خريطة الغارات الأمريكية في عهود ترامب وبايدن وأوباما
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شنّ غارات جوية على شمال غرب نيجيريا في يوم عيد الميلاد، في أول قصف أمريكي مباشر يستهدف هذا البلد الأفريقي ضمن إطار ما تصفه واشنطن بجهود مكافحة الإرهاب خارج أراضيها.
ووفقا لمجلة "نيوزويك"، تأتي هذه الخطوة امتدادًا لنهج اتبعته إدارات أمريكية متعاقبة، من باراك أوباما إلى جو بايدن، تمثّل في تنفيذ ضربات عسكرية في دول آسيوية وأفريقية لمواجهة تنظيم «داعش» وجماعات متطرفة أخرى.
ويأتي هذا التطور في سياق سياسة خارجية أمريكية ممتدة منذ عقود، تقوم على تقليص ما تعتبره واشنطن تهديدات إرهابية خارجية. وخلال السنوات الماضية، توسّع نطاق «الحرب على الإرهاب»، ما أدى إلى تكثيف الضربات الجوية وعمليات الطائرات المسيّرة في عدد من الدول.
وعلى الرغم من خوض ترامب حملته الانتخابية على أساس عدم التورط في حروب جديدة، واصلت إدارته، شأنها شأن الإدارات السابقة، تنفيذ ضربات عسكرية خارجية، ما أعاد إلى الواجهة الجدل السياسي والقانوني في الولايات المتحدة حول شرعية هذه العمليات، ولا سيما في غياب تفويض صريح من الكونغرس.

وتُظهر خريطة الضربات الأمريكية خلال العقود الأخيرة أن إدارات أوباما وبايدن وترامب نفّذت عمليات عسكرية في دول عدة، أبرزها أفغانستان والعراق وسوريا واليمن والصومال، حيث استهدفت غالبية الغارات تنظيم «داعش» أو جماعات متطرفة مرتبطة به.
كما شنّ أوباما وترامب غارات على ليبيا وباكستان، في حين لم تُسجّل ضربات مماثلة خلال ولاية بايدن في هذين البلدين. وقد شهدت معظم هذه الدول فترات طويلة من الاضطرابات.
وخلال ولاية ترامب الحالية، لم تقتصر الضربات على نيجيريا، إذ نفّذ أيضًا غارة على إيران في وقت سابق من الصيف، وهي خطوة لم يُقدم عليها أوباما أو بايدن.
كما استهدفت إدارته سفنًا يُشتبه في تورطها بتهريب المخدرات في البحر الكاريبي، في ظل تصاعد التوتر مع فنزويلا، من دون أن تشنّ غارات مباشرة على الأراضي الفنزويلية.
وتشير بيانات مركز الأبحاث «نيو أمريكا» إلى أن إدارة بايدن نفّذت عددًا أقل من العمليات العسكرية في بعض الدول مقارنةً بإدارتي أوباما أو ترامب خلال ولايته الأولى. ففي اليمن، على سبيل المثال، سُجّل نحو 182 هجومًا جويًا أو بطائرات مسيّرة خلال إدارة أوباما، ونحو 104 غارات خلال إدارة ترامب، مقابل نحو أربع غارات فقط في عهد بايدن.
وأشار المركز إلى أن القيادة المركزية الأمريكية تحدثت عن 131 غارة جوية في اليمن عام 2017، إلا أن تفاصيل كثيرة بشأنها بقيت غير واضحة.
وأثارت كثافة الضربات خلال عهد أوباما جدلًا واسعًا، خاصة بعد منحه جائزة نوبل للسلام عام 2009، إذ رأى منتقدوه أن سقوط عشرات المدنيين نتيجة تلك العمليات يتعارض مع مبررات الجائزة.
وبالمثل، سعى ترامب بدوره إلى نيل جائزة نوبل للسلام، مستندًا إلى مساعيه للتوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل وحماس، إلا أن منتقديه شككوا في أحقيته بالجائزة بسبب استمرار الضربات العسكرية في الشرق الأوسط وأفريقيا.
ويُذكر أن ترامب حصل مؤخرًا على جائزة سلام رمزية أطلقها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في وقت سابق من ديسمبر/ كانون الأول.
وصنّفت إدارة ترامب نيجيريا، في وقت سابق من العام، دولة «مثار قلق خاص» بموجب قانون الحرية الدينية الدولية، عقب تقارير عن مقتل مسيحيين في بعض المناطق، وهو ما نفته الحكومة النيجيرية، مؤكدة عدم وجود إبادة جماعية.
في المقابل، أثارت الضربة انتقادات داخل الولايات المتحدة. فقد اعتبر النائب الجمهوري السابق جاستن أماش أن لا أساس قانونيًا لشنّ ضربات عسكرية في نيجيريا أو غيرها من الدول، مشددًا على أن تفويض استخدام القوة العسكرية لعام 2001 يقتصر على المسؤولين عن هجمات 11 سبتمبر/ أيلول، وأن العمليات الهجومية تتطلب موافقة الكونغرس.
وذكّر بأن الدستور الأمريكي قسّم صلاحيات الحرب لمنع انفراد السلطة التنفيذية بقرارات عسكرية كبرى.
من جانبه، دافع وزير الدفاع بيت هيغسيث عن العملية، مؤكدًا أن الرئيس كان واضحًا في ضرورة وقف قتل المسيحيين الأبرياء في نيجيريا، وأن وزارة الدفاع «على أهبة الاستعداد دائمًا».
كما شددت القيادة الأمريكية في أفريقيا على أن الضربات نُفّذت بتنسيق كامل مع السلطات النيجيرية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز