بوريس جونسون.. من الفوز الكاسح إلى النجاة من حجب الثقة
صعود بوريس جونسون المفاجئ حير المحللين السياسيين ذات مرة، لكن الانعكاس السريع لرصيده السياسي يمكن أن يكون أكثر إثارة للدهشة.
في عام 2019، حصل جونسون على أغلبية برلمانية هائلة لحزبه المحافظ بعد أن دعا إلى انتخابات عامة مبكرة في ديسمبر/كانون الأول.
وبعد أقل من ثلاثة أعوام، واجه جونسون تصويت حجب الثقة من حزبه، حيث قال حلفاء سابقون إن سلوكه في عدة فضائح "يهين الناخبين".
وعلى الرغم من أنه نجا من حجب الثقة، فقد صوت 148 نائبا برلمانيا من أصل 359 محافظا ضده.
وكانت سلسلة من الحفلات الصاخبة التي خرقت تدابير الإغلاق في "داونينج ستريت" (مقر الحكومة) خلال جائحة فيروس كورونا المستجد المشكلة الرئيسية لجونسون.
لكن هناك أيضا استياء عام أكثر من قيادة جونسون، تفاقم بسبب مشاكل أخرى في بريطانيا، من بينها التضخم المتزايد بسرعة.
ولا يتوقع كثير من المعلقين أن يظل جونسون بالمنصب حتى موعد الانتخابات العامة المقبلة – والتي يجب قانونيا أن تنعقد قبل 24 يناير/كانون الثاني 2025.
وفي السطور التالية تستعرض "العين الإخبارية" بعضا من المحطات التي توقف فيا قطار جونسون السياسي، بحسب ما جاء في تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
ديسمبر/كانون الأول 2019
بعد بضعة أشهر من الفوز في سباق قيادة حزب المحافظين لخلافة تيريزا ماي، دعا جونسون لانتخابات عامة مبكرة.
وقتها فاز بـ365 مقعدا في البرلمان البريطاني المكون من 650 مقعدا، وهو فوز لم يكن الأكبر لحزب المحافظين منذ مارغريت تاتشر فحسب، بل أيضًا ضربة قاضية لحزب العمال المعارض.
وقال جونسون، وهو داعم رئيسي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إن ذاك النصر أظهر أن بريطانيا أرادت "إتمام بريكست" بعد سنوات من الاقتتال الداخلي والمفاوضات الفاشلة التي تبعت تصويت عام 2016.
يناير/كانون الثاني 2020
في حين كانت معظم وستمنستر لا تزال تركز على مفاوضات بريكست، تأكد في 29 يناير/كانون الثاني 2020 أن تهديدا جديدا وصل البلاد: فيروس كورونا الذي حصد أرواح أكثر من 170 ألفا في شتى أنحاء بريطانيا، وأصاب الملايين.
وأصيب جونسون نفسه بـ"كوفيد-19"، وكان مريضا لدرجة توقفه عن أداء مهام منصبه لأسابيع حيث أمضى بعض الوقت في وحدة العناية المشددة.
وبالرغم من تعاطف الناس معه بسبب مرضه، واجه جونسون انتقادات واسعة النطاق بسبب طريقة تعامله مع الجائحة.
أبريل/نيسان 2021
في نهاية أبريل/نيسان، واجهت حكومة جونسون مزاعم فساد وصلت حتى شقته.
وبدأت هيئة رقابية سياسية التحقيق بشأن ما إذا كانت الأموال التي أنفقت على تجديد "داونينج ستريت" تم الإفصاح عنها بشكل مناسب.
وبعد شهور، خلصت مفوضية الانتخابات في ديسمبر/كانون الأول إلى أن حزب المحافظين الذي يقوده جونسون لم يبلغ عن التبرعات بشكل مناسب وفرضت عليه غرامة بقيمة بلغت أكثر من 22 ألف دولار.
ديسمبر/كانون الأول 2021
كانت "الفضيحة" الحاسمة بالنسبة لجونسون هي سلسلة الحفلات التي نُظمت في "داونينج ستريت" وسط الإغلاق وتدابير التباعد الاجتماعي، سرعان ما أطلق عليها الإعلام البريطاني "بارتي غيت" التي خلّفت اتهامات واستقالات.
كما تسببت تقارير بشأن حفل "كريسماس محظور" في داونينج ستريت إلى استقالة مساعدة رئيس الوزراء بعد فيديو مسرب تمزح فيه بشأن التجمع.
وفي ديسمبر/كانون الأول، أظهرت استطلاعات رأي أن غالبية البلاد تعتقد أن رئيس الوزراء يجب أن يستقيل.
أبريل/نيسان 2022
في 12 أبريل/نيسان، غرّمت الشرطة جونسون بسبب حضوره حفل عيد ميلاد يقال إن زوجته هي من نظمته في داونينج ستريت خلال الإغلاق في يونيو/حزيران 2020.
واعتذر جونسون وقال إنه قبل ما توصلت إليه الشرطة، لكنه رأى في الوقت نفسه أنه لا يعتقد بأنه خرق أية قاعدة.
ويعد جونسون أول رئيس وزراء يشغل المنصب يخرق القانون، حيث خلص تحقيق الشرطة في النهاية إلى أن 83 شخصا انتهكوا قواعد الإغلاق، من بينهم رئيس الوزراء، وزوجته كاري، والمستشار ريشي سوناك.
مايو/أيار 2022
وعلى عكس 2019، تعرض حزب المحافظين للهزيمة في الانتخابات المحلية التي عقدت في 5 مايو/أيار.
وخسر المحافظون حوالي 500 مقعد في مجالس البلدية، وألقى كثيرون داخل الحزب باللوم على جونسون في ذلك، لكن المشكلة لم تكن "بارتي غيت" فحسب، فمع تسجيل التضخم مستويات قياسية، قال النقاد إن سوء إدارة رئيس الوزراء تسبب في أزمة أسعار المعيشة.
وفي 25 مايو/أيار، صدر التحقيق الداخلي المنتظر، والذي ألقى باللوم مباشرة على مكتب رئيس الوزراء في استضافة الفاعليات بداونينج ستريت التي "لم يكن يجب السماح بحدوثها".
وتحدث التقرير عن الإفراط في تناول الكحول والاحتفال حتى الفجر في قلب السياسة البريطانية، كما تناول بالتفصيل 16 تجمعا بين مايو 2020 وأبريل 2021 بمكتب داونينج ستريت.
وكانت هناك تسع صور لرئيس الوزراء خلال تلك الحفلات ضمن التقرير، أحدها ظهر فيها وهو يرفع نخبا.
يونيو/حزيران 2022
وبعد أسابيع من التكهنات، تأكد أن جونسون سيواجه تصويتا على حجب الثقة من قبل زملائه نواب حزب المحافظين بعدما صوت ما لا يقل عن 54 لصالح المقترح.
وكان جونسون بحاجة للحصول على أغلبية بسيطة تتمثل في 180 صوتا أو أكثر للبقاء في السلطة، ليحصل على 211 وينجو من حجب الثقة.
لكن الكثير من المحللين يعتقدون أنه سيواجه مطالبات مستمرة بالتنحي.