بريطانيا والأزمة الأوكرانية.. جزرة الحل وعصا الوعيد
ما بين لهجة دبلوماسية وأخرى تصعيدية، اختارت بريطانيا أن تسير على خط الأزمة الأوكرانية.
فمن جهة، تؤكد بريطانيا على لسان وزيرة خارجيتها أن الدبلوماسية هي الحل الوحيد للأزمة الأوكرانية، يخرج وزير الدفاع متوعدا بعقوبات بحق روسيا، في حال غزت كييف.
تصريحات جديدة لوزير الدفاع البريطاني بن والاس قال فيها إن حكومة بلاده مستعدة بحزمة من العقوبات ضد روسيا وستقدمها للبرلمان، حال غزو أوكرانيا.
وحذر والاس من أنه "لن يربح أحد من غزو عنيف يتعدى على سيادة دولة".
- بريطانيا تدعو روسيا لسحب قواتها فورا من حدود أوكرانيا
- رغم "فرصة الدبلوماسية".. أوكرانيا تسعى لمعاقبة روسيا
ومتوعدا روسيا، شدد وزير الدفاع البريطاني، على أنه "يجب أن تعلم موسكو بأن نشاطاتها ضد أوكرانيا ليست بلا ثمن".
تصريحات والاس جاءت غداة حديث لوزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، أدلت به بينما كانت في طريقها إلى موسكو، حيث أوضحت أن زيارتها (التي تمت بالأمس) "تستهدف حث روسيا على السعي لإيجاد حل دبلوماسي واختيار هذا الطريق".
لكن الزيارة حملت في جعبتها أيضا، تحذيرا لموسكو مفاده أن "أن أي غزو روسي آخر لدولة مستقلة ستكون له عواقب وخيمة لجميع الأطراف المعنية"، بحسب الوزيرة نفسها.
وفي الوقت نفسه دعت وزيرة الخارجية البريطانية، روسيا إلى "سحب قواتها فورًا من حدود أوكرانيا".
وما بين لغة الوعيد والدبلوماسية ، يبدو أن الأخيرة هي التي تخيم على المشهد الذي يحيط بالأزمة الأوكرانية، وهو ما بدا واضحا بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لكل من موسكو وكييف، خلال اليومين الماضيين.
زيارة أعقبها تفاؤل ظهر في تصريح لوزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، أمس الأربعاء، قال فيه إن "هناك فرصا حقيقية لتسوية دبلوماسية"، لكنه حذر في الوقت نفسه من أنّ "الوضع لا يزال متوتراً لكنّه تحت السيطرة".
وأضاف، في تصريحات صحفية، أنّ حكومته تأمل في أن تنجح المساعي الدبلوماسية التي كثّفها الأوروبيون في الأيام الأخيرة.
تفاؤل لم ينبعث فقط من أروقة أوكرانيا، بل سرت عدواه إلى الكرملين الذي أعلن، يوم أمس، عن "مؤشرات إيجابية" حول إمكانية تسوية الأزمة الراهنة.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين: "برزت مؤشرات إيجابية الى أنّ الحلّ لأوكرانيا يمكن أن يستند فقط إلى الالتزام باتفاقيات مينسك" الموقّعة في 2015 بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.
ومنذ أسابيع تشهد العلاقة بين روسيا والغرب توترا أججته الأزمة الأوكرانية، حيث يتهم الغرب موسكو بحشد مئات الجنود تحضيرا لغزو محتمل، لكييف، وهو ما ينفيه الكرملين.
aXA6IDMuMTQ1LjEwMi4xOCA=
جزيرة ام اند امز