«بوينغ» تكشف لـ«العين الإخبارية» خارطة صناعة طائراتها بالإمارات.. وحل أزمة 737 Max
تتوسع شركة الطائرات الأمريكية العملاقة "بوينغ" في صناعة مكونات وأجزاء أساطيلها داخل الإمارات، كما تتعاون معها للتوصل إلى وقود مستدام وتطوير البحث والابتكار، وفقا لما أكده كولغيت غاتا-أورا، رئيس "بوينغ" للشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا الوسطى.
و«بوينغ» هي أحد أعمدة الاقتصاد العالمي، كونها من بين أهم الشركات في الولايات المتحدة والعالم، لكنها تمر حاليا بعد 108 أعوام من تأسيسها، بمرحلة انتقالية وتحولات كبيرة، شملت تغيير رئيسها التنفيذي، ومراجعة آليات عملها الداخلية خاصة فيما يتعلق بإجراءات سلامة الطائرات.
و"بوينغ" التي توظف أكثر من 160 ألف شخص في أكثر من 65 دولة، حققت إيرادات ضخمة تقدر بنحو 77.8 مليار دولار في عام 2023، وتعمل حاليا وفقا لـ"غاتا-أورا" على دعم التنمية المستدامة في المنطقة من خلال تعزيز الشراكات الاستراتيجية وتطوير البنية التحتية المحلية لصناعة الطائرات.
وسلط غاتا-أورا الضوء خلال الحوار على إطلاق "بوينغ" اتحادا بحثيا جديدا في دولة الإمارات لتطوير تقنيات وقود الطيران المستدام، ما يعزز مكانة "بوينغ" كشريك رئيسي في تحقيق مستقبل طيران أكثر استدامة، وجهود الشركة لدعم التعليم والتوظيف للشباب في الشرق الأوسط، والتعاون مع "طيران الإمارات" و"فلاي دبي" و"الاتحاد للطيران" لدعم خطط نموها، وتلبية طلبها البالغ نحو 1200 طائرة بوينغ.
- ماستر كارد: الإمارات بين أكثر 10 وجهات سياحية شعبية في العالم
- الإمارات ضمن الـ10 الأوائل في أكثر من 90 مؤشراً للتنافسية العالمية 2024
وفيما يلي نستعرض نص الحوار:
هل يمكن أن تخبرنا بمشاريع "بوينغ" الحالية وخططها المستقبلية في دولة الإمارات؟
تتمتع "بوينغ" بعلاقات متينة وطويلة الأمد مع دول الشرق الأوسط، ونفخر بدعمنا لتطوير قطاع الطيران في المنطقة، خاصة دولة الإمارات.
وأظهرت "بوينغ" في دولة الإمارات العربية المتحدة التزامها بتعزيز التنوّع الاقتصادي ودعم أهداف التنمية المستدامة وتطوير وتمكين المواهب الشابة وتنمية قطاع السياحة والطيران، فضلاً عن دعمها لاستكشاف الفضاء.
ونتعاون اليوم مع "طيران الإمارات" و"فلاي دبي" و"الاتحاد للطيران" لندعم خطط نموها، إذ طلب عملاؤنا في دولة الإمارات نحو 1200 طائرة بوينغ.
كما امتد برنامجنا التعليمي "العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من أجل الاستدامة" إلى دولة الإمارات كذلك.
وماذا عن خطط "بوينغ" لتوطين صناعة الطائرات محلياً في دولة الإمارات؟
بالفعل، دعني أكشف لك أن شركة "بوينغ" تستثمر أيضاً بشكل كبير في تعزيز القاعدة الصناعية في دولة الإمارات، إذ أطلقنا من خلال شراكتنا مع مجلس التوازن الاقتصادي العديد من المبادرات الرئيسية، التي تشمل التعاون مع "شركة ستراتا للتصنيع" في مدينة العين لإنتاج الزعانف الرأسية لطائرة بوينغ 787 والأجزاء المركبة لطائرات 777 و777X.
كما نتعاون مع شركة "إي بي آي" لإنتاج الأجزاء المعدنية المعقدة، كما افتتحنا منشأة "إي بي آي" مؤخرا، لمعالجة الأسطح في أبوظبي وإنشاء مركز التميّز للأنظمة غير المأهولة في دولة الإمارات مع شركة "توازن".
