بريطانيا تشهد أكثر 10 سنوات سخونة منذ 2002
دائرة الأنواء البريطانية أكدت أن أعلى درجة حرارة تسجل في بريطانيا على الإطلاق كانت يوم 25 يوليو بمدينة كامبريج وبلغت 38,7 درجة مئوية.
أصدرت دائرة الأنواء الجوية في بريطانيا تقريرها الجديد، الذي أكدت من خلاله أن السنوات العشر الأكثر سخونة في المملكة وقعت كلها منذ 2002.
وذكر التقرير، الذي يبحث أوضاع الطقس في المملكة المتحدة، أن 2014 مازالت أكثر السنوات سخونة منذ 1884، وفقا لما نشرته شبكة "بي بي سي " البريطانية.
وكشف التقرير أنه رغم القيظ الذي شهدته المملكة في صيف العام الماضي، إلا أنه عام 2018 لم يكن أكثر الأعوام سخونة، بل جاء في المركز السابع في تسلسل السنوات الساخنة، لأن الإحصاء يعتمد على معدل درجات الحرارة للسنة كلها.
واعتبر التقرير أن عام 1963 يعد أشد السنوات برودة، حيث تم إدراجه ضمن قائمة السنوات العشر الأشد بردا في تاريخ المملكة المتحدة.
وأشار التقرير إلى أن السنوات الأشد برودة أصبحت أكثر ندرة منذ بدء القرن الحالي، إذ جاءت سنة 2010 وهي السنة الأكثر برودة منذ سنة 2000 في الموقع 22 في تسلسل البرودة.
وقال علماء بريطانيون إن وتيرة تعاقب السنوات الساخنة والباردة في بريطانيا تشير بوضوح إلى أن المناخ يتغير.
ووفقا لشبكة "بي بي سي " البريطانية، فقد جاء صدور التقرير بعد أن أكدت دائرة الأنواء البريطانية هذا الأسبوع بأن أعلى درجة حرارة تسجل في بريطانيا على الإطلاق سجّلت يوم الخميس الماضي في مدينة كامبريج، وبلغت 38,7 درجة مئوية.
وقال الدكتور مارك مكارثي، العالم الذي أعد تقرير دائرة الأنواء الجوية، إن تجمع كل السنوات الأكثر سخونة في العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين متوقع في مناخ يتغير، مؤكدا "هذا هو بالتأكيد ما نتوقع رؤيته، فالمناخ في بريطانيا يسير نحو الدفء بنفس الوتيرة التي ترتفع فيها درجات الحرارة في العالم ككل، فقد ارتفعت معدلات درجات الحرارة بدرجة مئوية واحدة".
وتوقع مكارثي قائلا: "في هذا المناخ السائر نحو المزيد من الدفء، نتوقع أن تتجمع السنوات المتسمة بحرارة عالية جدا في الحقب الأخيرة، بينما تتجمع السنوات المتسمة ببرودة شديدة في حقب سابقة.
وأوضح: "ورغم رؤيتنا لفترات تتسم بانخفاض كبير في درجات الحرارة -كما حصل في الربيع الماضي في العاصفة التي أطلق عليها اسم "الوحش الشرقي"- نستطيع أن نقول إن المناخ الدافئ ودرجات الحرارة العالية أصبحت هي المهيمنة على المشهد".
وقال الدكتور مكارثي: "نتوقع أن نرى السنوات التي تتسم بالبرودة في الوقت الحاضر ،مثل سنة 2010، لن تكون بنفس البرودة الشديدة التي كانت سائدة في الماضي البعيد، ولكننا نتوقع في نفس الوقت أن نرى سنوات أكثر تتسم بالحرارة الشديدة مما كان سائدا قبل 50 إلى 100 سنة".
السنوات المطيرة
وأشار التقرير إلى أن المواسم الحارة والباردة أصبحت أكثر ميلا لهطول الأمطار من المعدل، فمواسم الصيف تشهد زيادة بنسبة 13 %، بينما تشهد مواسم الشتاء زيادة نسبتها 12 %.
وفي هذا الصدد، قال غابي هيغيرل من جامعة أدنبره: "من المثير للاهتمام كذلك أن عددا كبيرا من السنوات المطيرة وقعت في الماضي القريب، مما يبرهن على أن ظاهرة التغير المناخي تتضح حتى في أوجه المناخ الأكثر خضوعا للتغيير كهطول الأمطار"، مضيفا أن " التغيّر المناخي أصبح يتسبب في فرق ملحوظ في المناخ في بريطانيا".
ورغم بلوغ درجات الحرارة مستويات قياسية في الأسبوع الماضي، مازال الباحثون العاملون في دائرة الأنواء الجوية ببريطانيا يترددون في التنبؤ فيما إذا كان عام 2019 سيدخل قائمة أكثر السنوات سخونة.