قنبلة مدمرة للاقتصاد اليمني.. «الحوثي» يعلن سك عملة جديدة
أعلنت مليشيات الحوثي، السبت، سك عملة معدنية من فئة الـ100 ريال يمني بزعم مواجهة مشكلة العملة التالفة في خطوة يراها مراقبون قنبلة مدمرة للاقتصاد اليمني.
وفي مؤتمر صحفي لما يسمى محافظ البنك المركزي في صنعاء الخاضع للحوثيين، هاشم إسماعيل، أكدت المليشيات سك عملات معدنية على أن يبدأ تداول فئة 100 ريال من يوم غد الأحد.
وكان البنك المركزي اليمني في عدن الخاضع للحكومة المعترف بها دولياً أصدر بيان شديد اللهجة، الخميس 28 مارس/آذار 2024، وحذر من مخطط حوثي لإغراق السوق بكتلة نقدية جديدة واعتبرها "عملة مزورة تستهدف الإحلال محل عملة قانونية".
وحذر البنك المركزي اليمني المؤسسة المالية أو المصرفية التي تقبل التعامل بأي وسيلة نقدية غير قانونية من قبل مليشيات الحوثي بأنها "ستكون عرضة لإجراءات صارمة التي ستؤثر في وضعها القانوني ونشاطها على الصعيدين المحلي والدولي".
- الحوثي يخسر معركة «الشبكة الموحدة».. كواليس عودة تحويل الأموال باليمن
- صنعاء في رمضان.. كساد حاد يضرب الأسواق بسبب جبايات الحوثي
واتهم خبراء اقتصاديون يمنيون مليشيات الحوثي بتعميق أزمة الانقسام اليمني الاقتصادي، مشيرين إلى أن سك عملة جديدة دون التنسيق والتفاهم مع بنك مركزي عدن يعمق الانقسام السياسي والتشطير الاقتصادي للبلاد.
ويعد إصدار العملة الوطنية رمزا سياديا للدولة لا تقبل الثنائية أو التعدد كون لها ارتباط وثيق بمجمل المعاملات المتعلقة بالأنشطة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية لجميع الأفراد والمؤسسات والشركات في الدولة، وفقاً للخبراء.
وساهمت مليشيات الحوثي في استفحال ندرة السيولة عبر تجريم استخدام بعض الإصدارات وبعض الفئات من العملة المصدرة من بنك عدن، بما فيها كل الفئات النقدية 100 و200 ريال، والاستمرار في استخدام التالف من تلك الفئات وغيرها، مما عكس سلوكاً بدائياً بالتعامل مع العملة التالفة.
كما أصدر الحوثيون قانون منع التعاملات الربوية الذي جرم كل صيغ التعامل مع البنوك، إيداعاً وإقراضاً، ما مثل انتكاسة كبيرة للنظام المصرفي وقضى على مبادئ المصداقية والموثوقية بين المدخرين والبنوك المختلفة -التجارية والإسلامية والتمويل الأصغر وحتى التوفير البريدي- من جانب، وبين البنوك المختلفة والمستثمرين "المقترضين" من جانب آخر، مما جعل البنوك خاوية على عروشها، وفقا للخبراء.