رئيس بوينغ الشرق الأوسط لـ"العين الإخبارية": الوقود المستدام سيغير مسار الطيران في العالم
كولجيت غاتا-أورا : وقود الإمارات المستدام نقلة نوعية لصناعة الطائرات
كشف كولجيت غاتا-أورا رئيس شركة بوينغ في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا عن خطة بوينغ العالمية لخفض الانبعاثات الكربونية.
وقال رئيس بوينغ في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا لـ"العين الإخبارية" إن الوقود المستدام يتم إنتاجه من مواد أولية، لكن انبعاثاته الكربونية اقل بنحو 80٪ من نظيره الوقود الأحفوري التقليدي، وإنه سيغير مسار الطيران في العالم.
وأضاف أن الرحلة التجريبية الأخيرة لطيران الإمارات تعد علامة فارقة في هذا المجال، وتمهد الطريق لمستقبل وقود طائرات أكثر حفاظا على البيئة في العالم.
وإلى تفاصيل المقابلة...
العين الإخبارية: ما هو وقود الطائرات المستدام، وكيف يختلف عن الوقود التقليدي؟
الوقود المستدام أو SAF هو وقود يتم إنتاجه من مواد أولية مستدامة وهو مشابه جدًا في تركيبته الكيميائية لوقود الطائرات الأحفوري التقليدي، ويوفر هذا الوقود أكبر إمكانية لنا لتقليل انبعاثات الكربون على مدار العشرين إلى الثلاثين عاما القادمة، حيث يقلل من انبعاثات الكربون على مدى دورة حياة الوقود بنسبة تصل إلى 80٪، مقارنة بإنتاج الوقود الأحفوري التقليدي حيث يسحب الكربون من الأرض ويطلقه في الهواء، مما يزيد من انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي.
كذلك تخضع هذه المواد الأولية المستدامة بعد ذلك لمعالجة كيميائية لإنتاج وقود يمكن استخدامه كبديل للوقود المستخرج من الأرض مثل البترول والفحم.
العين الإخبارية: لكن ما هي أمثلة هذه المواد الأولية التي يتم استخدامها في استخراج الوقود المستدام؟
يمكن استخدام مجموعة متنوعة من المواد الأولية لصنع الوقود المستدام مثل؛ الزيوت النباتية غير الصالحة للأكل، والمحاصيل المزروعة لهذا الغرض مثل قصب السكر، والنفايات الزراعية وبعض فضلات الغابات، والنفايات المنزلية غير القابلة لإعادة التدوير، والغازات الصناعية المنبعثة، حيث تتم معالجة هذه المواد الأولية لإنتاج وقود مستدام باستخدام مجموعة من التقنيات، بعضها لا يزال قيد التطوير.
وفي بوينغ Boeing نعمل مع شركائنا لتحديد المواد الأولية المناسبة للمناخات الإقليمية واحتياجات سلسلة التوريد وتلبية معايير الاستدامة ومعايير أخرى، حيث يجب أن تفي أي مادة أولية بمعايير الاستدامة.
وبشكل عام تلك المواد يجب أن تخضع لعدد من المعايير سواء تم الحصول عليها من كتلة حيوية أو من غازات النفايات الصناعية أو الطاقة المتجددة، حيث يجب أن تكون المواد الأولية مستدامة واقتصادية وأن يؤدي استخدامها إلى خفض صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون؛ ويجب ألا تضر بالأمن الغذائي المحلي أو إمدادات المياه العذبة أو استخدام الأراضي؛ وينبغي أن تضمن نتائج اجتماعية واقتصادية إيجابية للمشاركين في سلسلة إمدادات الوقود المستدامة، من المزارعين إلى مستخدمي الوقود.
ولدينا عدة مشاريع دولية في 6 قارات لإنتاج المواد الأولية المستخدمة في إنتاج الوقود المستدام مثل النباتات التي تتحمل المياه المالحة في الإمارات العربية المتحدة، والتبغ الخالي من النيكوتين في جنوب أفريقيا وقصب السكر في البرازيل.
العين الإخبارية: بالإضافة إلى تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة 80٪.. ما المزايا والتحديات الرئيسية المرتبطة باستخدام وقود الطيران المستدام؟
صحيح أن الوقود المستدام يعمل حاليا على تقليل انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 80٪ لكن هذا ليس نهاية المطاف، نحن نعمل على الوصول في المستقبل لتقليل انبعاثات الكربون بنسبة 100٪، حيث نعمل على هدف صافي انبعاثات الكربون الصفرية بحلول عام 2050، علاوة على ذلك، لا يعد الاستثمار في الوقود المستدام أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق صفر انبعاثات حرارية فحسب، بل سيساعد أيضًا في تحقيق النمو الاقتصادي وخلق مزيد من فرص العمل وتعزيز النظام البيئي للطيران في الشرق الأوسط.
