن الطريقة المثلى لاستغلال المدربين لغة الجسد، وأهميتها في كرة القدم، مقارنة بلعبات أخرى، تمنح هذه الجزئية أهمية أكبر.
كيف يستغل المدربون لغة الجسد؟
يوضح دان أبراهامز، متخصص في علم النفس الرياضي، لصحيفة "ذا أتلتيك" أهمية لغة الجسد في الرياضة التنافسية، قائلا: "يمكن للغة الجسد أن تكون وسيلة مهمة وغالية للمدربين".
واستدرك: "ولكن علينا أن نوضح أنه في علم النفس لا يجب أن تضع افتراضات بناء على لغة الجسد، فلا يعني أن هناك شخصا يتصرف بطريقة ما أن تقوم بتفسيرها، لكن ربما تجد بعض التوضيح في لغة الجسد".
وواصل: "في النهاية لغة الجسد هي بيانات أو مجموعة بيانات، يجب التعامل معها بعناية، التصرفات والتعاملات هي الأهم".
في المقابل، يعتبر جوس بويت، مدرب منتخب اليونان الحالي وبرايتون وسندرلاند السابق، من المولعين بلغة الجسد، ويقول عنها: "حين تكون في حيرة بشأن اختيار لاعب من بين اثنين لاعبين، هناك عوامل تعول عليها منها لغة الجسد".
واستدرك: "ولكن الأمر ليس أن تقول هذا يبدو واثقاً والآخر لا، لكني أتحدث مع اللاعب الذي أجد أن لغة جسده ليست جيدة وأعرف أسبابه، وبناء على طبيعة تلك الأسباب أتخذ قراري النهائي".
وأكمل: "ربما يشعر اللاعب بعدم أهميته بالشكل المطلوب، أو تكون لديه مشكلة شخصية، أو هناك مسألة متعلقة بالثقة، وكلها عوامل تجعله لا يركز على المباراة بالشكل الجيد".
أما خبير لغة الجسد مارك بويدن فيرى أن الأمر يتعلق كذلك بعامل "التيستيرون" وقدرته على شحذ العقل بأن هناك قدرة على المخاطرة، ووقتها يمكن أن تراهن بأنك ستحصل على فرص أكبر، وستذهب للهدف بصورة أكبر، ومن ثم تهاجم أكثر.
التيستيرون هو الهرمون المنوط به زيادة كثافة العظام وتقوية العضلات، ومن ثم فإن له دورا في جعل الرأس تشعر بعدم أهمية المخاطر والقدرة على المواجهة.
ويصف بويدن هذه الأمور بأنها نقاط القتل "نقل القتل، أن تنظر للاعبين وتسألهم من لديه القدرة على المخاطرة وعدم خشيتها والاندفاع، ومن ثم القدرة على التقدم وصنع الفرص والأهداف".
نجوم كرة القدم المشهورون بلغة الجسد
ومن أبرز نجوم الكرة العالمية الذين تُترجم لغة جسدهم حقيقتهم الفرنسي إيريك كانتونا، مهاجم منتخب الديوك ومانشستر يونايتد السابق، المعروف بثقته الكبيرة بالنفس.
كما استعان جاسون بونشيون، لاعب كريستال بالاس السابق والذي يدرس التدريب حالياً، بمثال واين روني، مهاجم إنجلترا التاريخي وهداف الأسود الثلاثة الأول مناصفة مع هاري كين.
وقال بونشيون: "سأستخدم واين روني كمثال، هو دوماً يلعب بأقصى طاقة، خاصة في بداياته، ومن ثم فإني أرى أن أي مدرب يجب أن يضعه في التشكيلة حتى لو كان في أسوأ حال فنياً، بسبب الطريقة التي يتدرب ويلعب بها، وهذا عامل كبير في اختيار اللاعبين، وحين أصبح مدرباً فسيكون لهذا الأمر الدور الكبير في اختياراتي".
على النقيض، يجب أن يعرف المدرب لاعبه جيداً على المستوى الشخصي، لأن في بعض الأحيان تعكس لغة الجسد أمورا غير الحقيقة.
وفي هذا السياق تحدث جوس بويت عن البلغاري ديميتار بيرباتوف، مهاجم مانشستر يونايتد وتوتنهام هوتسبير السابق.
يقول بويت: "عملت مع بيرباتوف في توتنهام حين كنت مساعداً للمدرب، كان لاعباً مذهلاً وكنا نلعب ضد مانشستر سيتي وطُرد منا لاعب، وهو كان يدافع ويهاجم ويركض ويتعامل مع كل الأمور".
وأتم: "لو نظرت للغة الجسد فبيرباتوف لاعب يبدو "مسترخياً"، ولو اعتمدت على تلك الجزئية فحسب فهذا يعني أن بيرباتوف لن يشارك في أي مباراة مطلقاً".
aXA6IDMuMTQ5LjIzLjEyMyA=
جزيرة ام اند امز