دعم الإمارات لغزة.. غربال الأكاذيب لا يحجب شمس الحقيقة
دعم الإمارات لفلسطين وحراكها الدبلوماسي والإنساني المتواصل على مدار الساعة لوقف الحرب على غزة حقائق واضحة كالشمس.
حقائق يمكن رصدها بالأقوال والأفعال ولغة الأرقام التي تؤكد أن دعم القضية الفلسطينية من ثوابت السياسة الخارجية للإمارات منذ تأسيسها مرورا بتوقيعها اتفاق سلام مع إسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول 2020، وصولا إلى التصعيد الأخير في قطاع غزة.
ومنذ اندلاع التصعيد، لم تتوقف جهود الإمارات على مدار الساعة لوقف حرب غزة، وحماية جميع المدنيين وتقديم الدعم الإنساني لهم، وإيجاد أفق للسلام الشامل.
وبحسب إحصاء لـ"العين الإخبارية" فقد بحثت الإمارات سبل وقف التصعيد في غزة وحماية جميع المدنيين عبر 59 اتصالا ولقاء وقمة مع قادة ووزراء ومسؤولين أمميين ودوليين، حتى صباح اليوم الأربعاء.
وجنبا إلى جنب مع الجهود الدبلوماسية والسياسية، أعلنت دولة الإمارات عن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة تتجاوز 154 مليون درهم، فضلا عن إطلاق مبادرة "تراحم من أجل غزة" التي جمعت مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية خلال 10 أيام من إطلاقها.
وواكب تلك الجهود حراك إماراتي في مجلس الأمن الدولي عبر 5 اجتماعات، كان أحدثها مساء أمس الثلاثاء، وشاركت فيه ريم الهاشمي وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي، التي ألقت كلمة مهمة رسمت خلالها خارطة طريق لتحقيق سلام مستدام وإنهاء الحرب على غزة وحماية جميع المدنيين، وحملت فيها كل طرف مسؤوليته التاريخية عما وصلت إليه الأوضاع الآن بما فيهم مجلس الأمن نفسه.
بيـان وفـد دولة الإمارات العربية المتحدة في المناقشة المفتوحة ربع السنوية لمجلس الأمن بشأن البند المعنون الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، حمل رسائل قوية دعت خلالها الهاشمي مجلس الأمن إلى اعتماد قرار بوقف إطلاق نار فوري ومستدام في غزة.
إلا أن بعض وسائل الإعلام وبعض الجهات المشبوهة على مواقع التواصل التي دأبت على ترويج أكاذيب تستهدف تشويه جهود الإمارات القياسية المتواصلة لوقف حرب غزة وحماية جميع المدنيين، قامت باقتطاع بعض الجمل من كلمة الهاشمي واجتزائها في محاولة تشويه متعمد لموقف دولة الإمارات من الحرب في غزة، متناسين أن غربال الأكاذيب لا يستطيع حجب شمس الحقيقة.
وأن هذا التشويه "لن يغير من الحقائق شيئاً، وسيبقى مجرد زبد لا يضر ولا ينفع"، كما أكد الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات في تغريدة له عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "إكس" (تويتر سابقا) اليوم الأربعاء.
وقال الدكتور قرقاش: "مضامين الموقف العربي الداعية إلى وقف إطلاق النار لإيصال المساعدات والتحذير من العقاب الجماعي والتهجير والمطالبة بخفض التصعيد عبرت عنها ريم الهاشمي بكل وضوح أمام مجلس الأمن".
وأردف :"الاجتزاء والتشويه المتعمد لمواقف الإمارات لن يغير من الحقائق شيئاً، وسيبقى مجرد زبد لا يضر ولا ينفع".
مطالب وأولويات وتحذيرات
حددت الهاشمي في كلمتها مطالب وأولويات يجب تنفيذها:
- المطلب الأول: وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة.
دعت الوزيرة الإماراتية في هذا الصدد إلى بذل قصارى الجهود الدبلوماسية وتسخير كافة الإمكانيات للتوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار.
وحذرت في كلمتها من أن "استمرار وتصاعد وتيرة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة يؤكد أن كل تأخير في إخماد هذه الحرب يعني وقوع المزيد من الضحايا والدمار، ويهدد بتوسع رقعة الصراع في المنطقة، خاصة مع انتشار الجماعات المسلحة والمتطرفة فيها التي لن تدخر جهداً لاستغلال هذا النزاع لتحقيق أجنداتها الظلامية".
