منتخب إنجلترا.. المستفيد الأكبر من البريكست
منتخب إنجلترا قد يكون المستفيد الأكبر من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست"
بات متوقعا أن يكون المنتخب الإنجليزي هو المستفيد الأكبر على الصعيد الكروي من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، على الرغم من التأثيرات السلبية التي من المتوقع أن تلحق بالأندية الإنجليزية بشأن جذب اللاعبين الأجانب بعد الانفصال.
وقامت بريطانيا، بعد منتصف ليل الجمعة، بتفعيل اتفاقية الخروج من الاتحاد الأوروبي، بناء على الاستفتاء الذي أجري عام 2016.
وكان جاريث ساوثجيت، مدرب منتخب إنجلترا، انتقد في ديسمبر/كانون الأول 2018، بعد أشهر من قيادة منتخب "الأسود الثلاثة" لنصف نهائي كأس العالم لأول مرة منذ 28 عاماً، قلة عدد اللاعبين الإنجليز الذين يشاركون بشكل أساسي في مباريات البريمييرليج.
وكان العدد وقتها يشير إلى 54 لاعباً محليا من أصل 220 لاعباً في التشكيلات الأساسية لفرق البريمييرليج، وهو عدد ضئيل لدولة بحجم إنجلترا.
وأوضح المدرب أن هذا الرقم يعد انخفاضا مذهلا في نسب الاعتماد على اللاعبين الإنجليز، حيث إنه عند بداية عهد البريمييرليج في 1992-1993 كان اللاعبون الإنجليز يمثلون 70% من تشكيلات الفرق، إلى أن تقلصت النسبة المئوية إلى 24%.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تطرق المدير الفني لإنجلترا للحديث مجدداً عن النقطة ذاتها، منتقدا قلة اللاعبين الإنجليز الذين ظهروا في مواجهة ليفربول ومانشستر سيتي المثيرة بالدوري الإنجليزي، والتي صاحبها جدل كبير بشأن تقنية الفيديو المساعد للحكم ومشاجرة جو جوميز مدافع "الريدز" ورحيم سترلينج جناح السيتي.
لكن بالنسبة لساوثجيت كان الجدل الأكبر يتعلق بانخفاض عدد الدوليين الإنجليز على أرض ملعب مباراة القمة بالبريمييرليج.
تأثير البريكست على اللاعبين الإنجليز
مع وضع قيود على دخول لاعبين أقل من 18 سنة، بسبب لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" التي تمنع اللاعبين الذين يلعبون تحت مظلته من الانتقال لدول أخرى في سن أقل من 18 سنة، ومع القيود على دخول لاعبين غير إنجليز إلا بالشروط المنصوص عليها فيما يخص التمثيل الدولي مع منتخباتها الوطنية، فإن هذا كله سيعني حلا لأزمة المدرب ساوثجيت.
فالانفصال وتقييد دخول الأجانب سيمنح الفرصة بشكل أكبر للمواهب الإنجليزية الصغيرة أولاً للبزوغ والحصول على فرص لا يشاركها فيها لاعبون صغار من دول أخرى.
وتمتلك إنجلترا بالفعل مواهب شابة، والدليل الأكبر تتويجها بكأس العالم تحت 20 سنة وكأس العالم تحت 17 سنة في 2017.
وربما جاء اعتماد تشيلسي هذا الموسم على المواهب الإنجليزية أمثال ماسون مونت وتامي أبراهام وغيرهما إجبارياً، بسبب حظر التعاقدات عليه في الصيف الماضي من قبل الفيفا، لكنه أتى بنتائج جيدة، حيث وضح جليا ما تتمتع به بعض المواهب الإنجليزية من مواهب وقدرات كبيرة.
ومع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والقيود المفروضة على الأندية كلها، فلربما نجد أغلب الأندية الإنجليزية مجبرة على القيام بما فعله تشيلسي.
وفي الوقت الذي ترى فيه رابطة البريمييرليج، أن الاتحاد الإنجليزي بتقليصه المزمع لعدد اللاعبين الأجانب من 17 إلى 12 وفي رواية أخرى إلى 13، سيؤثر سلبياً على قوة الأندية ومن ثم المسابقة، فإن الاتحاد الإنجليزي يراها الفرصة الأنسب لزيادة فرص مشاركة اللاعبين الإنجليز، ومن ثم الاستجابة لرغبة ساوثجيت.
وقد تعلل الاتحاد الإنجليزي في وجهة نظره بحقيقة أقرها ساوثجيت، بأن عدد اللاعبين الإنجليز في عدد من المراكز الرئيسية قليل للغاية مقارنة بدول أوروبية أخرى.
وعانت إنجلترا من بعد واين روني في إيجاد بديل حتى ظهر هاري كين ووصل للمكانة التي جعلته يتوج هدافاً لكأس العالم 2018 بروسيا برصيد 6 أهداف.
ويريد الاتحاد الإنجليزي كبح جماح الأندية الساعية لضم المواهب من جميع أنحاء العالم، من أجل منح الفرصة لأبناء البلد وهو حق مشروع، من أجل زيادة قاعدة الاختيار أمام مدرب المنتخب لاختيار تشكيلته في الارتباطات الموهبة والبطولات الكبرى.
وينتظر أن تعقد اجتماعات ونقاشات طويلة خلال الأسابيع بل الأشهر المقبلة، لإيجاد حل لا يؤثر على الدوري الإنجليزي الممتاز، ولكن مع زيادة حقوق اللاعبين الإنجليز في دوريهم المحلي.
aXA6IDMuMjM4LjgyLjc3IA== جزيرة ام اند امز