بدأت بـ"لوفتهانزا".. بريكست فزاعة شركات الطيران الأوروبية
بريكست كان وراء حالة الاضطراب التي تعيشها شركات الطيران الأوروبية والتي تتعرض لانتقادات بسبب إخفاقها في إخبار الناس بإلغاء تذاكر السفر
تشهد القارة العجوز هزة عنيفة ضربت قطاع السفر والسياحة بالتزامن مع الانتكاسات التي تجتاح قطاع الطيران في أوروبا جراء ارتفاع أسعار الوقود والمعدلات الضريبية وبطء النمو، ما أدى إلى انهيار بعض الشركات الكبرى وإرغام بعضها الآخر على القيام بالمزيد من عمليات تسريح العاملين.
بينما أعلنت مجموعة "سيمبر ستيرلينج" الدنماركية للطيران إفلاس الشركة، وهو الأمر ذاته الذي ألم بعملاق السفر والسياحة البريطاني "توماس كوك" قبل بضعة أشهر، تعيش "لوفتهانزا" الألمانية، أكبر شركة طيران في أوروبا، أزمة من حيث عدد المسافرين في ضوء الإضرابات التي تعرضت لها خلال الفترة الماضية، ما اضطرها إلى دراسة إجراء هيكلة قاسية تهدد بخفض نحو 3500 من الوظائف الإدارية حول العالم، في محاولة منها لتقليص الفجوة بين التكاليف المرتفعة والأرباح المنخفضة.
وأجبرت الإضرابات لوفتهانزا على إلغاء مئات الرحلات، حيث أعلنت المجموعة الألمانية للطيران إلغاء 1300 رحلة كانت مقررة خلال يومي7 و8 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي جراء الإضراب الأخير الذي قام به المرشدون الجويون، حيث أعلنت الشركة الألمانية حينها جدولا استثنائيا لرحلاتها المقررة خلال يومي الإضراب تضمن إلغاء 1300 رحلة من إجمالي 6000 رحلة كان مقررا لمجموعة شركات لوفتهانزا القيام بها.
كما تتضمن هذه الرحلات أيضا رحلات خاصة بشركات طيران تابعة لمجموعة لوفتهانزا، رغم أن الإضراب لا يشمل هذه الشركات مثل شركة سويس وأوستريان وإيدل فايس والخطوط الجوية البلجيكية.
وكانت نقابة Ufo للطيران قد أعلنت أنها تحتفظ بحق توسيع الإضراب، ليشمل شركات أخرى تابعة لمجموعة لوفتهانزا الأساسية.
وخسرت لوفتهانزا، في وقت سابق، نزاعا قضائيا أمام محكمة العمل في فرانكفورت، لكنها أعلنت عزمها الطعن على الحكم أمام محكمة العمل بولاية هيسن، بشأن مدى قانونية الإضراب الذي دعت إليه نقابة Ufo.
وامتد إضراب لوفتهانزا إلى 4 شركات فرعية هي "يوروينجز" و"جيرمان وينجز" و"لوفتهانزا سيتيلاين" و"صن إكسبريس".
الإضراب الذي قام به المرشدون الجويون لم يكن الأول خلال عام 2019، حيث أعلن مسؤول كبير في لوفتهانزا فبراير/شباط من العام نفسه أن شركة الطيران الألمانية أنفقت 500 مليون يورو (573 مليون دولار) على تعويضات للركاب عن تأجيل وإلغاء رحلات العام الماضي، بحسب تصريحات نقلتها وكالات أنباء أوروبية.
كما تكبدت مجموعة لوفتهانزا خلال الـ9 أشهر الأولى من 2019 فاتورة بلغت نحو 350 مليون يورو، ومن المنتظر أن ينشر الرقم للعام بكامله بحلول مطلع 2020.
وواجهت لوفتهانزا صعوبات في العام الماضي مثل منافسيها، في مجاراة طلب متزايد على السفر جوا في أوروبا.
وخاضت شركة الطيران الألمانية مفاوضات مضنية بهدف التوصل إلى تسوية مع نقابة أوفو العمالية للمضيفين الجويين فيما يتعلق بتعريفة الأجور، وذلك حسبما أعلن رئيس مجلس إدارة الشركة كارستن شبور خلال نوفمبر/تشرين الثاني في فرانكفورت.
وتسعى لوفتهانزا للتحدث مع النقابات الثلاث التي تحاول كل منها إبرام اتفاق مع لوفتهانزا بشأن تعريفة أجور مضيفي الطيران العاملين لدى الشركة لتجنب امتداد أزمة الإضراب الأخير للعام الجديد 2020.