لكن تتمثل التحديات الرئيسية لزيادة استخدام الوقود المستدام في الوقت الراهن في محدودية العرض وارتفاع التكلفة، نظرًا لنقص بدائل الطاقة المتجددة للطيران المتاحة لوسائط النقل الأخرى، نحن تعتقد في بوينغ وصناعة الطيران انه يجب أن تكون أولوياتنا استخدام الوقود المستدام، نحن نعلم أنه في ظل أي سيناريو سنحتاج إلى زيادة هائلة في إنتاج الوقود المستدام إذا للوفاء بالتزامات الطيران المدنية بصافي صفر انبعاثات حرارية بحلول 2050.
دعني اكشف لك أنه لدينا في بوينغ التزام بأن تكون طائراتنا التجارية قادرة ومعتمدة للطيران على الوقود المستدام بنسبة 100٪ بحلول عام 2030.
وفي هذا الإطار نحن نعمل مع شركاء في القارات الست لإنشاء مشروعات وخرائط طرق إقليمية لإنتاج الوقود المستدام.
العين الإخبارية: هل يمكن استخدام الوقود المستدام في الطائرات الحالية أم نحتاج لتعديلات؟
هذا سؤال جيد، في الواقع، هذه واحدة من أكبر مزايا استخدام الوقود المستدام، حيث يمكن استخدامه على نطاق واسع اليوم كبديل للوقود التقليدي، حيث يمكن لجميع الطائرات التوربينية والطائرات التوربينية التي تطير بوقود نفاث تقليدي استخدام SAF المعتمد، بناءً على المعيار الذي وضعته الجمعية الأمريكية للاختبار والمواد الدولية (ASTM).
العين الإخبارية: كيف تقارن تكلفة وقود الطائرات المستدام بوقود الطائرات التقليدي؟ وما توقعات التكلفة على المدى الطويل؟
في الواقع، التكلفة لا تشكل الهدف الرئيسي وراء تطوير استخدام الوقود المستدام، دعني أوضح لك أن استخدام المزيد من الوقود الأحفوري لن يقلل من انبعاثات الكربون، بغض النظر عن السعر، فضلا عن أن أسعار البترول تميل أيضًا إلى التقلب أو الارتفاع بمرور الوقت، وهذا التقلب وهذا يمثل تحديًا لشركات الطيران، لقد ارتفعت أسعار وقود الطائرات بأكثر من 50٪ من منتصف عام 2017 إلى منتصف عام 2018 .
على سبيل المثال، لطالما طالبت شركات الطيران بكفاءة أكبر في استهلاك الوقود لجعل الطيران أكثر اقتصادا، شركات الطيران في العالم تنفق الكثير من الأموال لاستبدال طرز الطائرات القديمة الأقل كفاءة بطرازات جديدة أكثر كفاءة بنسبة 15٪ إلى 25٪ من الجيل السابق.
العين الإخبارية: وكيف يتناسب تطوير واستخدام وقود الطيران المستدام مع السياق الأوسع لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية؟
سيتطلب إزالة الكربون من الطيران نهجا متعدد الأوجه، ليس فقط الوقود المستدام، ولكن تجديد أسطول الطائرات الحالي، والكفاءة التشغيلية، والطاقة المتجددة، والتقنيات المتقدمة إلى جانب التدابير القائمة على السوق التي ستسمح للصناعة بإزالة الكربون في صناعة الطيران والفضاء.
الأسابيع الماضية قامت شركة طيران الإمارات، بتشغيل رحلة تجريبية باستخدام 100٪ من الوقود المستدام لإحدى طائرات بوينغ 777 التابعة للشركة، في أول رحلة تجريبية من نوعها في الشرق الأوسط وأفريقيا، كيف تنظر إلى هذه الخطوة وكيف يمكن أن تؤثر على التوسع في استخدامات الوقود المستدام في الشرق الأوسط؟
تعد رحلة طيران الإمارات هذه علامة فارقة في هذا المجال، حيث تؤكد على الكفاءة التشغيلية للوقود المستدام، كمصدر وقود آمن وموثوق، مما يضيف إلى المعرفة الصناعية بالوقود المستدام ويمهد في نهاية المطاف الطريق لطيران الوقود المستدام في المستقبل بنسبة 100٪.
وبشكل عام تدعم هذه الرحلات التجريبية جهود الصناعة الجماعية لتوسيع نطاق إنتاج الوقود المستدام والوفاء بالتزام صناعة الطيران بتحقيق صافي صفر بحلول عام 2050.
لقد قامت بوينغ مؤخرا بتأسيس اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مع شركاء آخرين لتطوير أبحاث وقود الطيران المستدام، ونحن فخورين بشراكتنا مع طيران الإمارات في هذه الاختبارات ونتطلع إلى مزيد من العمل مع شركائنا لتمكين الاستخدام الواسع النطاق للوقود المستدام في جميع أنحاء العالم.