معرض القاهرة الدولي للكتاب.. لماذا تسعّر دور نشر إصداراتها بالدولار؟ (خاص)
تأتي الدورة الـ55 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، في وقت يعاني فيه المصريون من ارتفاع التضخم والزيادة الكبيرة في أسعار السلع والخدمات.
وألقت موجة التضخم بظلالها على الدورة الحالية من معرض القاهرة للكتاب، وضيّقت خيارات رواد المعرض ممن يحرصون على زيارته سنويًا لاقتناء الكتب والإصدارات الجديدة.
وأثير نقاش في الوسط الثقافي المصري وبين الناشرين المشاركين في المعرض حول أسعار الكتب، خصوصاً بعدما لجأت دور نشر لعرض قوائم أسعار لإصداراتها، واحدة بالعملة المحلية وأخرى بالدولار.
وتباينت ردود الفعل حول هذا الأمر، بين مؤيد ومعارض، فيما تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لقوائم أسعار أعلنتها إحدى دور النشر بالدولار وما يوازيه بالعملة المحلية، وأخرى بالدولار فقط.
تسعير الكتب بالدولار
يقول وليد مصطفى، عضو اتحاد الناشرين العرب، إن عدم استقرار سعر صرف الدولار في مصر ألقى بظلاله على أسعار الإصدارات، ملتمسًا أكثر من عذر لدور النشر التي تسعّر كتبها بالعملة الأجنبية.
وأضاف لـ"العين الإخبارية": "حين يلجأ الناشر للطبع يفاجأ كل مرة بارتفاع أسعار الورق، وهذه الأسعار لا تستقر، بل تتغير ارتفاعًا كل يوم، فماذا يفعل الناشر أمام هذه الزيادات المستمرة في أسعار الطباعة؟".
ويشير "مصطفى" إلى أن بعض الناشرين المشاركين في المعرض من الخارج يعرضون قائمة أسعار بالدولار، ولكن بخصومات تصل إلى 60%.
وأكد عضو اتحاد الناشرين العرب أن فكرة عرض أسعار الكتب بالدولار ترجع لظروف كل ناشر، ووفقًا لعوامل عدة منها إمكانات الناشر والتغير الكبير في سعر صرف الجنيه.
وتابع: "أنا كناشر أسعّر بالجنيه المصري لأنني أعي طريقة عملي، وإذا طبعت اليوم بسعر معين ولم أحقق المبيعات المرجوة فيمكنني زيادة السعر بعد انتهاء المعرض، والعملية ليست ثابتة وتحددها ظروف كل ناشر".
"الكتاب سلعة"
وبسؤاله عن كيفية استقبال زوار المعرض لقوائم الأسعار بالدولار، قال "مصطفى": "الأسعار زادت في كل شيء في مصر، والكتاب في النهاية سلعة، ودور النشر تواجه هذه الزيادات بخصومات تصل لـ50 و70%".
من جهته، يقول الناشر المصري فارس خضر إن "تسعير الكتب بالدولار في معرض الكتاب أمر فيه إهانة وانسحاق أمام العملة الأمريكية المتسيدة، وإذا كانت هناك قائمتان للأسعار بالدولار والجنيه فلا بأس".
وأضاف لـ"العين الإخبارية": "زوار المعرض من العرب والأجانب يمكنهم الشراء بالدولار، ولكن هذا الأمر نادر أيضًا، فإذا افترضنا أن عدد زوار المعرض 5 ملايين فستكون نسبة الأجانب في حدود 10 آلاف زائر".
"تمييز في غير محله"
وتابع "خضر": "أنا على سبيل المثال أتواجد الآن في المعرض وأمامي أمواج من البشر، ولا أستطيع عمليا أن أميز سوى زائرين عربيين، وإذا كان الأمر كذلك فلماذا تميز هذه النسبة الضئيلة بقائمة أسعار بالدولار".
وأردف: "معظم زوار المعرض من المصريين يعتبرون المعرض كرنفالا وحالة احتفالية أكثر منها حالة تسوق، وهي زيارة أسرية أكثر منها ثقافية"، مشيرا إلى أن الناشرين حريصون على توفير رصيد من الدولار.
وأوضح: "الدولار يساعد الناشر على استيراد الورق اللازم للطباعة والإنفاق على رحلاته في الخارج ومصاريف الشحن، فلا بد من توفير حصيلة دولارية، وأنا لا ألومهم على ذلك، ولكن على فكرة التمييز".
واختتم: "بعض دور النشر العربية تبالغ في تجهيز الكتاب والاعتناء بالشكل والطباعة بورق كوشيه وهارد كوفر، مما يزيد سعره في النهاية 3 أضعاف سعره إذا كان مطبوعًا بشكل عادي وبورق أبيض أو بلكي".
aXA6IDMuMTUuMjExLjQxIA== جزيرة ام اند امز