بوريس جونسون.. من «سلاح سري» للمحافظين لشوكة في خاصرة الحزب

تسبب قرار ريشي سوناك بدعوة بوريس جونسون لإلقاء خطاب حاشد في اللحظات الأخيرة من الحملة الانتخابية في انقسام داخل حزب المحافظين.

ربما يكون جونسون أعظم من قاد حملة انتخابية لحزب المحافظين منذ مارغريت تاتشر، وقد أكدت خطاباته الصاخبة حول احتمالات تحقيق حزب العمال "الأغلبية الساحقة" مدى ركود الحملة الانتخابية بدونه، لكن تصنيف شعبية رئيس الوزراء السابق لا يزال منخفضا بسبب تأثيرات فضيحة بارتي غيت، وفقا لصحيفة تليغراف البريطانية.

• انتخابات بريطانيا.. «العمال» يتأهب للنصر وسوناك «سيقاتل للنهاية»

وأشارت الصحيفة إلى أن جونسون كزعيم لم يختف مطلقا، وعندما غادر داونينغ ستريت عام 2022 شبه نفسه بسينسيناتوس القائد العسكري الروماني الذي استقال من منصبه، قبل أن يعود ليقود بلاده في الحرب بمطلب شعبي، وأولئك الذين يعرفونه جيدا على يقين من أنه يعتقد أنه سيعود.

لكن الهتافات الحماسية التي قابلت ظهوره المفاجئ في مسيرة ليلة الثلاثاء، حجبت حقيقة أن شعبية جونسون لا تزال منخفضة بشكل خطير بالنسبة لأي شخص يفكر بجدية في قيادة حزب سياسي، أو إحياء حزب سياسي.

يتمتع جونسون بتصنيفات أفضل قليلاً من سوناك بين الناخبين ككل، على الرغم من انخفاض شعبية كلا الرجلين، وفقا لاستطلاعات الرأي المنتظمة.

رغم ذلك لا تشير الاستطلاعات إلى أن الجمهور قد سامح جونسون على فضيحة بارتي غيت، ويبدو أن غيابه حتى الآن عن الحملة الانتخابية أضر بشعبيته، بدلا من تلهف الأفراد لحضوره.

وقال كريس هوبكنز، مدير مؤسسة سافانتا لاستطلاع الرأي "الانخفاضات الكبيرة في تأييد حزب المحافظين ليست مقصورة على ريشي سوناك فقط، ولكن بوريس جونسون وليز تراس يتحملان أيضا نصيبهما من المسؤولية، كما تظهر ببساطة أن الجمهور سئم من حزب المحافظين بدلاً من فرد واحد أو زعيم.

وفي كلتا الحالتين من المرجح أن يحصل جونسون على الفضل إذا كان أداء المحافظين أفضل من المتوقع، على الرغم من غيابه حتى يوم الثلاثاء.

في مايو/أيار 2020، عندما كان جونسون يقود البلاد خلال جائحة كوفيد، وقبل فترة طويلة من اندلاع فضيحة بارتي غيت، تمتع بمعدلات تأييد بلغت 79 في المائة بين الناخبين المحافظين لعام 2019، بالإضافة إلى 15 في المائة بين الناخبين ككل.

لكن كل ذلك تغير في يناير/كانون الثاني 2022، عندما اعتذر للبرلمان عن حضوره حفلة في حديقة خرقا للإغلاق في داونينغ ستريت، ثم تراجع إلى المنطقة السلبية حتى بين ناخبي حزب المحافظين.

يبدو أن اعتذاره أكسبه بعض الفضل، إذ ارتفعت معدلات تأييده مرة أخرى متجاوزة 40 في المائة بين المحافظين بحلول أبريل/نيسان 2022.

ووفقا للتليغراف، فمن الصعب الهروب من الاستنتاج بأن فضيحة المراهنة التي اقتصرت إلى حد كبير على حزب المحافظين كانت مسؤولة عن الركود، وقد شبه الناخبون بين تأثير بارتي غيت وغامبل غيت على أحداث الحملات الانتخابية، وبالنسبة لجميع كبار المحافظين، يبدو أن هناك شعورا بالذنب بالارتباط بينهم.

ويعلم منتقدو جونسون، وهم كثيرون، أين تكمن أكبر نقاط ضعفه، فقد تركت بارتي غيت ندبة لا تمحى على سمعته، وإذا حاول العودة فمن المؤكد أن أعداءه سيعيدون فتح الجرح.