استطلاعات بريطانية متقاربة تزيد من صعوبة الانتخابات البرلمانية
بعد نتائج الاستطلاعات المتقاربة بين تيريزا ماي وجيرمي كوربن، إلى أين يقود سباق الانتخابات البريطانية؟
ذكر معهد تشاتام هاوس البريطاني أن جيريمي كوربين وحزبه العمال قلبا بالفعل فكرة أن الحملات الانتخابية لا تصنع فارقاً، فلم يكن من المفترض أن تنتهي الانتخابات العامة 2017 على هذا النحو.
وأضاف المعهد البريطاني، في تقرير له منشور عبر موقعه الإلكتروني، أنه مع بداية العام الجاري حصلت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، وحزب المحافظين على 13 نقطة متقدمة بذلك على جيريمي كوبرين وحزب العمال، وبعد فترة وجيزة من إعلان "ماي" موعد الانتخابات في 18 إبريل/نيسان، زاد معدل التقدم إلى 21 نقطة.
وذكر المعهد البريطاني، أنه رغم ذلك، تغيرت الصورة جذرياً منذ هذا الوقت؛ ففي جميع استطلاعات الرأي التي تضمنت عملاً ميدانياً في يونيو/حزيران، انخفض متوسط تقدم حزب المحافظين لـ6.4 نقطة، بينما أشار نموذج إحصائي أجرته مؤسسة "YouGov"، لاستطلاعات الرأي، إلى أن بريطانيا ربما تكون متوجهة إلى برلمان بدون أغلبية.
وأوضح المعهد أنه على المستوى الكلي، لم يتقارب السباق بسبب انهيار الدعم للمحافظين المنتمين ليمين الوسط اللذين حصلا بثبات خلال الحملة على أكثر من 40% من العدد الكلي للأصوات، وبدلاً من ذلك ارتفع دعم حزب العمال؛ حيث حقق مكاسب بين ائتلاف المصوتين الشباب الذين صوتوا له خلال الانتخابات الأخيرة في 2015، مشيراً إلى أنه في استطلاعات الرأي ارتفعت نسبة أصوات حزب العمال من متوسط 27% في يناير/كانون الثاني إلى 36% خلال آخر أسبوعين من مايو/أيار الماضي.
وقال المعهد في تقريره، إنه في حين أن هذا التغيير غير مسبوق على الإطلاق، إلا أنه يتحدى مباشرة أربعة قوانين غير مكتوبة عن الانتخابات والتصويت، أولاً: إنه لطالما أثير الجدل حول أن الفوز في الانتخابات يكون من نصيب الأحزاب التي ينظر إليها على أنها الأكثر كفاءة من الناحية الاقتصادية.
وأوضح تشاتام هاوس أنه في أعقاب الانهيار المالي، كان أحد أكبر الأسباب لخسارة حزب العمال في الانتخابات العامة اللاحقة، أنه لم يعد ينظر إليه على أنه ذو كفاءة اقتصادية، مشيراً إلى أنه عند سؤال المصوتين أي الأحزاب الأفضل في إدارة الاقتصاد، حصلت تيريزا ماي وحزب المحافظين على تقدم بـ12 نقطة على "العمال"، وبينما يمثل ذلك انخفاضاً بعد أن كان 18 نقطة في يناير، إلا أنه لايزال يعتبر تقدماً.
وأضاف التقرير أن ثاني القوانين غير المكتوبة هو أن زعيم الحزب الذي يتمتع بأقوى درجات القيادة يميل للفوز في الانتخابات، وعند سؤال المصوتين عن من سيعتبر أفضل رئيس وزراء، كانت هناك اختلافات شديدة عبر الأجيال، ففي حين تمتعت "ماي" بـ48 نقطة تقدم بين المتقاعدين، حصل جيريمي كوربي على 32 نقطة بين الفئة العمرية 18 – 24 عاماً.
وتابع: "ثالثاً، الحزب الذي يمتلك القضايا الأكثر إلحاحًا بالنسبة للمصوتين، فإنه يمتلك ميزة كبيرة، فطبقاً للاستطلاعات، فإن القضايا الخمس الرئيسية بالانتخابات العامة 2017، في ترتيب تنازلي، هي: بريكست، والخدمة الصحية، والهجرة، والاقتصاد، والتعليم.
وأوضح المعهد أن حزب المحافظين كان يمتلك ثلاث من تلك القضايا، حيث حصل على نقاط تقدم كبيرة فيما يتعلق ببريكست (+19)، والهجرة (+11)، والاقتصاد (+16)، في حين حصل "العمال" على نقاط تقدم في الخدمة الصحية (+16)، والتعليم (+12)؛ وهذا يوضح لما كانت تيريزا ماي تحاول في الأيام الأخيرة لإعادة الحديث حول بريكست.
واستكمل التقرير: "رابعاً، تبين أن أداء الأحزاب في الانتخابات المحلية السابقة كان مؤشراً رئيسياً، ففي الفترة ما بين 1979 و2015، حدث التغيير الوحيد في الحكومة بعد تخلف الحزب الحاكم الحالي عن متوسط حصة التصويت الوطنية المكافئة بما لا يقل عن 14 نقطة (كما حدث قبل انتخابات 1997 و2010)، ولكن في الانتخابات المحلية في عامي 2016 و2017 كان متوسط حصة التصويت الوطنية المكافئة للمحافظين 5 نقاط أعلى من حزب العمال، مما يشير إلى أنه من المرجح فوز المحافظين.
وأوضح معهد تشاتام هاوس، أن الاستطلاعات جميعها يمكن أن تكون مخطئة، لكن هذا يبدو مستبعداً بالنظر إلى أن شركات الاقتراع تستخدم أساليب مختلفة، لذلك لا بد أن يكون بعضها قريباً من النتيجة الفعلية في 8 يونيو، لافتاً إلى أنه حتى الاستطلاعات التي تعطي تيريزا ماي تقدماً بـ5 نقاط تشير إلى أنها لا تزال تتوجه إلى أغلبية بنحو 20 مقعداً، التي تزيد بثلاثة مقاعد عن الأغلبية الحالية والتي تمثل 17 مقعداً.
aXA6IDMuMTQ0LjIuNSA=
جزيرة ام اند امز