السطوع الأقوى والألمع لأشعة غاما في التاريخ الإنساني
أعلن معهد البحوث الفلكية في مصر رصد واحدة من أقوى الانفجارات النجمية في نطاق أشعة غاما في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
وجرت عملية الرصد باستخدام تلسكوب فيرمي الفضائي المخصص للرصد في نطاق أشعة غاما، ومرصد "نيل جيرلز سويفت" الفضائي.
وأفادت التقارير الأولية بأن هذا السطوع لأشعة غاما هو أقوى وألمع وميض يحدث منذ الحضارة الإنسانية، وأن هذا الوميض ناتج عن انفجار نجمي قريب يبعد عن الأرض مسافة قدرها 2.4 بليون سنة ضوئية، وهو ألمع بأكثر من 50 ضعفاً من أي وميض لأشعة غاما تم تسجيله في الماضي.
وكانت هذه الظاهرة الفلكية النادرة تستحق رصداً وتحليلاً مكثفين، حيث توقع العلماء أن يصل مثل هذا الوميض إلى الأرض مرة كل عشرة آلاف سنة، مما يجعل هذا الحدث فرصة نادرة وغير متوقعة للدراسة والتحليل.
وفي محاولة للحصول على أكبر قدر من المعلومات حول هذا الانفجار النجمي النادر، اتجهت عشرات التلسكوبات الأرضية والفضائية لرصد الانفجار في النطاقات الطيفية المختلفة، بما في ذلك الأشعة السينية، والضوء المرئي، والأشعة تحت الحمراء، والأشعة الراديوية، لمراقبة هذا الحدث ورصد التوهج الناتج عنه وتحديد مكانه بدقة.
ومن بين هذه التلسكوبات، تلسكوب مرصد القطامية الفلكي في مصر، الذي يعد أكبر تلسكوب في أفريقيا والشرق الأوسط، حيث رصد فريق بحثي من قسم الفلك بمعهد البحوث الفلكية في مصر هذه الظاهرة النادرة باستخدام منظار ذي مرآة عاكسة بقطر 1.88 متر.
ورصد الباحثون المصريون هذا التوهج الضوئي على عدة ليالٍ وأجروا حساب القياسات والأقدار الضوئية له بدقة عالية.
وبعد الدراسة وتحليل البيانات المأخوذة بالتلسكوبات بواسطة فلكيين من أنحاء العالم، تم نشر عدة أبحاث خاصة بدراسة هذا الانفجار.
ويعد هذا الاكتشاف الفلكي الأخير إضافة مهمة إلى معرفتنا الفلكية، ويساعدنا في فهم أكثر عن الكون وعمليات تشكله.
وتعد هذه النتائج الفلكية الجديدة، بما في ذلك اكتشاف أقوى وألمع وميض لأشعة غاما في تاريخ البشرية، خطوة مهمة نحو فهم أفضل للكون والأجرام السماوية، وتمثل إضافة قيمة للبحوث الفلكية المستقبلية.
ومن المؤمل أن تساعد هذه النتائج في تطوير نماذج جديدة للكون وفهم أكثر لعمليات تشكل النجوم والأجرام السماوية، وربما تمهد الطريق لاكتشافات جديدة في المستقبل.
وتؤكد هذه النتائج أهمية العمل الجماعي والتعاون الدولي في مجال البحوث الفلكية، حيث يتطلب دراسة هذه الأحداث النادرة جهودًا مشتركة من العلماء والباحثين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك استخدام التكنولوجيا الحديثة والأدوات الفلكية المتطورة.
ومن خلال هذه الجهود الجماعية، يمكننا الحصول على فهم أعمق للكون وتحديد أسراره وألغازه، وربما نحقق اكتشافات مذهلة في المستقبل.
aXA6IDMuMTM1LjIwMi4zOCA=
جزيرة ام اند امز