البرازيل تحتفي بالديمقراطية في «القاعة السوداء».. عام على مرحلة الشغب
تحت شعار "ديمقراطية لا تتزعزع" يرأس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الإثنين، مراسم إحياء الذكرى الأولى لأعمال الشغب التي استهدفت المقار الحكومية في البرازيل.
وتطوي البرازيل عاما من الشغب قام بها أنصار اليمين المتطرف، في "محاولة انقلاب"، في الثامن من يناير/كانون الثاني، بعد أسبوع من تنصيب الرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا العائد إلى السلطة، حينما اقتحم الآلاف من أنصار سلفه جايير بولسونارو مباني القصر الرئاسي والبرلمان والمحكمة العليا، ودعوا الجيش للتدخّل للإطاحة باليساري المخضرم لولا.
- اعتقالات بالبرازيل بشبهة تحضير «هجمات إرهابية».. والموساد يتهم «حزب الله»
- «خلية البرازيل».. توقيف مشتبه به ثالث على صلة بـ«حزب الله»
ويعتزم الزعيم اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي عاد إلى السلطة العام الماضي، التشديد على "الوحدة" الوطنية خلال مراسم يحتضنها البرلمان في برازيليا، بحضور مسؤولين في أبرز المؤسسات الحكومية.
ودمر المشاغبون أعمالا فنية لا تقدر بثمن وأثاثا نادرا تشكل جزءا من التراث الوطني، احتجاجاً على هزيمة زعيمهم في الانتخابات الرئاسية التي جرت في أكتوبر/تشرين الأول 2022.
والجمعة، قال لولا لوسائل الإعلام البرازيلية "أعتبر أن هناك مسؤولا مباشرا خطط للأمر، وتوارى عن الأنظار مغادرا برازيليا، وهو الرئيس السابق للجمهورية".
واتهم لولا سلفه بولسونارو الذي كان في الولايات المتحدة عند وقوع أعمال الشغب، بأنه "رحل وترك مرؤوسيه ينجزون ما أراده".
ويواجه بولسونارو اليميني المتطرف الذي تولى السلطة من 2019 إلى 2022، تحقيقاً قضائياً للاشتباه بتحريضه على أعمال الشغب هذه.
وأدين نحو 30 من مثيري الشغب بجرائم مختلفة، من بينها محاولة انقلاب، وصدرت في حقهم عقوبات سجن يصل بعضها لمدة 17 عاماً.
القاعة السوداء
ويترأس لولا هذه المراسم في القاعة السوداء، وهي غرفة استقبال واسعة في الكونغرس تعرضت للنهب من قبل المتظاهرين.
ويحضر المراسم أعضاء الحكومة ومسؤولون في البرلمان وقضاة المحكمة العليا وغيرهم من القادة العسكريين، إلا أن الغياب المعلن لبعض الشخصيات اليمينية يشير إلى أن "الوحدة" التي يدعو إليها لولا لا تزال بعيدة المنال.
وينطبق ذلك خصوصا على حاكم ساو باولو النافذ تارسيسيو دي فريتاس، الوزير السابق خلال ولاية بولسونارو، والذي أعلن أنه يمضي إجازة في أوروبا.
وسيتم نشر نحو ألفي شرطي الإثنين حول المواقع الحكومية في برازيليا، وإن كانت السلطات لا تتوقع خروج مظاهرات ضخمة.
ومن المقرر أن تكون المراسم مفعمة بالدلالات، مع عرض الأعمال الفنية المتضررة جراء أعمال الشغب والتي تم ترميمها منذ ذلك الحين، وكذلك ستُعرض سجادة للفنان ومصمم المناظر الطبيعية البرازيلي روبرتو بيرل ماركس، والتي تم انتزاعها من جدار مجلس الشيوخ وتخريبها.
كما ستتم إعادة النسخة الأصلية من دستور عام 1988، التي سُرقت من مقر المحكمة العليا، وهو النص الذي تبنته البلاد لطي صفحة الدكتاتورية العسكرية (1964-1985).
aXA6IDE4LjIyMy40My4xMDYg جزيرة ام اند امز