إصدارات الكويت الثقافية.. سلاسل أدبية شكلت وعي المثقف العربي
في اليوم الوطني لدولة الكويت نستعيد الإصدارات الأدبية التي شكلت وساهمت في تأسيس الوعي لدى المثقفين العرب
لعبت دولة الكويت دورا ثقافيا متميزا بفضل المؤسسات الكبرى التي جرى تأسيسها عقب إعلان إستقلال الكويت عام 1961 وصنعت أذرع القوى الناعمة لها ووسعت من حجم تأثيرها عربيا.
وفي اليوم الوطني لدولة الكويت، 25 فبراير، تستعيد "العين الإخبارية" الإصدارات الأدبية التي شكلت وساهمت في تأسيس الوعي لدى الكثير من المثقفين العرب.
المجلس الوطني للثقافة والفنون
يعتبر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، واحدا من أبرز المؤسسات الثقافية الكويتية، تولى تأسيسه عبدالعزيز حسين، أحد أبرز رواد التنوير الكويتي بمرسوم أميري صدر بتاريخ 17 يوليو 1973 لتأخذ الكويت على عاتقها الدور الرئيسي في عملية التنمية الفكرية والثقافية والفنية ضمن رؤية واضحة تعمل على رعاية الثقافة والفنون والنهوض بها وإفساح المجال أمام الاتصال والتواصل مع الثقافة العربية والعالمية.
عقد الاجتماع الأول للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب 21/1/1974 وترأسه عبدالعزيز حسين وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ورئيس المجلس الوطني بدولة الكويت آنذاك، بحضور أحمد مشاري العدواني الأمين العام الأول للمجلس.
والمجلس هيئة مستقلة تابعة للدولة، تعمل على تهيئة المناخ المناسب للإبداع الثقافي والفني وتنمية النشاطات الثقافية على أوسع نطاق، ويتمتع المجلس باستقلال مالي وإداري ومسؤوليات ثقافية واسعة تجعله عملياً أقرب إلى وزارات الثقافة في الدول الأخرى.
وتمثل الأمانة العامة للمجلس الأداة التنفيذية المسؤولة عن تطبيق سياسته وخططه ومشاريعه على الساحتين العربية والخارجية ويشرف الأمين العام للمجلس على أجهزة المجلس ويضع أنظمتها ويدير شؤونها الفنية والإدارية والمالية. ويرأس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وزير الإعلام ويضم في عضويته ممثلين عن بعض الجهات الحكومية وشخصيات أدبية وثقافية وفنية.
ويتابع المجلس الأنشطة المختلفة من معارض تشكيلية ومهرجانات ينظمها المجلس وعلى رأسها مهرجان القرين الثقافي، إلى جانب مهرجان المسرح، ومهرجان الموسيقى، وصيف ثقافي، ومهرجان الأطفال والناشئة وصولاً إلى معرض الكتاب وهناك متابعة لنشاط البعثات الأثرية وعمليات ترميم المباني التاريخية.
سلاسل ثقافية
تعود شهرة المجلس خارج حدود الكويت إلى سلسلة الكتب والمجلات التي يصدرها وتتصدر التوزيع في غالبية البلدان العربية, و كانت ولا تزال تعبر عن بعد قومي للثقافة الكويتية المعنية بدورها العربي، حيث لا تخلو مكتبة أي مثقف عربي ومنها وعلى رأسها السلاسل التالية:
عالم المعرفة
سلسلة الكتاب الشهري "عالم المعرفة" وهي سلسلة لكتب ثقافية تصدر في مطلع كل شهر، وصدر العدد الأول منها في يناير 1978 بإشراف أحمد مشاري العدواني والدكتور فؤاد زكريا أستاذ الفلسفة المعروف. وتهدف هذه السلسلة إلى تزويد القارئ بمادة جيدة من الثقافة تغطي جميع فروع المعرفة، وكذلك ربطه بأحدث التيارات الفكرية والثقافية المعاصرة.
وعلى الرغم من توقف السلسلة خلال 1990 فإنها عاودت الصدور مع تحرير الكويت مباشرة، شأنها شأن مجلة "عالم الفكر" التي تمثل الراية الثانية للثقافة الكويتية، وهي مجلة دورية محكمة تصدر كل 3 أشهر، وتهتم بنشر الدراسات والبحوث التي تتسم بالأصالة النظرية والإسهام النقدي في مجالات الفكر المختلفة.
صـدر العدد الأول منها في أبريل 1970، حيث كان المحور الرئيسي تحت عنوان "عصر الأزمات" وكانت المجلة تصدر وقتها عن وزارة الإعلام تحت رئاسة تحرير عالم الأنثربولوجيا المصري الرائد الدكتور أحمد أبو زيد، وفي عام 1994 انتقلت المجلة من وزارة الإعلام لتكون برعاية المجلس الوطني.
إبداعات عالمية
أما سلسلة "إبدعات عالمية" فهي التي كانت زادا للمعنيين بالمسرح العالمي لسنوات طويلة حيث كانت تصدر كل شهرين منذ إصدار العدد الأول منها في أكتوبر 1969، وكان بعنوان "سمك عسير الهضم" بقلم الكاتب الجواتيمالي مانويل جاليتش، ترجمة وتقديم الدكتور محمود علي مكي.
غطت السلسلة أهم الأعمال المسرحية العالمية، لتشكل بذلك أحد الأعمدة الأساسية في بناء الحركة المسرحية العربية. وأجرى المجلس الوطني بتاريخ 1998/11/1 تغييراً على اسم السلسلة لتصبح بعنوان "إبداعات عالمية"، وذلك كي يمكن من خلالها نشر مختلف أنواع الإبداع الإنساني العالمي من المسرح والقصة القصيرة والشعر والرواية، وأصدرت أكثر من 430 عنوانا منذ انطلاقها.