أطباء مستشفى العودة بغزة.. ملحمة صحية وأعداد «تفوق القدرة» (خاص)
يخوض أطباء مستشفى العودة بفرعيه في شمال غزة والمنطقة الوسطى ملحمة وطنية وصحية كبرى.
ومنذ اندلاع الحرب على قطاع غزة لم يتوقف الأطباء عن أداء واجبهم المقدس.
وأضفى استهداف إسرائيل للمستشفيات تحديات كبرى على أصحاب الرداء الأبيض، الذين وجدوا أنفسهم أمام خيارين أحلاهما مر، إما الاستمرار في العمل ومجابهة الموت والاستهداف، وإما الهروب والاختباء وترك مئات الجرحى للمصير المحتوم.
إصرار
اختار أطباء المستشفيات وعلى رأسها مستشفى العودة بغزة، أن يبروا بقسمهم الذي أقسموه وأن تكون رعاية المرضى وإسعافهم وإنقاذهم أقدس مهامهم.
في الأوقات الطبيعية تبدو العمليات الجراحية بالغة التعقيد والصعوبة، فما بالك إن كان طبيبا يجري جراحة دقيقة بلا إمكانيات تذكر ولا معدات تساعد، وفضلا عن كل ذلك تحاصره نيران المدافع والصواريخ من كل صوب.
الأمر جلل والمصاب كبير بحسب الدكتور أحمد مهنا، مدير مستشفى العودة في غزة، الذي أشار إلى أن الأطقم الطبية تواصل الليل بالنهار للتعامل السريع مع مئات الجرحى والمصابين يومياً.
تهديدات بالقصف
وبالرغم من الدعوات والتهديدات الإسرائيلية للأطقم الطبية بالمستشفى بقصفه، فإن الأطقم الطبية لم يبرحوا أماكنهم، بل رابطوا فيها مثمنين عزيمتهم وحسهم الإنساني العالي في إنقاذ الضحايا والأطفال الأبرياء الذين يتوافدون خلال بضع دقائق يوميًا وعلى مدار اليوم.
نقص الوقود
القصف لم يتوقف والقتلى والمصابون لا يتوقفون عن التوافد على مستشفى العودة بفرعيه في شمال غزة والمنطقة الوسطى للمدينة.
وفي وصفه لحال الوضع الصحي يقول مهنا لـ"العين الإخبارية": "الجرحى يفترشون الطرقات، فما عاد هنا مكان يؤويهم ولا مواد طبية تسعفهم فالوضع كارثي".
يوشك المستشفى أن يتعطل كاملا عن العمل بسبب وصول المخزون من الوقود إلى الحد الأدنى، ورفعت العلامة الحمراء التي تعني أن الوقود على وشك النفاد.
بادرة الأمل الوحيدة هي وصول ١٥٠٠ لتر من الوقود إلى مستشفى العودة صباح الثلاثاء، والتي تكفي لنحو ٤ أيام أخرى فحسب.
وبحسرة يردف مهنا: "بين الحين والآخر تأتينا تهديدات بإخلاء المستشفى، بداعي استهداف المنطقة المحيطة به بيد أن الأطباء والفرق الصحية مرابطون في مستشفياتهم لإنقاذ المرضى".
ورغم ما تعانيه المستشفيات من قصف فإن مستشفى العودة في المنطقة الوسطى في غزة ما زال يجري عمليات ولادة. بحسب ما أكده البنا حيث يقول: "لم يتوقف الأطباء في أي تخصص عن إجراء واجبهم المقدس رغم القصف وويلات الحرب المرعبة".
أعداد تفوق القدرة
وروى صهيب الهمص، مدير مستشفى الكويتي بقطاع غزة، الوضع في القطاع، مؤكدا أنه ينذر بـ"كارثة راهنة" داخل مستشفيات القطاع جراء نقص حاد في الإمدادات الطبية.
ويؤكد الهمص، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن الأطقم الطبية بالمستشفى يحبسون أنفاسهم يوما تلو الآخر، خوفًا من تكرار القصف الذي طال مستشفى المعمداني، خاصة بعد وصول دعوات إسرائيلية لهم بإخلائه وتهديدات بقصفه.
وباتوا على وشك الانهيار الوشيك، نتيجة الضغوط التي يواجهونها منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس.
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل إن أعداد المصابين والجرحي فاقت الطاقة الاستيعابية للمستشفى، بيد أن ثلاجات الموتى لم تعد تستوعب العدد الكبير من الضحايا.
aXA6IDE4LjIyNC4zMS45MCA= جزيرة ام اند امز