ورسمت الهاشمي صورة حقيقية بالفعل تنبئ بقوة احتمالية توسع الصراع، وقالت في هذا الصدد: "شهدنا مؤخراً تنامي التوترات في المنطقة، سواء في جنوب لبنان أو الجولان السوري المحتل، أو عبر البحر الأحمر، ولا يخفى عليكم أن انزلاق المنطقة في حرب إقليمية سيؤدي إلى ما لا يُحمد عقباه، حيث لن يكون أمن المنطقة على المحك فحسب، وإنما قد تمتد نيران الحرب لتزعزع الاستقرار حول العالم".
وجددت التأكيد على مطلبها بأنه "يجب أن تنصب التحركات الإقليمية والدولية على خفض التصعيد واستعادة الهدوء بأسرع وقت".
ورحبت الوزيرة الإماراتية في هذا الصدد "بانعقاد قمة القاهرة للسلام السبت الماضي، والتي تعالت فيها الدعوات إلى وقف إطلاق النار"، مشيدة كذلك بالجهود الدبلوماسية الحثيثة التي تبذلها دول المنطقة والجهات الدولية الفاعلة.
المطلب الثاني: السماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكلٍ آمن وعاجل ومستدام ودون عوائق، وعلى النحو الذي يلبي الاحتياجات الأساسية والضرورية، مع إنهاء الحصار الجائر الذي طال أمده، للحد من الأزمة الإنسانية الكارثية التي تفاقمت بفعل انقطاع الكهرباء والمياه والغذاء، إلى جانب نفاد المستلزمات الطبية وتدهور القطاع الصحي، بما يعرض حياة المرضى والأطفال الخدَّج لخطر داهم. كما يجب إدخال الوقود الذي يعد أساسياً لتشغيل المستشفيات ومرافق المياه وغيرها.
وأعربت الهاشمي عن تقديرها للجهود الدؤوبة التي تبذلها جمهورية مصر العربية والأمم المتحدة لدعم إيصال المساعدات عبر معبر رفح، والتي تكللت بإدخال عدة شُحنات من المساعدات الدولية إلى غزة خلال الأيام الأربعة الماضية، إلا أنها شددت "على ضرورة مواصلة العمل على إيصال المزيد من المساعدات إلى القطاع، خاصةً وأن إجمالي عدد الشاحنات التي عبرت إلى القطاع في الأيام الماضية ضئيل جداً ولا يلبي الحجم الهائل للاحتياجات على الأرض، حيث يشكل ما نسبته 4% فقط من عدد شاحنات المساعدات التي كانت تدخل قبل اندلاع هذه الأزمة".
المطلب الثالث: حماية المدنيين
وأشارت الوزيرة الإماراتية في هذا الصدد إلى أنه "قُتل حتى الآن أكثر من 5 آلاف فلسطيني، منهم ألفا طفل، فيما نزح أكثر من 60% من سكان القطاع بحثاً عن مأوى في مكانٍ يخلو من أي ملاذٍ آمن، فضلاً عن تدمير ثلاث وأربعين بالمئة من الوحدات السكنية في غزة، حسبما أوردت الأمم المتحدة".
وجددت دولة الإمارات في البيان الذي ألقته الهاشمي مطالبة إسرائيل "بعدم استهداف المدنيين والأعيان المدنية، ومنها المستشفيات والمدارس ومرافق الأمم المتحدة".
وأدانت "مقتل عددٍ كبير من الصحفيين والعاملين في المجال الإنساني والطواقم الطبية"، وشددت على "ضرورة حمايتهم بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني".
أيضا أدانت الوزيرة الإماراتية "الهجمات التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر "، وطالبت الحركة "بالإطلاق الفوري وغير المشروط لسراح الرهائن، لحقن الدماء وتجنيب جميع المدنيين المزيد من الويلات".
إدانة.. ولكن
ورغم إدانتها هجمات حركة حماس، فإن الهاشمي أكدت "أن جرائم حماس بحق المدنيين لا يمكن أن تبرر إطلاقاً سياسة العقاب الجماعي الإسرائيلية تجاه قطاع غزة".
ودعت إسرائيل "أن تحترم التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، وأن تضمن حماية المدنيين".
وأكدت مجددا "رفض الإمارات القاطع لأوامر إسرائيل بإخلاء أكثر من مليون شخص من شمال غزة إلى جنوبها، ونطالب بإلغائها، ونحذر من أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه بشكلٍ قسري، والذي يهُدد بنكبة جديدة".
