إسرائيل تظهر في خريطة كتاب جغرافيا مدرسي بالجزائر

في الصفحة 64 من كتاب الجغرافيا المقرر على السنة الأولى متوسط بالجزائر توجد خريطة للعالم أثارت جدلا

  أثار إدراج اسم إسرائيل مكان فلسطين في خريطة بكتاب دراسي في الجزائر جدلا واسعا، وصل إلى حد اتهام الحكومة بتحضير الشباب الجزائريين للتطبيع مع الكيان الصهيوني. 

ويظهر في الصفحة 64 من كتاب الجغرافيا المقرر على السنوات الأولى متوسط (المرحلة التعليمية التي تلي المرحلة الابتدائية)، خريطة للعالم وفق حجم الكثافة السكانية، غابت فيها فلسطين التي تعترف بها الدولة الجزائرية، وحلّ بدلا عنها "إسرائيل" لأول مرة في المقررات الدراسية الجزائرية.

وانتشرت صورة الخريطة في أول الأمر على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبرها البعض مجرد شائعة في سياق السجال الجاري بين وزيرة التربية وخصومها، إلا أن المعلومة ثبت في الآخر أنها صحيحة.

وحاولت بوابة "العين" الإخبارية - التي اطلعت على نسخة من الكتاب- أن تحاول معرفة وجهة نظر الوزارة، إلا أن الجهات المكلفة بالإعلام امتنعت عن الرد.

ولاقت هذه الخريطة تفاعلا واسعا من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أنها تندرج في إطار إصلاحات الجيل الثاني التي تقودها وزير التربية بغرض "عصرنة" مناهج التعليم في البلاد.

وانقسم المتفاعلون مع هذا الموضوع، إلى فئتين، الأولى ترى أن الأمر مقصود ويندرج في إطار محاولات وزيرة التربية من وجهة نظرهم ضرب الهوية الوطنية، بينما رأى آخرون أن الأمر مجرد هفوة، خاصة أن نفس الخريطة متوفرة على موقع جوجل للصور عند البحث عن "خريطة العالم".

ولم يخل الأمر من تفاعل سياسي أيضا؛ فقد قال ناصر حمدادوش، المكلف بالإعلام في تكتل الجزائر الخضراء بالبرلمان الجزائري، إن ما جرى تمريره في كتاب الجغرافيا، يعد سابقة خطيرة في الاعتراف بإسرائيل، وهو ما يتجاوز العقيدة السياسية والدبلوماسية للجزائر.

واتهم حمدادوش في حديثه مع "بوابة العين الإخبارية"، وزيرة التربية بأنها تريد فرض توجهاتها "التغريبية" وقناعاتها غير الوطنية على حوالي 8 ملايين من التلاميذ الجزائريين.

في كل مرة تتعرض للهجوم، ترد وزيرة التربية نورية بن غبريط، بأن تيارا محافظا من الإسلاميين والعروبيين، يسوقون شائعات لضرب مصداقيتها في قضايا حساسة من أجل غايات انتخابية، في حين تؤكد هي على أنها لا تسعى بتاتا للتقليل من مكانة اللغة العربية أو الإسلام في المناهج التعليمية.