ورفض نيكولي باوبليس، المتحدث باسم نقابة أوفو، التعليق مبدئيا على مبادرة لوفتهانزا، قائلا: "إن الشركة أرسلت بيانها أولا لوسائل الإعلام، بدلا من التحدث مع النقابة".
وأعلنت شركة الطيران الألمانية العملاقة "لوفتهانزا" ارتفاع إيراداتها خلال الربع الثاني من 2019 بنسبة 4%، في حين تراجع هامش أرباح التشغيل المعدل في الفترة نفسها إلى 7.8% مقابل 10.8% من الفترة ذاتها عام 2018.
وقال "أولريك سيفنسون" المدير المالي لشركة "لوفتهانزا"، تعليقا على النتائج: "أرباحنا تأثرت بالمنافسة الشرسة في أوروبا والزيادة الكبيرة في الطاقة التشغيلية، خاصة خطوطنا قصيرة المدى خارج ألمانيا والنمسا، نحن تجاوبنا مع هذا الوضع بتقليل نفقاتنا وزيادة مرونتنا".
وبلغ صافي أرباح الشركة خلال الربع الثاني من 2019 نحو 226 مليون يورو (251.83 مليون دولار) بما يعادل 0.48 يورو لكل سهم مقابل 752 مليون يورو (837.95 مليون دولار) بما يعادل 1.59 يورو لكل سهم خلال الفترة نفسها من عام 2018.
كما بلغت أرباح تشغيل الشركة بعد وضع المتغيرات الموسمية في الحساب 754 مليون يورو (840.17 مليون دولار) مقابل مليار يورو (1.11 مليار دولار) في الربع الثاني من عام 2018.
البريكست سبب الاضطراب
ارتفاع تكاليف التشغيل كان من أسباب إعلان العديد من شركات الطيران الأوروبية ضرورة القيام بهيكلة شاملة للحيلولة دون الوصول لمصير الشركات التي انهارت وأعلنت إفلاسها.
لكن السبب الرئيسي أن البريكست كان وراء حالة الاضطراب التي تعيشها شركات الطيران الأوروبية والتي تتعرض لانتقادات بسبب إخفاقها في إخبار الناس بإمكانية إلغاء تذاكر السفر وعدم صلاحية الجوازات في حال لم يتم الاتفاق على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
اتحاد النقل الجوي الدولي "إياتا" بموجب تشريع الاتحاد الأوروبي الذي سيصبح ساري المفعول في حالة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون صفقة، توقع إلغاء ما يصل إلى 5 ملايين تذكرة طيران.
وهناك مخاوف من أن الرحلات الجوية بين المملكة المتحدة وأوروبا سوف تتوقف في حالة عدم وجود صفقة، بيد أنّ التشريع الأوروبي ألغى هذه الشواغل، وضمن استمرار شركات الطيران البريطانية في تشغيل رحلاتها إلى دول الاتحاد الأوروبي.
في السياق وصف ألكسندر دي جونياك، المدير العام لـ"إياتا"، الحد الأقصى المقترح للرحلات بأنه "خطوة كبيرة إلى الوراء بالنسبة لجميع المستهلكين الأوروبيين".
وقال جونياك: "إن مستويات الطيران الحالية ستحظى بالحماية حتى في حال خروج صعب من الاتحاد الأوروبي، ويعد هذا ضمانا مهما، ولكن في غضون شهرين ستغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي، ولا تعلم شركات الطيران بالضبط ما نوع بريكست الذي يجب أن تخطط له".
يضيف دي جونياك أنّ "هناك عدم يقين قانوني وتجاري حول الكيفية التي ستعمل بها خطة اللجنة الأوروبية لتحديد عدد رحلات الطيران، وفي النافذة الصغيرة المتبقية قبل بريكست، يتحتم على الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة تحديد الأولويات وإيجاد حل يجلب اليقين لكل من شركات الطيران التي تخطط للنمو لتلبية الطلب والمسافرين الذين يخططون لرحلات العمل والعطلات العائلية".
وفي هذا الشأن، قال مجلس المطارات الدولي "هيئة المطارات" إن فرض حد أقصى لخدمات شركات الطيران البريطانية سيؤدي في النهاية إلى فقدان 93 ألف رحلة جديدة، وما يقرب من 20 مليون مسافر في سوق المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.
aXA6IDMuMTQyLjIxMi4xNTMg جزيرة ام اند امز