«غير مستعد لأي حرب واسعة».. تقرير برلماني «صادم» عن جيش بريطانيا
كشفت لجنة الدفاع بالبرلمان البريطاني عن نقص في مخزون الأسلحة, وتراجع عدد القوات مما يجعل الجيش غير مستعد لحرب محتملة واسعة النطاق.
وفي التقرير الذي نشره الموقع الرسمي للبرلمان البريطاني تحت عنوان "استعداد القوات المسلحة"، قالت لجنة الدفاع إن "الحكومة ستفشل في تحقيق المستوى المطلوب من الاستعداد القتالي عالي الكثافة دون تسريع الإصلاحات من أجل قاعدة صناعية مزدهرة وجذب المزيد من المجندين".
وأكد التقرير أنه رغم أن القوات المسلحة تجد طريقة ما لتنفيذ ما يطلب منها إلا أن «الإرهاق الناجم عن الوتيرة الهائلة للعمليات أثر سلبا على الاستعداد القتالي».
وأوضح أن متطلبات العمليات تجعل التعافي والتدريب أكثر صعوبة، لذا فمن غير المستغرب أن عدد الأشخاص الذين يغادرون الجيش أكبر من عدد الأشخاص المنضمين إليه.
وأعربت لجنة الدفاع في مجلس العموم عن قلقها المتزايد فيما يتعلق بتجنيد واستبقاء كل من الجنود النظاميين والاحتياطيين في القوات المسلحة.
وحثت اللجنة الحكومة على التحرك السريع من أجل ضمان استعداد المملكة المتحدة لمواجهة بيئة التهديد المتزايدة، معتبرة أن "الحكومة التي تعترف بالمشكلة وتضع أسس حلها لم تتحرك بعد بالوتيرة المطلوبة".
ودعت اللجنة وزارة الدفاع إلى وضع جدول زمني للتنفيذ مع نتائج قابلة للقياس بناءً على التوصيات الواردة في مراجعة قوات الاحتياط 2030 ومراجعة هايثورنثويت لتحفيز القوات المسلحة.
كما أعربت اللجنة عن قلقها بسبب استخدام مبلغ 1.95 مليار جنيه استرليني ممنوحة في 2023 لتغطية العجز في الميزانية، بدلاً من تجديد المخزونات وزيادتها.
ودعت اللجنة وزارة الدفاع إلى إعادة النظر في تخصيص المنح من ميزانيتي خريف 2022 وربيع 2023، وتقديم تفاصيل عنها.
كما رحبت اللجنة أيضا بالإعلان المحتمل عن تغييرات في السياسة تهدف إلى تحسين عمليات الشراء، للحفاظ على القدرة الصناعية للمملكة المتحدة وزيادتها، مؤكدة أهمية إنتاج الذخائر، سواء في إطار حرب أوكرانيا أو أي حرب مقبلة.
واعتبرت اللجنة أنه في حال حرب طويلة الأمد وعالية الكثافة فإن المعدات التي هي في منتصف العمر وتصلح للتجديد تكون أفضل من لا شيء.
من جانبه، وصف رئيس لجنة الدفاع السير جيريمي كوين القوات المسلحة البريطانية بأنها "قوة قتالية من الطراز العالمي" وأشاد بمهارة الجنود ومرونتهم وخبرتهم واستجابتهم للأزمات، والتهديدات الدولية في جميع أنحاء العالم.
لكنه أوضح أن تحقيق اللجنة خلص إلى أن الاستعداد لحرب شاملة وطويلة الأمد لم يحظ باهتمام كاف، مشيرا إلى أن الجيش يحتاج إلى تركيز مستمر ومكثف في ظل عدم قدرته على تخصيص التدريب والموارد الكافية للقتال عالي الكثافة.
ورحب السير جيريمي كوين بنشر 20 ألف جندي من القوات البريطانية كجزء من تدريبات حلف شمال الأطلسي (ناتو) 2024، وقال: "يمكننا أن نفهم بشكل أفضل استعدادنا والتدريب على العمل الفعال، جنبا إلى جنب مع الحلفاء في الناتو".
وأكد أن التقرير يدعو الحكومة "إلى البدء في اتخاذ خيارات صعبة، إما الاستثمار بالكامل في جيشنا وإما الاعتراف بأن تحديد الأولويات المناسبة للقتال سيعني قلة التوفر للمهام الأخرى".
وشدد على ضرورة التعامل بشكل استراتيجي مع الموارد المتوافرة، بما في ذلك كيفية صيانة وتجديد المخزونات، والنظر في كيفية ضمان عدم إهدار المعدات، وفيما يتعلق بالتجنيد والاحتفاظ بالجنود قال إنه "يجب على الوزارة معالجة مشاكلها".
aXA6IDMuMTM4LjEwMS4yMTkg جزيرة ام اند امز