جذور المشكلة.. خلفية تاريخية مهمة
وفي كلمة للتاريخ، آثرت الوزيرة الإماراتية أن تعرض أمام العالم خلال بيان الإمارات في مجلس الأمن جذور الأزمة الحقيقية، بحثا عن حل دائم يفضي لسلام مستدام.
وقالت الهاشمي في هذا الصدد: "بينما نواصل العمل على وقف هذه الحرب، يجب ألا ننظر إليها بمعزلٍ عن الوضع القائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ قرابة العفود الستة، والتصعيدات الخطيرة التي شهدناها في الآونة الأخيرة".
وفصلت قائلة: "فقطاع غزة حبيسُ حصارٍ فُرض عليه منذ نحو 17 عاماً، ويرزحُ تحت وَطأة الجوع والفقر والبطالة".
وتابعت: "أما الضفة الغربية فتشهد منذ العام الماضي ارتفاعاً حاداً في عدد القتلى وهجمات المستوطنين الذين استشرى عنفُهم ضد المدنيين الفلسطينيين، بالإضافة إلى الإعلان عن إنشاء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة، واستمرار عمليات هدم الممتلكات، وتهجير الآلاف، والتلويح الخطير بخطط الضم، ناهيكم بالاعتداءات المستمرة على المدن والقرى الفلسطينية".
وبينت على وجه الخصوص أن "القدس شهدت هذا العام تحديداً تزايد الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك من قبل المتطرفين وأعضاء في الحكومة الإسرائيلية وبحماية من القوات الأمنية الإسرائيلية".
روشتة لتحقيق السلام
وقدمت دولة الإمارات في بيانها أمام مجلس الأمن الدولي وصفة لتحقيق السلام، قائلة إن "خلق بيئة يسودها السلام والاستقرار يعتمد بالدرجة الأولى" على:
- وقف جميع الممارسات غير الشرعية.
- اتخاذ تدابير لبناء الثقة بين الأطراف.
- استئناف عملية مفاوضات جدية وذات مصداقية.
- الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس ومقدساتها.
- احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية في رعاية المقدسات والأوقاف في المدينة.
وشددت الهاشمي على أن "الأحداث الأخيرة أثبتت الحاجة الماسة لتجاوز النُّهُج العقيم في إدارة هذا النزاع".
وبيّنت أنه "قبل أكثر من 50 عاماً حين اندلعت حرب عام 1976، تأخر هذا المجلس في اعتماد قرارٍ لوقف الحرب والذي ساهم في انطلاق أطول احتلال عسكري مستمر إلى يومنا هذا".
وتساءلت مستنكرة: "هل نترك شعوب المنطقة تعيش في سلسلةٍ من الحروب والعنف والكره المتراكم من جيلٍ إلى آخر؟".
دعوة للسلام والتسامح
وقدمت دولة الإمارات خارطة طريق لتحقيق السلام والتسامح في المنطقة عبر كلمة الهاشمي، ودعت في هذا الصدد إلى:
- اعتماد قرارٍ يدعو إلى وقف إطلاق نارٍ إنساني على نحوٍ فوري ومستدام
- العمل جدياً على التوصل إلى حل عادلٍ ودائمٍ وشاملٍ لهذا النزاع، بما يتيح لكلا الشعبين العيش في سلامٍ وأمن دائمين.
- الدعوة إلى جعل الحوار والتعايش السلمي والتعاون مساراً لإحلال الاستقرار في المنطقة.
وأكدت الهاشمي أن "الإنسانية اليوم، تواجه اختباراً مِفصَلياً، وعلينا، كقيادات مسؤولةٍ وواعية، خاصة في هذا المجلس، أن ننجح في هذا الاختبار من خلال الدفع بخيار السلام، وإحياء حل الدولتين الذي تبرز الحاجة لتحقيقه اليوم أكثر من أي وقت مضى، وتلبية تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة. والذي يستوجب التصدي للأزمة ومعالجتها عوضاً عن الاكتفاء بإدارتها، فمن غير المنطقي تكرار نفس النهج تجاه هذا النزاع وتوقع نتائج مختلفة".
كلمة تاريخية تؤكد دعم القضية الفلسطينية، وتكشف الجذور الحقيقية للأزمة، وترسم خارطة لحل الأزمة الحالية، والطريق لتحقيق سلام مستدام.
