سرطان الثدي.. ارتفاع معدلات النجاة من المرض لهذا السبب

لحسن الحظ، ارتفعت معدلات النجاة من سرطان الثدي بفضل موجة التطورات الثورية العلاجية لهذا النوع من الورم الأكثر شيوعا بين النساء.

في السبعينيات من القرن الماضي، كانت 4 نساء بريطانيات فقط من بين كل 10 مصابات بسرطان الثدي على قيد الحياة بعد 10 سنوات من الإصابة، لكن هذا الرقم تضاعف الآن إلى 8 من كل 10 بعد سلسلة من التطورات العلاجية والتي تستمر في الظهور، بحسب ما أورد تقرير لموقع "تايمز".

• بعد جراحة سرطان الثدي.. 3 نصائح للعناية بمكان الألم

على الرغم من أن سرطان الثدي الثانوي غير قابل للشفاء، فإن العلماء في جميع أنحاء العالم يبحثون عن علاجات لتحسين طول الفترة الزمنية التي يمكن للمرضى أن يعيشوا فيها.

يركز أعظم العقول في أبحاث سرطان الثدي الآن على العلاجات المبتكرة لمنح المرضى نوعية حياة جيدة لأطول فترة ممكنة.

ثورة في علاج سرطان الثدي

قبل 3 أشهر فقط، أشاد العلماء بـ "لحظة محورية في تاريخ علاج سرطان الثدي" بعد اكتشاف دواء رائد لوقف انتشار المرض لدى المصابين بسرطان غير قابل للشفاء.

العلاج المسمى Enhertu هو واحد من سلالة جديدة من عقاقير السرطان تُعرف باسم الأدوية المُقترنة بين الأجسام المضادة، وطورته شركة "دايتشي سانكيو" Daiichi Sankyo ويباع في المملكة المتحدة بواسطة شركة أسترازينيكا AstraZeneca.

والأدوية المُقترنة بين الأجسام المضادة مكونة من أجسام مضادة اصطناعية تطارد الخلايا السرطانية ، وتلتصق ببروتين على سطحها لتوصيل العلاج الكيميائي مباشرة إلى الورم.

بالنسبة للنساء المصابات بسرطان الثدي النقيلي (الذي انتشر عبر الجسم)، يطيل Enhertu حياتهن لمدة عشرة أشهر إضافية في المتوسط مقارنة بالعلاجات الحالية.

أوضحت الدكتورة سوزان جالبريث، رئيس قسم أبحاث الأورام في AstraZeneca: "يتحول الدواء إلى مستقبل [HER-2] على سطح الخلايا السرطانية. إنه مثل سائق أمازون يذهب مباشرة إلى باب الخلية السرطانية".

ونقل موقع "تايمز" عن جالبريث: "العديد من النساء المصابات بسرطان الثدي هن شابات ما زلن يعملن، أو نساء كبيرات في السن لديهن أطفال وأحفادهن ويريدن فعل أشياء معهم، يمكننا تمديد الوقت حتى عودة السرطان وإطالة فترة البقاء. أنت تعيد للناس حياتهم ".

تمت الموافقة على Enhertu لأول مرة لاستخدام NHS في أبريل/نيسان لما يصل إلى 400 مريض بسرطان الثدي النقيلي والذين لديهم مستوى عالٍ من بروتين HER-2 على خلايا الورم.

لكن نتائج التجربة التي تم الإعلان عنها في يونيو كشفت أنها قد تفيد أيضًا المرضى الذين لديهم مستويات منخفضة من HER-2 على خلايا الورم لديهم، أي ما يعادل 17000 امرأة إضافية في المملكة المتحدة.

من المتوقع أن توافق هيئة الرقابة على الأدوية في المملكة المتحدة على استخدام Enhertu لمجموعة أكبر من مرضى سرطان الثدي، ما يمنح آلاف النساء مزيدًا من الأشهر الثمينة مع الأصدقاء والعائلة.

وسيتبع ذلك خطى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، التي أعلنت في 8 أغسطس/ آب أنها وافقت على استخدام Enhertu لنحو 100000 امرأة أخرى.

ويأمل الخبراء أن يحسن العلاج بشكل كبير البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان الثدي المتقدم، ويضيق الهوة في معدلات البقاء على قيد الحياة بين أولئك الذين تم تشخيصهم في المرحلة المبكرة والأحدث من المرض.

علاجات معتادة لمرضى سرطان الثدي

في المملكة المتحدة يعيش 26% فقط من أولئك الذين تم تشخيصهم في المرحلة الأخيرة (الرابعة) لمدة 5 سنوات، وبالمقارنة فإن 98% من الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان الثدي في مراحله الأولى يعيشون لمدة خمس سنوات أو أكثر.

حقيقة أن جميع النساء تقريبًا اللواتي تم اكتشاف سرطانهن مبكرًا يتم علاجهن بنجاح هي شهادة على عقود من التقدم في تطوير الأدوية التي أدت إلى علاج أكثر تخصيصًا.

قبل البدء في الأدوية المصممة حسب الطلب، يظل الخيار الأول لمعظم مرضى سرطان الثدي هو الجراحة.

في المملكة المتحدة، أجرت 81% من النساء عملية استئصال الثدي لإزالة الثدي بالكامل أو استئصال الكتلة الورمية، وعادة ما يتبع هذا العلاج الكيميائي الذي يُعطى لـ 34% من المرضى، أو العلاج الإشعاعي الذي يُعطى لـ 63%.

علاوة على هذه الأدوات القياسية في علاج السرطان، يتلقى بعض المرضى علاجات هرمونية، ويتم اختبار خلايا ورم الثدي بشكل روتيني لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على مستقبلات لهرموني الإستروجين والبروجسترون.

نحو 75% من سرطانات الثدي هي مستقبلات هرمون الاستروجين إيجابية (ER +)، ما يعني أن الورم يتغذى على هرمون الاستروجين. يمكن بعد ذلك علاج هؤلاء المرضى بأدوية تخفض مستويات هرمون الاستروجين لوقف نمو السرطان.

عقار العلاج الهرموني الأكثر شيوعًا هو عقار تاموكسيفين، والذي يتم تناوله عادة لمدة خمس سنوات بعد الجراحة لوقف عودة سرطان الثدي.

بالإضافة إلى العلاج الهرموني، أصبح العلاج أكثر تخصيصًا بفضل "العلاجات الموجهة" التي تمنع نمو وانتشار السرطان، وهذه تستخدم جهاز المناعة في الجسم لقتل الخلايا السرطانية.

أصبح التراستوزوماب الأكثر شيوعًا، المعروف أيضًا باسم علامته التجارية Herceptin، متاحًا على NHS في عام 2002.

وهو جسم مضاد أحادي النسيلة، يرتبط بالبروتينات الموجودة على سطح الخلايا السرطانية لمنعها من التكاثر، ويمكن استخدام تراستوزوماب في سرطان الثدي في مراحله المبكرة والثانوية عندما ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.