علماء الغرب يرصدون روائع الإعجاز في الصوم
الكثير من علماء الغرب، ومنهم البروفيسور نيكولايف بيلوي، يتحدثون عن أهمية الصوم وفوائده العديدة لصحة الإنسان النفسية والبدنية
قد يعتبر البعض الحديث عن فوائد الوضوء والصوم والصلاة من باب المبالغة التي اعتادها الشيوخ ورجال الدين، لكن الأمر يختلف كثيرا حين يكون الحديث من جانب العلماء، بل ومن جانب علماء الغرب، الذين لا يحتكمون إلا لما تمليه عليهم التجارب المعملية.
ولعل هذا ما يميز كتاب "روائع الإعجاز في الوضوء والصلاة والصوم"، الصادر عن مكتبة وهبة للنشر والتوزيع، وترصد فيه الدكتورة أمل ياسين ما أكده علماء الغرب بشأن هذه الموضوعات، لا سيما فيما يتعلق بفوائد الصوم.
وتشير "ياسين" إلى أن الكثير منهم تحدث عن أهمية الصوم، وفوائده العديدة لصحة الإنسان النفسية والبدنية، فقد أكد البروفيسور نيكولايف بيلوي، من موسكو في كتابه "الجوع من أجل الصحة 1976"، أن على كل إنسان، خاصة سكان المدن الكبرى، أن يمارس الصوم بالامتناع عن الطعام لمدة 3 إلى 4 أسابيع كل سنة، كي يتمتع بالصحة الكاملة طيلة حياته.
أما ماك فادون، وهو أحد علماء الصحة الكبار في أمريكا، فألف كتاباً عن الصيام، بعد أن ظهرت له نتائج عظيمة، وتبين مفعوله في القضاء على الأمراض المستعصية.
وقال "فادون": "كل إنسان يحتاج إلى الصوم، وإن لم يكن مريضاً، لأن سموم الأغذية تجتمع في الجسم فتجعله كالمريض، فتثقله ويقل نشاطه، فإذا صام خف وزنه، وتحللت هذه السموم من جسمه، وتذهب عنه، حتى يصفو صفاءً تاماً".
وقد كان ماك فادون يعالج مرضاه بالصوم، خاصة المصابين بأمراض المعدة، وكان يقول: "الصوم لها مثل العصا السحرية، يسارع في شفائها، وتليها أمراض الدم والعروق فالروماتيزم".
من جانبه، قال ألكسيس كاريل، الحائز على جائزة نوبل في الطب والجراحة، والذي يعتبره الأطباء حجة في الطب، فقال في كتابه: "الإنسان ذلك المجهول"، إن كثرة وجبات الطعام ووفرتها، تعطل وظيفة أدت دوراً عظيماً في بقاء الأجناس البشرية، وهي وظيفة التكيف على قلة الطعام، لذلك كان الناس يصومون على مر العصور.
وأضاف: "الأديان كافة تدعو الناس إلى وجوب الصيام والحرمان من الطعام لفترات محدودة، إذ يحدث في أول الأمر شعور بالجوع، ويحدث أحياناً تهيج عصبي، ثم يعقب ذلك شعور بالضعف، بيد أنه يحدث إلى جانب ذلك ظواهر خفية أهم بكثير، فإن سكر الكبد يتحرك ويتحرك معه أيضاً الدهن المخزون تحت الجلد، وتضحي جميع الأعضاء بمادتها الخاصة من أجل الإبقاء على كمال الوسط الداخلي وسلامة القلب".
وقد بيّن الكاتب ألن سوري قيمة الصوم في تجديد حيوية الجسم ونشاطه ولو كان في حالة المرض، وأورد حالات عدد من المسنين، تجاوزت أعمارهم السبعين، استطاعوا بفضل الصوم استرجاع نشاطهم وحيويتهم الجسمانية والنفسية.
وقام أيضاً عدد من الباحثين الغربيين منذ أواخر القرن الماضي بدراسة آثار الصوم على البدن، منهم هالبروك، الذي قال "ليس الصوم بلعبة سحرية عابرة، بل هو اليقين والضمان الوحيد من أجل صحة جيدة".
ويقول الطبيب الأمريكي كارلو، الذي خاطب قومه ناصحاً لهم بالانقطاع عن الطعام مدة كل عام، ثم امتدح دين الإسلام قائلاً: "إنه أحكم الأديان، حيث فرض الصيام، وأن محمداً الذي جاء بهذا الدين كان خير طبيب، وفق إرشاده وعمله، حيث كان يأمر بالوقاية قبل المرض، وقد ظهر ذلك في الصيام وفي صلاة القيام".
أما الطبيب السويسري بارسيلوس، فقال: "فائدة الجوع – الصوم – في العلاج، قد تفوق بمرات استخدام الأدوية".
aXA6IDMuMTUuNi4xNDAg جزيرة ام اند امز