كلمة تعكس رؤية الإمارات والتزامها الثابت بدعم القضية الفلسطينية بشكل عام وحرب غزة بشكل خاص.
جهود قياسية.. 59 اتصالا ولقاء وقمة
ويُعد دعم القضية الفلسطينية، من ثوابت السياسة الخارجية لدولة الإمارات منذ تأسيسها.
وقبيل تجدد التصعيد الأخير في قطاع غزة، يكاد لا يخلو أي خطاب سياسي لدولة الإمارات في أي محفل دولي أو إقليمي أو من خلال لقاءات ثنائية أو أي مباحثات مشتركة، من التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية للإمارات والأمة العربية والإسلامية، والتحذير من مغبة عدم التوصل لحل عادل لتلك القضية، والتأكيد على دعم مبادرات السلام العربية والتأكيد المستمر على حل الدولتين كأساس للسلام.
مواقف دبلوماسية تناغمت مع أخرى قوية، عبر بيانات متتالية تصدرها وزارة الخارجية الإماراتية، متى استدعت التطورات، تطالب فيها إسرائيل بالوقف الفوري للحملات المتكررة والمتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني، وتدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ إجراءات حازمة ومكثفة، تسهم في تهدئة الأوضاع على الأرض وإحياء عملية السلام.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في السابع من الشهر الجاري، لا يكاد يمر يوم دون أن يجري الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مباحثات واتصالات مع قادة دول العالم.
مباحثات تتناول جهود التهدئة، والدعوة للحفاظ على أرواح كل المدنيين وتوفير الحماية لهم، وفتح ممرات إنسانية لنقل المساعدات الطبية والإغاثية إلى قطاع غزة دون عوائق، بالإضافة إلى تضافر الجهود لإيجاد أفق للسلام الشامل في المنطقة.
وجنبا إلى جنب مع الجهود الدبلوماسية والسياسية، أعلنت دولة الإمارات عن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة تتجاوز 154 مليون درهم، فضلا عن إطلاق مبادرة "تراحم من أجل غزة" التي جمعت مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية خلال 10 أيام من إطلاقها.
ملحمة سياسية وإنسانية تدونها الإمارات في مجلدات التاريخ بمداد دعم لا ينضب لسكان غزة وفلسطين.
وبحسب إحصاء لـ"العين الإخبارية" فقد بحثت الإمارات سبل وقف التصعيد في غزة وحماية جميع المدنيين عبر 47 اتصالا ولقاء مع قادة ووزراء ومسؤولين أمميين ودوليين، حتى صباح اليوم الأربعاء.
وفي إطار جهود دولة الإمارات المتواصلة وحرصها على العمل مع الأشقاء والأصدقاء لدعم جميع المساعي والمبادرات الدبلوماسية الهادفة إلى إرساء سلام عادل وشامل وآمن ومستدام ينهي حالة العنف في المنطقة ويعزز الأمن والاستقرار الإقليميين، شاركت في 6 قمم واجتماعات خليجية وإسلامية وعربية ودولية لنفس السبب.
كما شاركت في 5 اجتماعات بمجلس الأمن الدولي، واجتماع في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بإجمالي 59 اتصالا ولقاء وقمة خلال 18 يوما، الأمر الذي يبرز الجهد القياسي التي تقوم به لوقف الحرب.
وأجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مباحثات بشأن الأوضاع في غزة مع نحو 22 من قادة ورؤساء حكومات ووزراء ومسؤولين أمميين، بينهم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ورؤساء أمريكا جو بايدن، ومصر عبدالفتاح السيسي، وتركيا رجب طيب أردوغان، وإسرائيل إسحاق هرتسوغ.
وتركزت تلك المباحثات حول جهود وقف التصعيد على المدى القصير، وسبل حل الأزمة بشكل مستدام عبر الوصول إلى سلام شامل وعادل يفضي إلى حل الدولتين.
وشارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في الـ21 من الشهر الجاري، في أعمال "قمة القاهرة للسلام" التي افتتحها الرئيس المصري بمشاركة قادة عدد من الدول العربية والأجنبية ورؤساء حكوماتها، وأنطونيو غوتيريش أمين عام الأمم المتحدة.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تغريدة له بمناسبة انعقاد "قمة القاهرة للسلام" أن "الإمارات تعمل مع أشقائها وأصدقائها على الوقف الفوري لإطلاق النار، وتوفير الحماية للمدنيين، وضمان ممرات إنسانية آمنة لدعم قطاع غزة، وتفادي توسع الصراع، ما يهدد الاستقرار والأمن الإقليميين، وإيجاد أفق للسلام الشامل".
