"عالم جديد" و8 مسارات.. جونسون وبايدن ينسخان خطة "خليج بلاسينتيا"
لا يعرف البعض ذلك البيان الذي صدر في أغسطس/ آب 1941، ودشن المعسكر الغربي والقيم المرتبطة به بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.
البيان الذي تحول فيما بعد إلى ميثاق الأطلسي، كان نتيجة مباشرة لصداقة ربطت رئيس الوزراء البريطاني الراحل وينستون تشرشل والرئيس الأمريكي الراحل فرانكلين روزفلت، لكن تداعياته كانت أكبر من ذلك، وصاغت شكل العلاقات بين البلدين، وعالم ما بعد النازية.
وفي محاولة لصياغة عالم ما بعد كورونا والعلاقات التاريخية بين لندن وواشنطن، يرتدي رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال لقائهما الخميس، ثياب تشرشل وروزفلت، على أمل أن يعيد التاريخ نفسه.
وأعلنت الحكومة البريطانية، اليوم، أن جونسون وبايدن سيوقعان خلال لقائهما الأول، "ميثاقا أطلسيا" جديدا، يدخل بعض التحديثات على ميثاق تشرشل وروزفلت، ويراعي التطورات العالمية الجديدة.
والميثاق الأطلسي بشكله القديم، هو بيان مشترك أصدرته الولايات المتحدة وبريطانيا في 14 أغسطس/ آب 1941، لرسم ملامح عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية "1939-1945"، وانضمت له 26 دولة غربية أخرى بحلول يناير/كانون الثاني 1942.
وتضمن الميثاق القديم مبادئ باتت تشكل فيما بعد ما يعرف بـ"القيم الغربية"، مثل دعم الديمقراطية والاختيار الحر للحكومات، ورفع الحواجز التجارية، وخفض التسلح، وشكّل أساس تأسيس الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) في 1945.
نقاط تشابه
وتحمل ظروف توقيع ميثاق الأطلسي القديم، والآخر الجديد، نقاط تشابه، فالأول جاء وسط أزمة عالمية، هي الحرب العالمية الثانية التي أدت لمقتل نحو 50 مليون شخص حول العالم، مثل الميثاق الثاني الذي من المقرر توقيعه اليوم، وسط أزمة تفشي فيروس كورونا؛ أسوأ أزمة صحية عالمية منذ قرن.
كما أن توقيع ميثاق الأطلسي القديم جاء بعد لقاءات مكثفة جمعت روزفلت وتشرشل في الفترة بين 9 و12 أغسطس 1941، على متن سفن بحرية في خليج بلاسينتيا، قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لنيوفاوندلاند في كندا، وكان اللقاء الرسمي الأول بين الرجلين.
وبعد 80 عاما، تتكرر الظروف، إذ قرر بايدن وجونسون توقيع الميثاق الجديد في أول لقاء رسمي يجمعهما أيضا، ولكن في كورنويل، جنوب غربي إنجلترا، حيث تنعقد قمة مجموعة السبع من الجمعة إلى الأحد.
"عالم جديد"
وعلى موقعها الإلكتروني، قالت رئاسة الحكومة البريطانية، في بيان، إن "ميثاق الأطلسي" الجديد وضع وفق صيغة "الميثاق" الذي وقعه تشرشل وروزفلت.
وجاء في مقدمة الميثاق الجديد: "في حين أن العالم مكان مختلف تمامًا عن عام 1941، إلا أن القيم المشتركة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة تظل كما هي، تمامًا كما عملت بلداننا معًا لإعادة بناء العالم بعد الحرب العالمية الثانية".
وتابع "كذلك سنستخدم قوتنا المشتركة لمواجهة التحديات الهائلة التي تواجه كوكب الأرض اليوم؛ من الدفاع والأمن العالميين إلى إعادة البناء بشكل أفضل بعد فيروس كورونا، إلى مكافحة تغير المناخ".
ويحدد الميثاق الجديد 8 مجالات قرر جونسون وبايدن "التعاون فيها لصالح الإنسانية، بما في ذلك الدفاع عن الديمقراطية، وإعادة التأكيد على أهمية الأمن الجماعي، وبناء نظام تجاري عالمي عادل ومستدام"، وفق موقع رئاسة الوزراء البريطانية.
لكن الميثاق "يعترف أيضًا بالتحديات الأكثر حداثة، مثل التعامل مع التهديد الذي تشكله الهجمات الإلكترونية، والعمل بشكل عاجل على تحدي تغير المناخ وحماية التنوع البيولوجي، ودعم العالم للتعافي من فيروس كورونا".
ووفق الموقع نفسه، فإن الالتزامات المبدئية في ميثاق الأطلسي الجديد، تمهد لسلسلة من السياسات الجديدة المتوقع أن يوافق عليها جونسون وبايدن في لقائهما في وقت لاحق اليوم.
ووفق مراقبين، فإن الميثاق الجديد يرمي إلى رسم ملامح عالم ما بعد كورونا، وتحديث النظام الليبرالي العالمي الذي يسيطر على النظام الدولي منذ انهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الشرقي في 1991، وإعادة إحياء التحالف العابر للأطلسي بين واشنطن وأوروبا، بعد ما طرأ عليه من ضرر في فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
aXA6IDMuMTQ0LjI1My4xOTUg جزيرة ام اند امز