لجنة المشاورات الإماراتية البرازيلية.. مصالح مشتركة وتعاون بناء
إنشاء لجنة مشاورات مشتركة، انطلق أول اجتماعاتها في يوليو 2018، جاء لتعزيز التعاون البناء وفق المصالح المشتركة للبلدين بما يحقق تطلعاتهما
فرض مسار العلاقات الثنائية المتميزة بين الإمارات والبرازيل، وسعي الجانبين لتعزيز مجالات التعاون المشترك بين البلدين الصديقين في المجالات كافة، إنشاء لجنة مشاورات مشتركة انطلق أول اجتماعاتها في يوليو/تموز 2018.
وتضع اللجنة المشتركة على رأس أولوياتها تبادل وجهات النظر تجاه مستجدات الأوضاع في المنطقة وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، في إطار ما تشهده العلاقات بين الإمارات والبرازيل من تطور مستمر في ظل دعم من قيادتي البلدين والحرص على تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات المتنوعة.
وخلال الاجتماع الأول للجنة بديوان عام وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في أبوظبي، استعرض الجانبان سبل تعزيز التعاون وتطوير العلاقات الثنائية، بما يسهم في تحقيق المصالح المشتركة، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية.
مصالح مشتركة
ففي الجانب الاقتصادي، أكد الجانب البرازيلي حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية، وفتح محاور جديدة للتعاون الاقتصادي، تدعم منظومة النمو الاقتصادي المشترك، مشيداً بالتنمية الشاملة التي تشهدها الإمارات في جميع قطاعاتها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي جعلتها مركزاً اقتصادياً وتجارياً مهماً ومقصداً أساسياً للشركات العالمية والإقليمية، ومركزاً رائداً في مجالات البنية التحتية، ومصادر الطاقة البديلة والتنمية المستدامة، ونموذجاً يحتذى به في المنطقة.
وفي مجال التعاون الدولي، يجري التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين فيما يخص القضايا ذات الاهتمام المشترك في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، لا سيما التنسيق على مستوى الأمم المتحدة، ووكالاتها المتخصصة، لأنها تشكل دعامة التعاون الفعال متعدد الأطراف.
وفي إطار جهود مواجهة الإرهاب والتطرف تتطابق وجهات نظر الجانبين بشأن السعي لإيجاد حلول ناجحة للأزمات المتفاقمة بالمنطقة، وإعادة الاستقرار إليها، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
تعاون بناء
ضرورة توسيع قاعدة التعاون المشترك على صعيد العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف، والارتقاء بها إلى مستويات أفضل وآفاق أرحب، بما يسهم في توطيدها وتنميتها في مختلف المجالات، بما يخدم الأهداف والمصالح المشتركة، ويلبي ويحقق مصالح الشعبين الصديقين، تعد أحد الأهداف الرئيسية للجنة المشتركة.
دور لجنة المشاورات هو دور تمهيدي تظهر ثماره فيما يليه من أشكال التعاون بين الجانبين وهو ما حدث خلال زيارة وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إلى البرازيل خلال مارس/آذار الماضي، التي شهدت توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين.
وشملت الاتفاقيات التعاون وتسهيل الاستثمار بين حكومتي الإمارات والبرازيل، واتفاقية تسليم المجرمين بين البلدين، واتفاقية تبادل المساعدة القانونية في المسائل الجنائية، ومذكرة تفاهم للتعاون في المجال السياحي بين وزارة الاقتصاد الإماراتية ووزارة السياحة البرازيلية.
اللقاءات المشتركة على المستوى السياسي والاقتصادي بين المسؤولين في البلدين تسهم بلا شك في تطور العلاقات، وهو ما قاد إلى نمو حجم التبادل التجاري بين البلدين ليصل إلى نحو 3 مليارات دولار في عام 2017، وهو رقم لا يناسب حجم البلدين أو العلاقات المتنامية بين الإمارات والبرازيل.
ومن هنا تتجاوز أهمية لجنة المشاورات تبادل وجهات النظر إلى فتح الأفق أمام زيادة التعاون الاقتصادي أيضا والتبادل التجاري بما يتناسب مع الطاقات الاستثمارية الواعدة في البلدين، وزيادة أفق التعاون ليشمل مجالات الابتكار والفضاء والتكنولوجيا.
ومع وجود فرص عديدة ورغبة أكيدة بين البلدين للانتهاء من اتفاقيات مهمة، خاصة فيما يتعلق بالجانب التجاري والاستثماري، ستعزز من فرص زيادة التبادل التجاري لا سيما أن دولة الإمارات تعد بلدا مركزيا لنقل البضائع في شرق أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب القارة الآسيوية.
آفاق أرحب للتعاون
وجود رغبة حقيقية لدى الإمارات والبرازيل في تنويع علاقات التعاون، لا سيما في الجانب السياحي، يخدم نحو 76 ألف برازيلي يزورون دولة الإمارات العربية المتحدة سنويا (حسب إحصاءات 2018) بالإضافة إلى نحو 6 آلاف مواطن إماراتي قاموا بزيارة البرازيل خلال العام نفسه، ووجود 19 رحلة طيران مباشرة أسبوعيا بين البلدين يعكس قوة العلاقة بين الإمارات والبرازيل.
في الزيارة الأخيرة له إلى البرازيل أكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان حرص دولة الإمارات على أن تحظى البرازيل بأفضل مشاركة ممكنة في معرض إكسبو 2020 دبي، مؤكدا أن "البرازيل تتمتع بسمعة قوية على مدار مشاركاتها في معارض إكسبو ونتطلع إلى أن تكون المشاركة البرازيلية القادمة بنفس هذه القوة".
وأضاف وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي: "نتمنى أن تستفيد البرازيل من القدرات اللوجستية الموجودة في دولة الإمارات على صعيد المساهمة في نقل البضائع البرازيلية من الإمارات إلى المناطق المختلفة التي نرتبط معها بعلاقات قوية مثل شرق أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب شبه القارة الهندية، فهذه المناطق نعتقد أنها مهمة بالنسبة للبرازيل وتحظى دولة الإمارات بعلاقات قوية معها".
وفي النهاية، تظل الفرص المتاحة للجانبين الإماراتي والبرازيلي هائلة في ظل علاقات الصداقة والثقة بين البلدين نستطيع أن نعزز هذه الفرص ونطورها بشكل أكبر.
aXA6IDE4LjIyNC41NS42MyA=
جزيرة ام اند امز