وشدد على أن دولة الإمارات لن تدخر جهداً خلال الفترة المقبلة من أجل كل ما يدفع الأمور نحو السلام والاستقرار بالتعاون مع أشقائها وأصدقائها في المنطقة والعالم.
وتأتي مشاركته في تلك القمة غداة مشاركته في قمة مجلس التعاون الخليجي ورابطة دول "الآسيان" التي انعقدت بالعاصمة السعودية الرياض، الجمعة الماضية، وشارك فيها قادة ورؤساء وفود 16 دولة (دول مجلس التعاون الخليجي الست+ 10 دول من جنوب شرق آسيا يمثلون رابطة الآسيان).
ورسم رئيس دولة الإمارات في كلمته بمناسبة القمة، خارطة السلام في فلسطين والشرق الأوسط، محذرا من تداعيات اتساع دائرة الحرب على الأمن الإقليمي.
على الصعيد الدبلوماسي، أجرى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي 25 اتصالا ولقاء مع نظرائه حول دول العالم وعدد من المسؤولين، بينهم نظراؤه في الولايات المتحدة أنتوني بلينكن، وتركيا هاكان فيدان، وإيران حسين أمير عبداللهيان، وإسرائيل إيلي كوهين.
ومنذ يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، يتعرض قطاع غزة لقصف إسرائيلي عنيف متواصل، في أعقاب هجوم مباغت وغير مسبوق لحركة حماس على مستوطنات ومدن إسرائيلية في غلاف القطاع.
وتسبب القصف الإسرائيلي في تدمير واسع النطاق في غزة، فيما تجاوزت حصيلة القتلى الـ6 آلاف شخص، فضلا عن نزوح أكثر من مليون شخص من منازلهم.
تراحم من أجل غزة.. إنجازات إنسانية
وعلى الصعيد الإنساني، تتواصل جهود الإمارات لدعم أهل غزة، والتي أطلقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي أمر في الأيام الأولى للحرب بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ 20 مليون دولار (نحو 74 مليون درهم إماراتي).
دعم يأتي من خلال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التي تحرص على توفير التعليم، والرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين، حيث يتم تمويل الوكالة بالكامل تقريباً من خلال مساهمات الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.
وفي دعم إضافي للفلسطينيين، وجّه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتقديم مساعدات عاجلة، بمبلغ 50 مليون درهم، عن طريق مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وذلك في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة.
كذلك، وجهت قرينة حاكم الشارقة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة "القلب الكبير" بتقديم مساعدات إغاثية بمبلغ 30 مليون درهم للفلسطينيين، وذلك نظراً للظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها الأهالي في فلسطين وبشكل خاص في قطاع غزة الذي يشهد حالة إنسانية غير مسبوقة.
وفي 15 أكتوبر/تشرين الأول، تم إطلاق مبادرة "تراحم من أجل غزة" تحت إشراف هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، التي تتواصل حتى اليوم.
ومنذ انطلاقها تسجل المبادرة إنجازات إنسانية متتالية سواء في عدد المتطوعين أو عدد الحزم الإغاثية التي تم إعدادها.
وتهدف مبادرة "تراحم من أجل غزة" إلى التضامن مع الأطفال الفلسطينيين والأسر المتأثرة من الحرب الدائرة، ورفع المعاناة عن الفئات الأكثر ضعفاً خاصة الأطفال الذين يشكلون نحو نصف سكان القطاع "ما يزيد على مليون طفل" من خلال توفير الاحتياجات الأساسية لهم ولأمهاتهم، إضافة إلى المستلزمات الصحية ومواد النظافة العامة.
وقبيل انطلاق المبادرة، أرسلت دولة الإمارات، في 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، طائرة تحمل على متنها مساعدات طبية عاجلة إلى مدينة العريش، شرقي مصر، ليتم إدخالها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح.
ثم أرسلت طائرة ثانية في 20 أكتوبر/تشرين الأول، تحمل مساعدات بحمولة 68 طناً من المساعدات الغذائية والإغاثية المتنوعة.
دعم يتواصل في إطار مواقف الإمارات الأخوية ونهجها الأصيل تجاه دعم الأشقاء في مختلف الظروف ومد يد العون لهم والذي يعد من ثوابت دولة الإمارات.
aXA6IDE4LjExOS4xMjQuNTIg جزيرة ام اند امز