بالفيديو.. مُعلمة تشعل صراع الهوية في الجزائر
صراع الهوية يشتعل في الجزائر؛ بسبب فيديو لمعلمة جزائرية تدعى صباح بومدراس مع تلاميذها، تعلمهم التمسك باللغة العربية.
لم تكن تتوقع المعلمة الجزائرية صباح بومدراس، وهي تحمل هاتفها المحمول، لتصور جلسة بينها وبين تلاميذها، أن يصبح الفيديو الذي سجلته مثار جدل حاد بين تيار يرى وجود خطر يتهدد ثوابت الهوية الوطنية، وتيار آخر يدعو للحداثة والانفتاح على الثقافات الأخرى.
انتشر فيديو المعلمة صباح على موقع "فيسبوك"، بسرعة كبيرة، وتحول مضمونه وطريقة إعداده إلى مادة أعادت طرح نقاش مرتبط بالهوية في الجزائر، رغم أن ما ورد فيه يعتبر ترديدًا لبعض المقولات المتداولة بين الناس حول الأخلاق والدين ومكانة اللغة العربية.
وفي الفيديو الذي لا تتجاوز مدته 4 دقائق، وتم تصويره بإحدى مدارس محافظة باتنة شرقي البلاد، تظهر المعلمة وهي تخاطب تلاميذها بالقول، إنها لن تدرسهم إلا باللغة العربية، وأنها لغة أهل الجنة، وهي أغنى لغات العالم، ويردد من ورائها التلاميذ العبارات نفسها في حصة أسمتها المعلمة "التربية الخلقية".
تصرف المعلمة، التي سبق لها وأن عملت في مجال الإعلام، لم يرق لوزيرة التربية، نورية بن غبريط، التي أمرت بفتح تحقيق عاجل؛ لما اعتبرته خرقًا للقوانين التي تمنع تصوير التلاميذ داخل الأقسام، وأشارت إلى أن ما قامت به المعلمة غير مقبول أخلاقيًا لأنها كانت تدير الظهر لتلاميذها أثناء تصويرهم.
وما إن دخلت الوزيرة على خط الجدال، حتى أخذ النقاش على الفيديو طابعًا أيديولوجيًا حادًا، بالنظر إلى حالة العداء الذي تكنه تيارات محافظة لها، خاصة من القوميين العروبيين والإسلاميين، بينما ظهر على الطرف الآخر أنصار الوزيرة، وهم يؤيدون قرارها ويعتبرونه صائبًا، ضد محاولات عدم الانفتاح على ثقافات العالم الأخرى، بحسب قولهم.
ورغم أن المعلمة صباح، نفت أن يكون الغرض من الفيديو زرع فتنة فكرية، ورفض للانفتاح، إلا أن النقاش لا يزال مستمرًا، ودخل فيه رؤساء أحزاب وإعلاميون؛ حيث بلغ مداه وأصبح يستخدم فيه عبارات التخوين من كل طرف للآخر.
aXA6IDE4LjIyNy4wLjU3IA==
جزيرة ام اند امز