4 تهديدات تواجه الغرب.. ومسؤول يدق جرس إنذار من «العصر النووي الثالث»
4 «تهديدات» تواجه الغرب كشف عنها مسؤول بريطاني، محذرا في الوقت نفسه من أن العالم على أعتاب «العصر النووي الثالث».
في تصريحات نشرتها «بي بي سي» قال الأدميرال توني رادكين إن «التهديدات الجامحة بالاستخدام النووي التكتيكي» من جانب روسيا، وتعزيز القدرات النووية في الصين، وفشل إيران في التعاون بشأن الاتفاق النووي، و«السلوك غير المتوقع» لكوريا الشمالية، من بين التهديدات التي تواجه الغرب.
وفي كلمة ألقاها في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (روسي)، وهو مركز أبحاث دفاعي، شدد المسؤول البريطاني، على أن هناك حاجة إلى المزيد من تمويل الدفاع والإصلاح.
ورغم التحذيرات، قال الأدميرال رادكين إنه لا توجد سوى «احتمالات ضئيلة» بأن تقوم روسيا بمهاجمة المملكة المتحدة بشكل مباشر إذا كانت الدولتان في حالة حرب، مشيرًا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن على علم بالترسانة النووية التي تمتلكها المملكة المتحدة، وقال إنها تؤثر عليه أكثر من أي تهديدات أخرى.
وأضاف أن الحكومات البريطانية المتعاقبة استثمرت «مبالغ ضخمة من المال» في تجديد الغواصات والرؤوس الحربية النووية لهذا السبب، مؤكدًا ضرورة إبقاء الردع النووي للمملكة المتحدة قويا.
ووصف العصر النووي الأول بالحرب الباردة، بينما تميز العصر النووي الثاني بجهود نزع السلاح و«مكافحة الانتشار»، بينما نحن الآن في «فجر العصر النووي الثالث، وهو أكثر تعقيدا تماما».
الإنفاق الدفاعي
وبحسب المسؤول البريطاني فإن «هذه الحقبة أكثر خطورة من أي حقبة عرفها في حياته المهنية، والعالم أكثر تنافسية من أي وقت مضى».
وتعهدت الحكومة البريطانية بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي، لكنها رفضت تحديد موعد تحقيق هذا الهدف.
وبحسب «بي بي سي»، فإن أي زيادة على هدف الـ2.5% -التي يعتقد العديد من المحللين أنها ضرورية بل ربما تطالب بها الولايات المتحدة- سوف تتطلب دعما شعبيا.
ولتحقيق هذه الغاية، قال الأدميرال راداكين إنه يريد أن يعطي الناخبين إحساسا بما يسميه «مأساة الحرب» دون الحاجة إلى تجربتها، من خلال التحذير من حجم التهديد الذي تواجهه المملكة المتحدة، لـ«طمأنة الأمة وتعزيز عزيمتها».
وبعبارة أخرى.. كيف يمكن للناخبين أن يبدأوا في فهم حقيقة مفادها أنه لم يعد هناك المزيد من عوائد السلام التي تمتعوا بها على مدى العقود الثلاثة الماضية منذ سقوط الستار الحديدي؟
وسوف تكون هذه الحجة الأساسية التي تدعم مراجعة الدفاع الاستراتيجي للحكومة، والتي سيتم إصدارها العام المقبل والتي ستحدد القدرات العسكرية التي تحتاج إلى تغيير لمواجهة التهديدات المستقبلية.
هجوم مباشر؟
وقال الأدميرال راداكين إن بريطانيا في حاجة إلى أن تكون «واضحة الرؤية في تقييمها» للتهديدات التي تواجهها، مضيفا «هذا يتضمن الاعتراف بأن هناك فرصة ضئيلة للغاية لحدوث هجوم مباشر كبير من جانب روسيا للمملكة المتحدة، وهذا ينطبق على حلف شمال الأطلسي بأكمله».
وقال متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء إن وزير الدفاع جون هيلي تحدث في وقت سابق عن «حالة القوات المسلحة التي ورثتها من الحكومة السابقة»، مضيفًا: «هذا هو السبب وراء استثمار الميزانية مليارات الجنيهات في الدفاع، وهذا هو السبب في أننا نقوم بمراجعة استراتيجية للدفاع لضمان أن لدينا القدرات والاستثمار اللازمين للدفاع عن هذا البلد».
يأتي خطاب رئيس القوات المسلحة بعد تحذير رئيس الوزراء السير كير ستارمر في وقت سابق من هذا الشهر من أن سنوات الهيمنة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية قد انتهت، وأن على المملكة المتحدة أن «تحفر بشكل أعمق» للدفاع عن مصالحها الوطنية.
وحذر وزير الدفاع أليستير كارنز أيضا من أن اندلاع حرب كبرى من شأنه أن يؤدي إلى القضاء على الجيش خلال ستة إلى اثني عشر شهرا، قائلا أمام الحاضرين في نفس المركز البحثي إن بريطانيا تحتاج إلى احتياطيات حتى تتمكن من القتال في «حرب واسعة النطاق».
وقال العقيد أليستير كارنز، جندي مشاة بحرية سابق وجندي احتياطي حالي، إنه لن يكون من الممكن للمملكة المتحدة أن تتكبد خسائر مثل تلك التي تكبدتها قوات الكرملين - والتي تقدر بنحو 1500 جندي يوميا في أوكرانيا - في حالة الحرب.
حرب واسعة النطاق
وأوضح في مؤتمر حول الاحتياطيات «في حرب واسعة النطاق، وليس تدخلاً محدودًا، لكن مشابهًا لأوكرانيا، فإن جيشنا، على سبيل المثال، وفقا لمعدلات الضحايا الحالية، سوف يُستنزف، كجزء من تحالف متعدد الجنسيات أوسع نطاقًا، في غضون ستة أشهر إلى عام».
ويضم الجيش البريطاني حاليا 72,510 جنود بدوام كامل، وهو أصغر حجم له منذ العصر النابليوني.
ومع ذلك، قال العقيد كارنز «هذا لا يعني أننا في حاجة إلى جيش أكبر، لكنه يعني أنك في حاجة إلى توليد العمق والكتلة بسرعة في حالة حدوث أزمة».
«إن الاحتياطيات تشكل أهمية بالغة، وتشكل عنصرا أساسيا في هذه العملية. وبدونها لن نتمكن من توليد القوة، ولن نتمكن من الوفاء بالعدد الهائل من المهام الدفاعية»، يقول المسؤول العسكري البريطاني.
aXA6IDMuMTQzLjIzOS42MyA= جزيرة ام اند امز