المهمة المستحيلة.. امرأة حسناء تتصدى لإصلاح خلل طائرات بوينغ 737 ماكس 9
طلبت شركة بوينغ من شركة "رايان آير" Ryan air إرسال مهندسين إضافيين للإشراف على فحوصات الجودة لطائراتها في أعقاب حادثة ألاسكا الأخيرة.
وقال رئيس شركة "رايان آير" إن الجودة تتحسن لكن الحادث أظهر أن هناك "المزيد مما يتعين القيام به".
يأتي ذلك بعد سقوط نافذة من طائرة بوينغ 737 ماكس 9 التي تديرها شركة ألاسكا إيرلاينز ومقرها الولايات المتحدة قبل عدة أيام.
ولا تستخدم شركة Ryanair طائرات بوينغ 737 ماكس 9 ولكنها تشغل طراز ماكس 8 ولديها طائرات ماكس 10 تحت الطلب. كما تعد هذه الشركة واحدة من أكبر عملاء بوينغ لعائلة 737 ماكس، مع أكثر من 100 طائرة في الخدمة، ومن المقرر أن يكون لديها حوالي 400 طائرة أخرى بحلول عام 2034.
وقال مايكل أوليري، الرئيس التنفيذي لشركة "رايان آير" إنه يتوقع أن يؤثر تأخير التسليم على قدرتها.
وردا على سؤال في مقابلة مع بي بي سي عما إذا كان لديه ثقة كاملة في عمليات مراقبة الجودة في بوينغ بعد حادث ألاسكا، أجاب رئيس رايان آير "لا".
لكنه أضاف أن شركة الطيران التي يرأسها لديها الآن "ثقة أكبر" في شركة بوينغ لصناعة الطائرات.
وقال أوليري أيضًا إن تسليم 12 طائرة في نهاية العام الماضي كان "من حيث العيوب أفضل التسليمات التي تلقيناها منذ ثلاث سنوات".
واعترف بأن ما حدث لرحلة خطوط ألاسكا الجوية كان خطيرا، لكنه قال إن الصناعة تتعلم دائما من الحوادث.
وتكافح شركة الطيران الأمريكية العملاقة لاستعادة الثقة بعد حوادث تحطم طائرة مختلفة في مجموعة 737 ماكس في عامي 2018 و2019 أسفرت عن مقتل 346 شخصًا.
وتبين أن التصميم السيئ لجزء من نظام التحكم في الطيران يلعب دورًا في تلك الحوادث.
وقبل أيام، أعلنت شركة بوينغ أنها عينت كيركلاند دونالد، وهو أميرال سابق في البحرية الأمريكية، مستشارًا مستقلاً مسؤولاً عن الإشراف على مراجعة أنظمة مراقبة الجودة لطائراتها التجارية.
وسيقوم هو ومجموعة من الخبراء بتزويد رؤساء شركة بوينغ، بسلسلة من التوصيات.
وقال تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز أن ستيفاني بوب كانت لا تزال في أسبوعها الأول كأول مدير لعمليات التشغيل على الإطلاق لشركة بوينغ عندما وقع الحادث المخيف الذي دفع الشركة إلى أزمة جديدة ووضع سلسلة التصنيع والتوريد التي تشرف عليها.
وكانت بوب في السابق رئيسًا لأعمال الخدمات في الشركة وهو القسم الوحيد الذي حقق أرباحًا في السنوات الأخيرة.
وتعتبر ستيفاني وجهًا جديدًا نسبيًا للمستثمرين عندما أعلنت الشركة عن تعيينها الشهر الماضي، اعتبارًا من الأول من يناير/كانون الثاني فيما كان يتوقع على نطاق واسع أن تخلف ديف كالهون الرئيس التنفيذي السابق في المنصب لتكون أول رئيسة تنفيذية لشركة بوينغ.
وقد تم تكليفها بالإشراف على الطائرات التجارية لشركة بوينغ، وأعمال الدفاع والخدمات، وضمان العمليات السلسة في سلسلة التوريد، ومراقبة الجودة والتصنيع.
وقالت بوب الشهر الماضي، إن بوينغ ستواصل تحسين الأداء "مع ضمان أعلى مستويات السلامة والجودة والشفافية في كل ما نقوم به".
من هي بوب؟
نشأت بوب في إحدى ضواحي سانت لويس بولاية ميسوري، وعمل والدها لمدة 30 عامًا في شركة ماكدونيل دوغلاس لصناعة الطيران، حيث بدأ كميكانيكي. وقالت بوب لمجلة بلانو بروفايل المحلية في عام 2017 إنها تخيلت أن تصبح معلمة ذات يوم.
ولكنها درست المحاسبة في جامعة ولاية جنوب غرب ميسوري، وحصلت على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة ليندنوود. انضمت إلى شركة ماكدونيل دوغلاس مباشرة بعد تخرجها من الكلية في عام 1994 كمحللة مالية.
وبحلول سن 35 عامًا، كانت تدير أكثر من 100 موظف كمديرة مالية. ثم في عام 2012، دعاها المدير المالي جريج سميث إلى المقر الرئيسي لشركة بوينغ لقيادة علاقات المستثمرين.
وقالت في عام 2017: "تميل النساء، بما في ذلك أنا، إلى أن يكن أكثر تردداً بشأن التحديات أو الفرص الجديدة، ويعود ذلك في الواقع إلى الخوف من الفشل". تلك هي اللحظات المحورية في الحياة التي تطورت فيها على المستوى الشخصي والمهني.
وقد ارتقت في المناصب حتى أصبحت المدير المالي لقسم الخدمات، ثم تولت نفس الدور في قطاع الطائرات التجارية.
وفي المقابلة نفسها عام 2017، أشارت إلى أن “الثقافة تأكل الاستراتيجية. يمكنك أن تمتلك الاستراتيجية المثالية، لكن إذا كانت لديك الثقافة الخاطئة فلن تنجح أبدًا".
وعادت إلى قطاع الخدمات في أبريل/نيسان 2022 كرئيسة تنفيذية للوحدة حيث كان قسم الخدمات، وهو قسم بوينغ الذي يتولى مهام بدءًا من الصيانة إلى أنظمة تدريب الطيارين إلى إدارة سلسلة التوريد، بمثابة نقطة مضيئة للشركة. وفي حين تكبدت الطائرات التجارية والدفاع خسائر في عام 2022 والأرباع الثلاثة الأولى من عام 2023 الا أن قطاع الخدمات حقق أرباحاَ بلغت 2.7 مليار دولار لعام 2022 و2.5 مليار دولار للأشهر التسعة الأولى من عام 2023.
وعندما تولت هذه الوظيفة، كانت شركة بوينغ تترنح بعد حادثين مميتين في عامي 2018 و2019 أدى إلى وقف تشغيل طائرات 737 ماكس 8 في جميع أنحاء العالم. وقد ألحقت جائحة كوفيد-19 أضرارا أكبر بها مع تراجع الطلب على السفر الجوي، ثم الطائرات. ومع عودة الطلب، تراجعت سلسلة التوريد الخاصة بها.
وتشير التقارير إلى أن "ستيفاني بوب" التي توصف بالسيدة الحسناء تتولى إدارة ملف إصلاح هذا الطراز المعيب من طائرات بوينغ.. فهل ستنجح في مهمتها مثلما نجحت من قبل؟