بولتون "يورط" البرادعي.. حان إعلان موت الاتفاق النووي مع إيران
قال جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، إن إدارة الرئيس جو بايدن لا تزال تنكر موت الاتفاق النووي، موجها اتهامات "تورط" محمد البرادعي؛ المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واتهم جون بولتون، إدارة بايدن بالعجز أو عدم الرغبة في الاعتراف بالفشل في سعيها المهين، لعودة أمريكا للانضمام إلى الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015.
وتوقع المسؤول الأمريكي السابق، في مقال نشرته صحيفة "ذا هيل" الأمريكية بعنوان: "هل تجبر الأدلة الجديدة بايدن على الإقرار بموت الاتفاق النووي الإيراني" أن التقارير الإعلامية الواردة قد تجبر الرئيس الأمريكي على الاعتراف بذلك.
وأشار بولتون في هذا الصدد إلى تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" كشفت فيه الأسبوع الماضي أن إيران نجحت في الوصول إلى التقارير السرية للوكالة الذرية التابعة للأمم المتحدة، منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، وقامت بتوزيع تلك الوثائق على كبار المسؤولين من أجل أن يقوموا بإعداد قصص مزورة وسجل مزيف للأنشطة النووية من أجل إخفاء الأعمال المشبوهة في الماضي بهذا الشأن.
ووصفت المجلة كيف راجعت نسخًا من وثائق الوكالة الدولية للطاقة الذرية وغيرها من الوثائق التي استولت عليها إسرائيل في غارة استخباراتية جريئة عام 2018 على مستودع في طهران.
لا ضمانات
وقال بولتون في مقاله إنه إلى أن يتم إجراء مزيد من البحث في تداعيات تقرير الصحيفة الأمريكية ودراستها بدقة، ليس لدى إدارة بايدن أي ضمان للمضي قدمًا في محاولة الانضمام إلى الصفقة النووية.
ونوه بأن "طهران لطالما استثمرت الكثير من الوقت والجهد لخداع مسؤولي ومفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإخفاء أو تدمير المعلومات الهامة، وعرقلة تحقيقات الوكالة بشكل عام".
وبالتالي، -يضيف بولتون- فإن "وجود أي معلومات داخلية حساسة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، سيكون ذا قيمة لا تحصى بالنسبة لطهران، ومن الواضح أن إيران ستستفيد بشكل كبير من خلال إخطارها مسبقًا بخطوط التحقيق التي كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتابعها والأسئلة التي ترغب في طرحها".
بولتون أشار إلى أن الأمر سيبدو وكأنه "تحذير مبكر سيوفر لإيران فرصة كافية لتلفيق قصة تغطية وردود محددة وإعداد جميع العاملين النوويين المعنيين بما يتماشى مع استراتيجية الإنكار وتنسيق جهود خداع ضد الوكالة. وعلى وجه الخصوص إنكار طهران باستمرار أن لديها برنامجًا للأسلحة النووية، وقد يساعد معرفة ما تشتبه فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية مسبقا في هذا الشأن - في تعزيز طهران لجهود الإخفاء بشكل كبير".
وأوضح المسؤول الأمريكي السابق في مقاله أن "النجاح الواضح لحملة التضليل الإيرانية يشير، من ناحية أخرى إلى عدم قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على التحقق من الامتثال لاتفاقيات؛ مثل معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية أو غيرها من ترتيبات الحد من التسلح، دون تعاون كامل وغير مشروط من قبل جميع الأطراف المعنية".
وبالرغم من كل هذا -بحسب بولتون- فإن إدارة بايدن لا تزال تجادل بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قادرة على اكتشاف الانتهاكات الإيرانية.
اتهامات مبطنة
ودعا بولتون في مقاله المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، إلى أن يبدأ على الفور تحقيقًا جنائيًا واسع النطاق بشأن ما حدث، ومن المسؤول، ومقدار الضرر الذي حدث، وما يمكن للوكالة الدولية للطاقة الذرية فعله لمنع تكرار حدوثه.
وألمح بولتون في المقال الى تورط محمد البرادعي؛ المدير السابق للوكالة وقال: "شخص واحد لديه الكثير لتفسيره هو محمد البرادعي، سلف جروسي في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إذ عندما بدأت هذه الانتهاكات لأمن الوكالة الدولية للطاقة الذرية على ما يبدو، كان ميل البرادعي نحو إيران واضحا تماما طوال فترة عمله في الوكالة".
وداعيا الكونجرس إلى إجراء تحقيق خاص به من الحزبين، عاد بولتون لتوجيه الانتقاد لإدارة بايدن، قائلا: "في غضون ذلك، يتواصل سعي إيران الدؤوب لامتلاك أسلحة نووية يمكن إطلاقها. ومنذ تنصيبه، تجاهل بايدن الانتهاكات الإيرانية المتزايدة بالنسبة للعقوبات الأمريكية، لا سيما التجارة في النفط والمنتجات ذات الصلة مع الصين وفنزويلا".
ولفت مستشار الأمن القومي السابق، إلى أنه لم تعد هناك حملة "ضغوط قصوى"، على الرغم من أن هذه الجهود لم تستطع إيقاف البرنامج الإيراني، بل تم إضعاف إنفاذ العقوبات، لا سيما تحت ستار التخفيف من نقص النفط العالمي، الناجم عن العملية الروسية بأوكرانيا، ما يجعل من الصعب على الدول الأخرى الحفاظ على الامتثال الصارم".
عكس المسار مع إيران
مستشار الأمن القومي السابق، قال إنه "يجب على البيت الأبيض أن يعكس مساره على الفور، قبل حدوث المزيد من الضرر، والاعتراف بأن آلية إنفاذ العقوبات الأمريكية الحالية غير كافية".
ورأى المسؤول الأمريكي السابق في مقاله أن المطلوب الآن هو "تحسينات كبيرة قبل أن نتحدث بصدق عن حملات الضغط الأقصى؛ فوجود شعار صارم لا يساوي سياسة فعالة. والأهم من ذلك أنه يجب على بايدن الاعتراف بأن الاتفاق النووي الإيراني مات ولا يمكن إحياؤه".
وختم بأنه هذا هو السبيل الوحيد الذي يمكن لأمريكا وحلفاؤها الأوروبيون البدء معه في تطوير سياسة جديدة، مع وجود فرصة لتحقيق هدفهما المشترك، المتمثل في وقف تقدم إيران نحو الأسلحة النووية، مردفا: "ما لم تتخذ دولة ما قرارًا استراتيجيًا بالتخلي عن السعي لامتلاك أسلحة نووية، فلا توجد صفقة مقبولة".
aXA6IDE4LjExNy43NS4yMTgg
جزيرة ام اند امز