بولتون يستفز ترامب بـ"التطهر".. ويسدد في مرمى الانتخابات

سهام الانتقادات تنطلق مجددا على صداقة الأمس وتُحول سنوات من التقارب إلى جليد سميك من التنافر.

هكذا هو الحال بين جون بولتون والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في أحدث مقابلة إعلامية له أجرتها معه صحيفة "تلغراف" البريطانية.

وكان بولتون قد أقاله ترامب في سبتمبر/ أيلول عام 2019، بعد خلاف بينهما بشأن كيفية التعامل مع تحديات السياسة الخارجية.

يقول مستشار الأمن القومي السابق والمرشح الرئاسي المحتمل، إن على الحزب الجمهوري "تطهير نفسه" من دونالد ترامب ، حيث "لا توجد قيود على ما يستطيع فعله".

وفي الجزئية الأخيرة، أضاف جون بولتون الذي عمل مستشارا للأمن القومي خلال فترة ترامب "هذه حقا مسؤوليتنا. لن يأتي من وسائل الإعلام الليبرالية. لن يأتي من الديموقراطيين. على الجمهوريين القيام بذلك. وهذه هي اللحظة التي نحتاج إلى الارتقاء إليها ".

واعتبر بولتون أن إدارة الأخير "أضرت" بالولايات المتحدة، محذرا في الوقت ذاته من "الخطر" في حال نجاح الرئيس السابق في الانتخابات التي ستجرى عام 2024.

وفي معرض حديثه عن حدود ترامب، لفت إلى أن الأخير  "ليس لديه حدودا لما يمكنه فعله وأعتقد أننا بحاجة إلى أن نكون قلقين للغاية بشأن ذلك".

ترشيح رئاسي محتمل

وعن احتمال ترشح ترامب، قال مستشاره السابق إنه لا يريد له الفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية، معللا ذلك بأنه "ليس فقط لصالح الحزب الجمهوري ، ولكن من أجل مصلحة البلاد".

وفيما يتعلق بإمكانية ترشح بولتون، لم يحسم الرجل الأمر، لكنه أشار إلى أنه "لا يزال في مرحلة التفكير" بشأن خوض الانتخابات الرئاسية القادمة.

وزاد على الأمر بقوله "لن أركض ما لم أعتقد أن لدي فرصة للفوز".

محاكمة ترامب

ينظر بولتون إلى التحقيق الجنائي مع ترامب على أنه "وقود صاروخي" لحملته الانتخابية، قائلا:  "من وجهة نظر الديمقراطيين ، فإنهم يفضلون الترشح لترامب أكثر من أي شخص آخر.. هذا لا يعني أنهم سيفوزون وقد يكونون مفرطين في الثقة".

وأردف "أعتقد أنه من المشروع أن نقلق من أنه إذا تم توجيه الاتهام إلى ترامب، سواء كان الأمر يتعلق بمسألة ستورمي دينلز (النجمة الإباحية)  أو أية تحقيقات جنائية أخرى جارية ، فإذا تم توجيه الاتهام إليه ولم تتم إدانته فسيكون ذلك وقودا صاروخيا لحملته".

الأمم المتحدة..أقطاب ومصير

يرى بولتون الذي شغل منصب السفير الأمريكي في الأمم المتحدة إبان إدارة جورج دبليو بوش، أن المنظمة الدولية "لم تعد ذات صلة" في ظل "عودة الجمود الذي خلفته الحرب الباردة، حيث تتزايد المشكلات بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن مع وجود روسيا والصين من جانب واحد. الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا من جهة أخرى".

وأوضح في مقابلته التي طالعتها "العين الإخبارية" أن "هيئات صنع القرار السياسي في الأمم المتحدة معطلة منذ بعض الوقت".

ودلل على قوله السابق بالقول: "كان لدينا مأزق خلال الحرب الباردة عندما كان مجلس الأمن في الغالب غير ذي صلة. أعتقد أننا في نفس الإطار الآن".

ولطالما كان بولتون يؤمن بقوة الدولة والحاجة إلى قوات عسكرية قوية، فقد سخر من الجيش الروسي ووصفه بأنه "أقل من تهديد" في أوكرانيا.

ومع ذلك ، قال إنه كان يتعين على الناتو والغرب اتخاذ إجراءات أكثر صرامة في وقت أقرب، معتبرا أن "أوكرانيا مصلحة حيوية للولايات المتحدة. وكذلك السلام والأمن في أوروبا".

ويسعى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب (2017-2021) البالغ من العمر 76 عاما، إلى الثأر بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية السابقة، والتي لا يزال يحتج على نتيجتها، أمام الديمقراطي جو بايدن.