"طوفان حماس".. ماذا وراء كسر الخطوط الحمراء؟
تقول حركة "حماس" إنها أطلقت عمليتها العسكرية انتصارا للمسجد الأقصى، ولكن مصادر فلسطينية ترى أن هذا المبرر قد يكون غطاء فقط.
وتشير تفاصيل التحرك العسكري غير المسبوق لحركة "حماس" الذي اشتمل على إطلاق آلاف الصواريخ بالتزامن مع اقتحام عشرات المسلحين لبلدات إسرائيلية في غلاف غزة وهو ما أخذ إسرائيل بالمفاجأة، إلى أن إسرائيل أعدت العدة لحرب طويلة المدى يخشى سكان قطاع غزة تأثيراتها المدمرة عليهم.
فقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "إسرائيل في حالة حرب" فيما استدعى وزير الدفاع يوآف غالانت عشرات آلاف جنود الاحتياط.
وقال دبلوماسي غربي لـ"العين الإخبارية": "يتناقض ما جرى ما كل ما قالته حماس لنا في الأشهر الماضية، قالوا إنهم غير معنيين بالتصعيد وأنهم يولون أولوية للأوضاع الاقتصادية في غزة".
وأضاف الدبلوماسي الغربي، الذي فضل عدم ذكر اسمه لحساسية موقفه: "حتى لو افترضنا أن السبب هو ما جرى في المسجد الأقصى، فقد توقفت الاقتحامات يوم الخميس، فلماذا التحرك الآن وليس في حينه؟ مع أنني لا أبرر على الإطلاق ما قاموا به اليوم".
وتابع الدبلوماسي: "أفترض أن ثمة أسباباً أخرى لهذا الهجوم وسنسأل حماس عن ذلك في الوقت المناسب".
وحذر الدبلوماسي من أن "سكان غزة الأبرياء سوف يدفعون الثمن ولن يكون من السهل إقناع إسرائيل بأن توقف عملية عسكرية واسعة ضد غزة بما فيها بناها التحتية المدمرة أصلا".
وفي هذا الصدد قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينيسلاند "إنني أدين بشدة الهجوم متعدد الجبهات الذي وقع هذا الصباح ضد البلدات والمدن الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة، ووابل الصواريخ الذي يصل عبر وسط إسرائيل من قبل مقاتلي حماس".
وأضاف في بيان تلقته "العين الإخبارية": "أسفرت هذه الأحداث عن مشاهد عنف مروعة وسقوط العديد من القتلى والجرحى الإسرائيليين، ويعتقد أن العديد منهم اختطفوا داخل القطاع. إن هذه الهجمات الشنيعة تستهدف المدنيين ويجب أن تتوقف فوراً".
وتابع: "إنني أشعر بقلق عميق على سلامة جميع المدنيين. وأنا على اتصال وثيق مع جميع الأطراف المعنية للحث على أقصى درجات ضبط النفس ودعوة جميع الأطراف إلى حماية المدنيين. هذه هاوية خطيرة وأناشد الجميع التراجع عن حافة الهاوية”.
ومن جهة ثانية فإن الهجوم الذي بدأته حركة "حماس" أخذ القيادة الفلسطينية على حين غرة.
وقال مسؤول فلسطيني كبير لـ"العين الإخبارية": "لم تشاور حماس أحدا قبل القيام بهذا الهجوم الذي ستكون له انعكاساته الخطيرة للغاية على كل الفلسطينيين خاصة في قطاع غزة".
وأضاف: "من الصعب جدا الاقتناع بمحاولة حماس تبرير ما قامت به بالدفاع عن الأقصى، ونعتقد أن حماس تحاول التهرب من مشاكلها الداخلية في قطاع غزة خاصة بعد تزايد الأصوات الاحتجاجية على تردي الأوضاع الاقتصادية وموجة الهجرة من قطاع غزة، فهي تعتقد أن وجودها في مواجهة مع إسرائيل سيجعل السكان يلتفون من حولها".
وتابع المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: "يتعين معرفة ما الذي جرى في اجتماعات التنسيق الأخيرة في إيران ولبنان بين إيران وحزب الله من جهة وحماس والجهاد من الجهة الثانية، فبصراحة لا نريد أن يدفع شعبنا ثمن حسابات إيران الخارجية أو محاولة إيران استخدام فلسطين كورقة في جيبها في صراعها مع إسرائيل وخلافها مع الولايات المتحدة الأمريكية".
وأشار المسؤول إلى أنه "لا يخفى على أحد أن حماس حاولت وما زالت تحاول أن تفجر الأوضاع في الضفة الغربية في محاولة منها للسيطرة على الضفة الغربية كما حدث في قطاع غزة".
وقال: "لقد أبلغهم الرئيس (محمود) عباس خلال الاجتماع الذي عُقد معهم قبل أشهر في تركيا بأنه يعتبر ما يجري في الضفة الغربية هي محاولة انقلاب وإنه لن يتم السكوت عليه بأي حال".
واعتبر المسؤول الفلسطيني أن "ما جرى اليوم هو خطأ سياسي كبير سيدفع شعبنا ثمنه".
وقال: "ما جرى هو بمثابة حبل إنقاذ لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يعاني من المعارضة القوية في داخل إسرائيل ولا نستغرب إذا ما دعا نتنياهو الإسرائيليين إلى الوحدة الآن بداعي مواجهة العدو الفلسطيني".
وأضاف: "بسيطرتها العسكرية على غزة فإن حماس ترفض تقديم أي حساب على أخطائها ليست الكبيرة فقط وإنما الفادحة".
وبشأن ارتباط ما جرى اليوم وبين التطورات على صعيد الاتفاق الأمريكي الإسرائيلي السعودي، قال المسؤول الفلسطيني: "بطبيعة الحال حماس تجد نفسها خارج الصورة وهي انتقدت علانية الجهود للتوصل الى هذا الاتفاق حتى دون الاستماع إلى التفاصيل".
وأضاف: "أخشى أن يكون ما جرى بدفع إيراني في محاولة لتخريب هذه الجهود باعتبار أن إيران هي الخاسر الأكبر من مثل هكذا اتفاق".
aXA6IDMuMTMzLjEwOS4yNTEg
جزيرة ام اند امز