خلال معرض دبي للطيران في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2023، تردد أن شركة "بوينغ" أبرمت صفقات كبيرة مع عملائها في دولة الإمارات أو حتى في الشرق الأوسط.. هل يمكن أن تطلعنا على تفاصيل هذه الصفقات؟
بالفعل، أبرمت "بوينغ" خلال معرض دبي للطيران في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2023 عن عدد قياسي من طلبات الطائرات التجارية، وما أستطيع أن أخبرك به أن الصفقات شملت 90 طائرة جديدة لطيران الإمارات و30 طائرة لفلاي دبي و6 طائرات للملكية الأردنية وطائرتَين للخطوط الملكية المغربية وطائرة شحن محولة من طراز 737-800 بوينغ للطيران العماني.
كما تعلم أصبح لقضايا المناخ الاهتمام الأكبر لصناع القرار في دولة الإمارات وفي العالم، كيف يمكن لشركة "بوينغ" لعب دور إيجابي في قضايا المناخ، لا سيما مع التوقعات الكبيرة بأن يحل الوقود المستدام في الطائرات محل الوقود التقليدي؟
في الحقيقة، شركة "بوينغ" تؤمن بأن وقود الطيران المستدام هو إحدى أهم أدوات إزالة الكربون من قطاع الطيران، وأعلنا مؤخراً عن العديد من الاستثمارات الإقليمية في وقود الطيران المستدام.
وأطلقنا في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2023 "Air-CRAFT"، وهو اتحاد بحثي مقره دولة الإمارات يركز على تطوير وإنتاج وتوسيع نطاق تقنيات وقود الطيران المستدام.
كما أطلقنا شراكتنا مع شركة "مصدر" الإماراتية الهادفة لتعزيز ودعم تطوير واعتماد سياسات وقود الطيران المستدام في دولة الإمارات وخارجها، إذ تتضمن الاتفاقية أيضاً تطوير المبادئ المحاسبية لوقود الطيران المستدام، التي يمكن أن تمكن هذا القطاع من التغلب على الحواجز الجغرافية مع توسعها.
بعد الأحداث والشائعات المتكررة التي أحاطت بطائرة بوينغ 737 Max مؤخراً، خاصة بعد حادث طيران ألاسكا في يناير/كانون الثاني الماضي.. ما هي آخر مستجدات التحقيقات؟ وكيف تعالج شركة "بوينغ" هذه القضايا وتضمن سلامة طائراتها؟
في الحقيقة، طائرة 737 Max تنقل يومياً نحو 700 ألف مسافر إلى وجهات مختلفة حول العالم. وتُشغّل أكثر من 80 شركة طيران نحو 1300 طائرة وتحلق بحو 5000 رحلة جوية يومية. وقامت مجموعة طائرات 737 Max بأكثر من 3 ملايين رحلة جوية وأكثر من 7 ملايين ساعة طيران منذ أواخر عام 2020. ويتمتع الأسطول بمعدل موثوقية جدول زمني أعلى من 99%.
وبعد حادث 5 يناير/كانون الثاني الذي تعرّضت له إحدى طائرات 737 اتخذنا إجراءات فورية لاحتواء المشكلة وضمان سلامة الطائرة. كما اتخذنا قراراً بإبطاء الإنتاج لنلقي نظرة فاحصة على كل جانب من جوانب عملياتنا. واستمعنا إلى موظفينا وتعاملنا بشفافية مع الجهات التنظيمية لدينا ورحبنا بالنتائج والتوصيات الصادرة عن مراجعة لجنة ACSAA التابعة لإدارة الطيران الفيدرالية، ودعونا إلى التدقيق من العملاء والخبراء المستقلين.
وبالفعل قام أكثر من 70 ألفاً من أعضاء فريق "بوينغ" للطائرات التجارية في جميع أنحاء الشركة منذ شهر يناير/كانون الثاني بإيقاف أنشطة الإنتاج والتسليم مؤقتاً لمدة يوم واحد للتركيز على طرق تحسين السلامة والجودة. بناءً على تعليقات الموظفين المقدمة، تشمل مجالات التركيز الرئيسية لدينا الاستثمار في تدريب القوى العاملة وتبسيط الخطط والعمليات والتخلص من العيوب وتعزيز ثقافة السلامة والجودة.
كما نواصل وضع السلامة والجودة في قمة أولوياتنا ونشارك المعلومات بشفافية مع الجهات التنظيمية والعملاء وأصحاب المصلحة الآخرين.
aXA6IDMuMTQuMjQ5LjEwNCA= جزيرة ام اند امز