ضحايا الكنيسة البطرسية.. قصص من قلب المأساة ترصدها "العين"
بوابة "العين" الإخبارية، ترصد بعضا من القصص الإنسانية لضحايا ومصابي التفجير الإرهابي، الذي أوقع 23 شهيدا، و49 مصابا.
بالدموع والزغاريد ودع أهالي ضحايا تفجير الكنيسة البطرسية أقاربهم وأبناءهم، الذين راحوا ضحية التفجير الإرهابي الذي استهدف الكنيسة البطرسية، بالأمس الأحد، وكما أعلنت رئاسة الجمهورية المصرية الحداد الرسمي ابتداءً من الأمس ولمدة 3أيام، أعلن أصدقاء وأقارب الضحايا والمصابين الحداد عبر صفحاتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام.
وترصد بوابة "العين" الإخبارية، بعضا من القصص الإنسانية لشهداء ومصابي التفجير الإرهابي، الذي أوقع 23 شهيدا، و49 مصابا.
عايدة ميخائيل
"يا حرقة قلبي عليكوا إنتوا الاتنين، يا حرقة قلبي عليكي يا أمي" بهذه العبارة عبرت مونيكا بطرس عن صدمتها لفقدان والدتها "عايدة ميخائيل" ضمن شهداء حادث التفجير الإرهابي على الكنيسة البطرسية، والمفجع في الأمر أن تفقد مونيكا والدتها بعد أقل من شهرين من رحيل والدها، القس أثناسيوس بطرس.
وعبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وبعبارات مليئة بالحزن، نشرت مونيكا صورة أرشيفية تجمع والديها، معبرة عن هول الصدمة التي تعرضت لها لفقدان والديها في أقل من شهرين، قائلة: "وداعا يا أمي، ربنا يصبرنا على الوجع".
وتعاطف أصدقاء وأقارب مونيكا معها، واصفين الحادث الإرهابي بـ"الجبان والمشين"، مشيدين بشخصية الراحلة عايدة ميخائيل، التي وصفها الكثيرون بالإنسانة المخلصة لجميع أصدقائها.
روجينا رأفت
عرفت بمواقفها الإنسانية ونبل أخلاقها مع التلاميذ في المدرسة؛ حيث كانت صاحبة الـ24 عاما، تعمل معلمة بإحدى المدارس بمنطقة العباسية، وسط القاهرة، وبمجرد أن علم التلاميذ والطلبة بالمدارس المجاورة، أن المعلمة روجينا رأفت كانت ضمن الضحايا في حادث الكنيسة البطرسية، انهالت التعليقات التي نعت روجينا بكلمات "الإنسانة النبيلة"، معربين عن حزنهم الشديد لرحيل معلمتهم دون أي ذنب.
وتذكر أحد الطلبة عبر صفحته بـ"فيس بوك"، أيام الدراسة معها، قائلًا: "النهارده ماتت في الانفجار ميس روجينا، البقاء لله في أطيب واحدة شفتها في حياتي وأجدع مدرسة" مستنكرا وقوع هذا الحادث في يوم ذكرى مولد النبي محمد عليه الصلاة والسلام.
فيرينا عماد
"بكتبلك وإيديا بتتهز من الخوف والبرد" لم تصدق أية عماد، أن فيرنا عماد صديقتها المقربة، رحلت ولن تستطيع رؤيتها مرة أخرى، وحاولت أية أن تقنع نفسها أن ما تسمعه بالأمس، كان مجرد شائعات، وأن صديقتها ستعود ليتتناولا وجبتهما المفضلة سويا كما تواعدتا في آخر لقاء.
كتبت آية عماد، عبر صفحتها الشخصية بموقع "فيس بوك": "الدنيا بتتحول من زرع البذرة لضرب النار، وأن وإنتي صغار على الموت، وكبار على العيشة بدون أشعار ومزيكا"، ولم تعلم آية أن يوم السبت الماضي كان اللقاء الأخير الذي يجمعها بصديقة عمرها.
