دراسة صينية تربط بين تلوث الهواء وتراجع معدل الذكاء
التعرض المزمن للجسيمات المحمولة جوا يتسبب في انخفاضات كبيرة في درجات اختبارات اللغات والحساب.
كشفت دراسة صينية حديثة أن تلوث الهواء ربما يتسبب في انخفاض كبير في معدلات الذكاء ومزيد من الضرر مع التقدم في العمر، إضافة إلى التأثير المميت على الصحة الجسدية.
ويبدو أن التعرض المزمن للجسيمات المحمولة جوا يتسبب في انخفاضات كبيرة في درجات اختبارات اللغات والحساب، مع متوسط نتائج يظهر أن الهواء السام يؤثر على التحصيل العلمي بما يعادل "خسارة عام دراسي كامل".
ورغم أن الأبحاث أجريت في الصين لكنها ترتبط بجميع أنحاء العالم، حيث يعيش أكثر من 91 % من سكان الأرض في مناطق بها هواء ملوث، وهو الآن رابع أكبر سبب للوفيات في جميع أنحاء العالم، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وفي المملكة المتحدة، يقدر أن الهواء السام يودي بحياة 50 ألف شخص سنوياً، وهذا العام أحالت المفوضية الأوروبية الحكومة البريطانية إلى المحكمة لخرق قواعد الاتحاد الأوروبي لجودة الهواء.
وأجريت الدراسة الصينية، المنشورة في دورية "بروسيدينجز أوف ناشيونال أكاديمي أوف ساينس" (جلسات أكاديمية العلوم الوطنية)، على مدى 4 سنوات، وحللت الاختبارات اللفظية والحسابية التي أجراها 20 ألف شخص من مختلف الأعمار.
وأشارت النتائج إلى أن التعرض لفترات طويلة إلى الهواء الملوث يسبب تدهورا في الإدراك الذي يزداد سوءا مع تقدم العمر، كما يزيد أيضاً من مخاطر الأمراض التنكسية مثل ألزهايمر وأشكال الخرف الأخرى.
وقال الباحثون إن "الهواء الملوث ربما يعوق القدرة على الإدراك مع تقدم الناس في السن، لا سيما بالنسبة للرجال الأقل تعليما".
وأوضح الباحثون أن "الضرر على الدماغ المتقدم في السن جراء تلوث الهواء يفرض على الأرجح تكاليف صحية واقتصادية كبيرة، بالنظر إلى أن الوظائف الإدراكية أمر حاسم لكبار السن خلال أداء المهمات اليومية الجارية واتخاذ القرارات الصعبة".
ويبدو أن الآثار السلبية للتلوث أكثر وضوحا على قدرات الناس اللفظية، التي يفترض الباحثون أنها تعزى إلى أن التلوث له تأثير أقوى على أجزاء من الدماغ اللازمة لإجراء الاختبارات اللفظية.
ووجد التحليل أن الآثار كانت أكثر خطورة على الرجال ممن هم فوق 64 عاما الذين تعرضوا للتلوث لفترة أطول، والذين يمكن أن يفقدوا ما يعادل عدة سنوات من التعليم.
وقال باحثون في "كلية يال للصحة العامة"، إن الرجال الأقل تعليما أظهروا أكبر انخفاض في الأداء المعرفي، ربما لأنهم كانوا أكثر عرضة للعمل في الخارج في العمل اليدوي.
وربطت دراسات سابقة نوعية الهواء بالأداء الأكاديمي بين الطلاب، لكن هذه هي الدراسة الأولى من نوعها التي تقارن بين الجنسين وجميع الأعمار فوق العاشرة.
وفي إطار الدراسة، قام العلماء بتحليل الاختبارات التي أجرتها لجنة دراسات الأسرة في الصين بين عامي 2010 و2014، وقارنوا النتائج مع سجلات جودة الهواء المحلي مع تحرك المشاركين، والنتائج التي توصلوا إليها مسؤولة عن الاختلافات الجينية والتأثير الطبيعي للشيخوخة على الإدراك.
ووجد تقرير منفصل من جامعة "هارفارد" أن ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي يمكن أن يؤدي إلى نقص البروتينات لما يصل إلى نصف مليون بريطاني عن طريق الإضرار بتغذية المحاصيل.
وقال تقرير نشر في دورية "نيتشر" إن مستويات الزنك والحديد والبروتين في محاصيل مثل الأرز والقمح ربما تنخفض إلى العُشر خلال السنوات الـ30 المقبلة، ووجد الباحثون أن التأثير أقل وضوحا في الأثرياء الأوروبيين، لأنهم يتناولون أغذية ذات قيمة غذائية أكبر تشمل المنتجات الحيوانية.
وفي وقت سابق من هذا العام، أشارت دراسة هامة أجراها باحثون من جامعتي "ستانفورد" و"كاليفورنيا" إلى أنه يمكن منع حوالي ربع وفيات الأطفال في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من خلال تحسين نوعية الهواء.
وتؤدي الآثار المشتركة لتلوث الهواء المحيط والمنزلي إلى حدوث 7 ملايين حالة وفاة مبكرة في جميع أنحاء العالم سنويا، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى زيادة الوفيات الناجمة عن السكتة الدماغية وأمراض القلب ومرض الانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة والعدوى التنفسية الحادة، وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية.