جونسون يسعى لإقناع "العموم" ببريكست في أول جلسة استثنائية منذ 37 عاما
للمرة الأولى منذ حرب فوكلاند في 1982، يعقد مجلس العموم البريطاني السبت جلسة استثنائية
يبدأ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الجمعة، جولة صعبة، لإقناع البرلمان البريطاني بإقرار الاتفاق بشأن "بريكست" الذي أبرم مع الاتحاد الأوروبي، في جلسة استثنائية هي الأولى منذ 37 عاما.
وللمرة الأولى منذ حرب فوكلاند في 1982، يعقد مجلس العموم، السبت، جلسة استثنائية، لكن جونسون الذي وصل إلى السلطة في نهاية يوليو/تموز، فقد أغلبه في مجلس العموم ولم يعد لديه إلا 288 نائبا، لكنه يحتاج إلى 320 صوتا لتمرير الاتفاق.
وفي حال فشل في الحصول على تصويت إيجابي بالبرلمان، سيضطر جونسون لمطالبة بروكسل بإرجاء جديد لبريكست لمدة ثلاثة أشهر بموجب قانون صوت عليه النواب في مطلع سبتمبر/أيلول في مجلس العموم وبينهم 21 منشقا من حزبه المحافظين.
وكان جونسون عبر في بروكسل، الخميس، إلى جانب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، عن "ثقته التامة" باعتماد الاتفاق.
وقال رئيس الوزراء البريطاني "لدي أمل بأنه حين يدرس النواب من كل الأحزاب الاتفاق فسيرون فوائد دعمه"، وكان جونسون أكد أنه سيطبق بريكست الذي أرجئ مرتين، في 31 أكتوبر/تشرين الأول مهما حصل.
وفور نشر الاتفاق رفضه الحزب الوحدوي الديمقراطي الأيرلندي الشمالي الذي يؤمن الأكثرية للمحافظين بزعامة جونسون، وقال الحزب الذي يشغل عشرة مقاعد في البرلمان: "إنه غير قادر على دعم هذه المقترحات"، بخصوص مسائل التسوية الجمركية وموافقة حكومة أيرلندا الشمالية على مسودة "بريكست".
وفي وقت لاحق حذر يونكر من أن الوضع سيصبح "شديد التعقيد" في حال رفض البرلمان البريطاني، السبت، الاتفاق الذي تم التوصل إليه الخميس بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، وقال للصحفيين في ختام أول يوم من القمة الأوروبية في بروكسل: "إذا حصل ذلك، فسنجد أنفسنا في وضع شديد التعقيد".
ودعا زعيم حزب العمال جيريمي كوربن، أبرز تنظيم للمعارضة في بريطانيا الذي يشغل 244 نائبا، النواب إلى "رفض" الاتفاق بين لندن والاتحاد الأوروبي.
وبحسب جيريمي كوربن رئيس الحزب فإن "أفضل طريقة لحل بريكست هو إعطاء الشعب الكلمة الفصل" في استفتاء ثانٍ، بينما صوت 52 بالمئة من الناخبين لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي قبل ثلاث سنوات.
كما عارض الاتفاق الاستقلاليون الأسكتلنديون (35 نائبا) والليبراليون الديمقراطيون (19 نائبا) وهم يؤيدون البقاء في الاتحاد الأوروبي.
معركة صعبة
هذه المواقف تنذر بمعركة صعبة لجونسون في البرلمان حيث سبق أن فشلت رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي ثلاث مرات في تمرير الاتفاق الذي تفاوضت عليه مع بروكسل. والخميس كثف جونسون الاتصالات مع النواب بحسب رئاسة الحكومة البريطانية وسيواصل عملية إقناعهم الجمعة.
وقال كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه: "يجب أن يتم تحمل مسؤوليات في هذا المجلس وتطبيق ما تقرر في استفتاء وما دعمته مختلف الحكومات التي تفاوضنا معها".
وتم التوصل للاتفاق بعد أسابيع من مفاوضات مكثفة تركزت على تعديل ترتيبات لإبقاء الحدود مفتوحة بين مقاطعة أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي.
واتفقت جميع الأطراف على أنها لا تريد بنية تحتية على الحدود، لتجنب تفاقم التوترات بشأن سيطرة بريطانيا على أيرلندا الشمالية، وهو ما تسبب بعقود من أعمال العنف الدامية حتى تسعينيات القرن الماضي.
والاتفاق الجديد يبقي المملكة المتحدة في منطقة جمركية واحدة ويسمح لها بإبرام صفقات تجارة دولية، لكن يتطلب من لندن فرض رسوم أوروبية على بعض السلع التي تعبر أيرلندا الشمالية، وستطبق أيرلندا الشمالية قواعد الاتحاد الأوروبي حول الزراعة والمواد الغذائية والسلع الصناعية.
وقال يونكر: "لن تكون هناك حدود على جزيرة أيرلندا وستحظى السوق الموحدة (للاتحاد الأوروبي) بالحماية".
لكن ذلك سينطوي على بعض عمليات التدقيق الجمركي والضريبي بين أيرلندا الشمالية والبر الرئيسي البريطاني. وقد حذر الحزب الوحدوي الديمقراطي من أن الخطط "تقوض وحدة الاتحاد".
وسيتاح أمام البرلمان المحلي لأيرلندا الشمالية التصويت مرة كل أربع سنوات حول إبقاء الترتيبات، لكن الحزب الوحدوي الديمقراطي حذر من أن الترتيبات غير كافية.
aXA6IDE4LjIyMS41Mi43NyA= جزيرة ام اند امز