ولم تستوعب كلمات صديقتها التي لم يتجاوز عمرها 20 عاما، عندما أخبرتها أنها ستذهب لجدها قريبا، لتستنكر آية الواقع وتعد صديقتها بالانتظار صباحا للذهاب سويا للجامعة. قائلة: "دخلتي من باب الكنيسة، روحتي على السما، كنتي بتقوليلي جدو وحشني يا آية، بس مش لدرجة إنك تسيبيني وتروحيله، مين هيجي معايا الجامعة؟ إنتي عشان كدا إمبارح كنتي بتقوليلي بحبك كتير؟ عشان كدا حضنتيني؟ مين هينزل معايا الجامعة؟ طب الأكل اللي هناكله أما تفطري؟ طب الراجل أكيد جاب التونة، تعالي نروح نأكل.. يا فيريناا.. هستناكي الصبح".
ميرنا فهيم– فيردينا فهيم
في صباح كل يوم أحد، تذهب مارينا فهمي، وفيردينا فهمي، لحصور القداس والصلاة في الكنيسة البطرسية الملاصقة لمبني الكاتدرائية، الكنيسة القريبة من منزلهما.
وصباح يوم الأحد الماضي ودع الأب فهيم ابنتيه، وبعد أن علم بوقوع تفجير بمحيط الكاتدرائية، كما تداولت وسائل الإعلام المحلية في بداية الأمر، توجه مسرعا لمستشفىي دار الشفاء بالعباسية، ليعلم بالخبر المفجع أن الصغيرتين ضمن الـ23 شهيدا، لتتبدد أحلام الأب المكلوم في أن تصبح مارينا وفيردينا عروستين، كما تمنى فهيم طوال حياته.
وكتب هادي محمد، الصديق المقرب لفيردينا عبر صفحته الشخصية، معبرا عن صدمته وحزنه لرحيل صديقته، قائلًا: "صديقة سنتين، عمري ما شفت منك إلا كل خير، وعمرك ما عملتي مشكلة مع حد، دايما كنتي بتسألي عليا، مش عارف أصدق أنك توفيتي ولا عارف أجمع أن ده حصل فعلًا".
نيفين لطفي
اهتمت نيفين طوال حياتها بالخدمة في الكنيسة البطرسية، كما اهتمت بدراستها، حتى استطاعت أن تحصل على بكالوريوس طب، وذكر الأصدقاء المقربون من نيفين أنها كانت شخصية منطلقة ولكن في الفترة الأخيرة، كانت تشعر بالقلق الزائد.
ولم يصدق أصدقاء نيفين ووالدتها أن الفتاة التي لم يتجاوز عمرها الـ30 عاما، قد فارقتهم للأبد، ليكتب الكثيرون من زملائها في العمل نعيا عبر صفحاتهم الشخصية، متمنين لها الرحمة.
ميرا صالح
تحولت التهاني إلى كلمات مواساة، وبعد أن كانت ميرا صالح تستعد لتجهيزات زفافها المحدد موعده بعد عيد الميلاد المجيد، ترقد ميرا اليوم في أحد المستشفيات بوسط القاهرة، حيث أصيبت ميرا بإصابات خطيرة، في تفجير الكنيسة البطرسية، لتخضع لعدة عمليات جراحية من بينها استئصال الطحال والبنكرياس.
أطفال مصابون
لم يفرق الإرهاب المجرم بين الكبار أو الأطفال، ليحصد أرواح 3 أطفال، كما ذكر عدد من رواد موقع "فيس بوك"، أن هناك حالات إصابة حرجة لطفلتين، أصيبت ماجي مؤمن التلميذة في الصف الرابع الابتدائي، في تفجير الكنيسة البطرسية، كما تعرضت سوسنة تامر التلميذة في الصف الثالث الابتدائي لإصابة جراء التفجير؛ حيث تواجدت الطفلتان مع أهاليهما للصلاة بالكنيسة يوم الأحد الماضي، لسيتنكر رواد مواقع التواصل الاجتماعي ما حدث لهؤلاء الأبرياء، قائلين: "أي جرم يرتكب هؤلاء".