بوتين وقمة "بريكس".. دعوة ورسالة وصدى
دفعة قوية يتلقاها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدعوته لقمة "بريكس" الافتراضية، نظرا للنفوذ القوي الذي تتمتع به المنظمة.
فعندما يشارك بوتين في القمة التي من المقرر أن تستضيفها العاصمة الصينية بكين، غدا الخميس، ستكون المرة الأولى التي يحضر فيها منتدى مع رؤساء اقتصادات كبرى منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية نهاية فبراير/شباط الماضي.
وبالنسبة لبوتين، قد يقدم ذلك صورة ترحيبية بأن يظهر وجهه على الشاشة إلى جانب قادة الدول الأخرى التي تشكل هذا الاسم المختصر لتلك المجموعة: رئيس الصين شي جين بينغ، ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، ورئيس البرازيل جايير بولسونارو، ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، وهي مؤشر على أن روسيا ليست بمفردها، رغم معاناتها جراء العقوبات والاحتجاجات على الحرب، بحسب تحليل نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
رسالة وصدى
واعتبر التحليل أنها رسالة قد تتردد أصداؤها بشكل أكثر وضوح في وقت أعلنت فيه الصين وروسيا، قبل أسابيع من الحرب، بأن علاقتهما "ليس لها حدود"، وتجنب قادة "بريكس" إدانة روسيا صراحة، حتى مع وجود مستويات مختلفة بالاهتمام بألا ينظر إليهم على أنهم يؤيدون أفعالها والاصطدام بالأصدقاء الغربيين.
وبنظرة أعمق، قد تتسبب الحرب الروسية على الأرجح في تعقيدات أخرى لـ"بريكس"، وهي مجموعة تبلغ من العمر أكثر من عقد زمني وتتكون من اقتصادات ناشئة رئيسية، وتعاني بالفعل من انعدام الثقة بين الأعضاء والأيديولوجيات غير المتطابقة، وفق المصدر.
وتضم مجموعة "بريكس" أكبر الاقتصادات الناشئة في العالم، وهي: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
لكن يعكس قرار المجموعة للمضي قدما في قمتها السنوية الرابعة عشر وجهة النظر التي تحملها دول بريكس بشأن النظام العالمي، وبالتالي الوضع في أوكرانيا، والتي تختلف عن الغرب، بحسب خبراء.
وقال سوسانت سينغ، زميل أقدم بمركز أبحاث السياسات في نيودلهي: "نتحدث عن بعض من الاقتصادات الرئيسية التي ترغب قيادتها في الظهور مع بوتين، حتى إذا كان ذلك عبر منصة افتراضية. حقيقة أن بوتين مرحب به وليس منبوذا ولا يتم إقصاؤه، وأن هذه فعالية طبيعية تنعقد كل سنة ولازالت تنعقد، هذه إضافة كبيرة لبوتين."
حل سلمي
ويعقب قمة "بريكس" بأيام اجتماع مجموعة الاقتصادية المتقدمة الرائدة في العالم، مجموعة السبع، والتي وحدت صوتها ضد روسيا وطردتها من تكتلهم في أعقاب ضم شبه جزيرة القرم عام 2014.
وعلى عكس مجموعة السبع (G7)، من المتوقع أن تتعامل "بريكس" بحذر عندما يتعلق الموضوع بأوكرانيا في قمة الخميس، وعلى الأرجح ستتحدث في صالح الحل السلمي، حتى إذا دعا أعضاؤها بحذر الدول الغربية لدراسة تأثيرات عقوباتهم على الاقتصاد العالمي، بحسب مراقبين.
ويبدو أن بكين – التي تستضيف القمة هذا العام وتعتبر الأقوى اقتصاديا دون منازع بين الدول الخمس التي تشكل معا حوالي ربع إجمالي الناتج المحلي العالمي – ستركز على أجندتها الخاصة المتمثلة في تعزيز مبادراتها العالمية بمجال التنمية والأمن.
ومنذ تشكيل "بريكس"، التي ضمت جنوب أفريقيا إليها عام 2011، اتحدت في الدعوة إلى مزيد من التمثيل للاقتصادات الناشئة الكبرى على الساحة العالمية، وضد ما تعتبره هيمنة غير متكافئة للقوى الغربية.
وهذا يعني الدفع من أجل إصلاحات بصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وفي بعض الأحيان، توجيه انتقادات خفية لتصرفات حلف شمال الأطلسي (الناتو).
كما شهدت مناقشة الدول قضايا مثل كيفية تسوية العمليات التجارية بعملاتهم الوطنية – بعيدا عن نظام الدولار الأمريكي – وهي مسألة قد تكون ذات أهمية أكبر الآن لـ"بريكس" في أعقاب العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، بحسب شاهار حميري، الأستاذ بجامعة كوينزلاند في أستراليا.
aXA6IDEzLjU5Ljk1LjE3MCA= جزيرة ام اند امز