"كابتن توم" بطل بريطانيا الجديد يحتفل ببلوغه الـ100
بلوغ المرء سنة المئة حدث بحد ذاته، إلا أن هذه المحطة المهمة تأخذ بعدا هائلا بالنسبة إلى "كابتن توم"
يحتفل المحارب السابق توم مور الذي بات بطلا قوميا في بريطانيا بجمعه مبلغا قياسيا لفرق الرعاية الصحية، الخميس, بعيد ميلاده المئة مع تحول هذه المناسبة إلى احتفال وطني في خضم انتشار وباء (كوفيد-19).
ويشكل بلوغ المرء سنة المئة حدثا بحد ذاته، إلا أن هذه المحطة المهمة تأخذ بعدا هائلا بالنسبة إلى "كابتن توم".
فهو تمكن بعدما زرع حديقته ذهابا وإيابا بواسطة جهاز يساعده على المشي ومرتديا سترة علقت عليها أوسمته العسكرية، من رفع معنويات البريطانيين الذين يدفعون الثمن غاليا في هذه الأزمة الصحية التي حصدت حتى الآن أكثر من 26 ألف ضحية من دون أن يترأى في الأفق احتمال لتخفيف إجراءات الإقفال.
وقد أطلق اسم توم مور على قطار سريع فيما تحمل كل الرسائل البريدية في بريطانيا هذا الأسبوع رسالة تهنئة بعيد ميلاده. وكرست صحيفة "التلجراف" مقالا لأناقة المحارب السابق في الحرب العالمية الثانية الذي لا يخرج من منزله من دون سترة وربطة عنق.
ولمناسبة بلوغه المئة، الخميس، ستحلق طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي المستخدمة عادة في احتفالات الذكرى الرئيسية، على شرفه.
وتلقى الرجل المتقاعد وهو من منطقة يوركشر في شمال إنجلترا أكثر من 125 ألف بطاقة معايدة من العالم. ومن بين المرسلين الأمير وليام الثاني في ترتيب خلافة العرش وقائد منتخب إنجلترا لكرة القدم هاري كاين، فضلا عن آلاف الأطفال الذين أرسلوا له رسوما جميلة.
وأوضح وزير النقل غرانت شابس في تغريدة أن العرض الجوي "كان يفترض أن يكون مفاجأة" لكن أمام الاهتمام الإعلامي الكبير، اضطرت الحكومة إلى تأكيد الشائعات. لكن لم يكشف عن موعد حصول العرض الجوي لتجنب تجمع حشود في ظل انتشار الوباء.
في السادس من أبريل/نيسان، حدد توم مور لنفسه تحديا بجمع مبلغ ألف جنيه إسترليني لجمعيات مرتبطة بنظام الصحة الوطني من خلال قطع حديقته البالغ عرضها 25 مترا مئة مرة، وأراد بذلك تكريم الطواقم الصحية التي عالجته من مرض السرطان ومن كسر في الورك.
وبعد عشرة أيام على ذلك اجتاز "كابتن توم" الأمتار الأخيرة من مغامرته متكئا على جهاز يساعد على المشي، بين صفين من العسكريين أدوا له التحية.
وقد تجاوز سخاء المتبرعين كل التوقعات، إذ إن التبرعات وصلت حتى مساء الأربعاء إلى نحو 30 مليون جنيه إسترليني أي نحو 33 مليون يورو.
واستحال هذا المهندس الذي خدم في صفوف الجيش في الهند وبورما أسطورة حية. وقد أشادت به الحكومة معتبرة أنه "مصدر إلهام" للبلاد في الأزمة غير المسبوقة التي تواجهها.
ومنحته موسوعة جينيس للأرقام القياسية "الرقم القياسي العالمي للشخص المنفرد الذي جمع أكبر مبلغ من المال من خلال المشي لأغراض خيرية"، مشيدة بـ"رجل عمره 99 عاما لا يقهر يستحق عن جدارة مكانة في كتب التاريخ".
إلا أن المعمر لم يتوقف عند هذا الحد وسعى إلى جمع الأموال للطواقم الطبية بطريقة أخرى. فقد استعاد مع الفنان البريطاني مايكل بال وجوقات النظام الصحي الوطني أغنية "يو ويل نيفر ووك إلون" المأخوذة من مسرحية غنائية من مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية والتي أصبحت نشيدا لمشجعي كرة قدم ورمزا للتكافل في ظل الأزمة الصحية.
وما أن طرحت الأغنية حتى احتلت صدارة تصنيف الأغاني المنفردة في بريطانيا.
وقال حفيده بنجي البالغ 16 عاما "نحن فخورون للغاية بالطريق التي اعتنق فيها الشهب جدي. لا يسعني أن أصف بكلمات مدى إعجابي به".
aXA6IDE4LjIyNi4xODcuMjEwIA== جزيرة ام اند امز