ملتقى البرلس بمصر.. جدران ومراكب تتحول إلى لوحات فنية
الملتقى يجمع فنانين من دول مختلفة للتعبير بواسطة الفن التشكيلي الحُر على الجدران والمراكب في تفاعل تلقائي مع سكان مدينة البرلس
على مدار 5 سنوات، ترك عشرات الفنانين من مختلف دول العالم ألوانهم والكثير من ملامحهم على جدران مدينة البرلس المصرية، وذلك بمشاركتهم في الملتقى الفني الذي يحمل اسم تلك المدينة الساحلية.
ويجمع الملتقى، الذي تم الاستقرار على إقامته مطلع أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، فنانين من دول مختلفة للتعبير بواسطة الفن التشكيلي الحُر على الجدران والمراكب في تفاعل تلقائي مع سكان المدينة.
وقال الفنان المصري عبدالوهاب عبدالمحسن، مؤسس ملتقى البرلس الدولي للفنون" لـ"العين الإخبارية"، إن الدورة الـ6 للملتقى هذا العام ستشهد مشاركة 45 فنانا من 22 دولة في العالم.
وأضاف: "قمنا بتوسيع دائرة المشاركة هذا العام، بسبب ارتفاع عدد المتقدمين للمشاركة من الفنانين المتطوعين من كل دول العالم، فهناك حضور من الهند والصين والسعودية وكرواتيا وفرنسا واليونان ورواندا ومصر واليمن والسودان، وغيرها من الدول".
وتابع عبدالمحسن: "نقوم هذا العام بتكريم الفنانة التشكيلية المصرية زينب السجيني، كما سيكون هناك على هامش الملتقى برنامج للفنون الشعبية، وورشة للحرف اليدوية وعروض للأطفال".
وأطلق الفنان عبدالوهاب عبدالمحسن الملتقى الدولي للفنون بالبرلس قبل 6 أعوام، في تجربة أراد بها إثبات قدرة الفن على خلق حوار مجتمعي واسع داخل القرى أو المدن، وتعتمد التجربة ليس فقط على إطلاق العنان للفنانين للتفاعل مع البيئة وممارسة فنون الشارع، وإنما أيضا على خلق تفاعل مباشر بين الفنان وأهل المدينة والأطفال.
وقال عبدالمحسن: "أصبح أهل مدينة البرلس ينتظرون هذا الملتقى كل عام، ويعتبره الأطفال عيدا سنويا ينتظرونه بفارغ الصبر، حيث اعتادوا على لقاء الفنانين، ومساعدتهم في تجهيز الألوان، ومراقبة تحوّل الأسطح الفارغة إلى لوحات مبهجة",
وأضاف: "هي الروح ذاتها التي يستقبل بها أهل المدينة الملتقى، فجانب مهم من فلسفة الملتقى هو تبادل الروح الطيبة مع أهل المدينة، فأصبحنا نرى كل عام مع نهايات الملتقى أن الفنانين أصبحوا أصدقاء شخصيين لأهل المدينة الذين يستضيفونهم في منازلهم ويرحبون بهم بوسائلهم التقليدية كشرب الشاي وتناول الأسماك".
وأكد مؤسس الملتقى أن أحد أهم تقاليد الملتقى هو عدم فرض أي ثيمة مُسبقة على الفنانين المشاركين، وأضاف: "نُرافق المشاركين في جولة حول المدينة للتعرف على ملامحها، وتنفس هوائها، ثم نترك كل فنان يتفاعل مع تلك الطبيعة الموحية كما يتراءى له".
وتقع مدينة البرلس بمحافظة كفر الشيخ، شمال دلتا مصر، وتوجد بحيرة البرلس داخل حدود المحافظة بمساحة قدرها 120 ألف فدان، وتتصل البحيرة بالبحر المتوسط عبر بوغاز البرلس والذي يبلغ اتساعه 44 متراً، ويشتهر أهلها بصيد الأسماك، ما يجعل المراكب الخشبية البسيطة إحدى علامات تلك المدينة الصغيرة.
وأصبح من تقاليد الملتقى الرسم على المراكب، وعرضها فيما بعد في معرض خاص في العاصمة المصرية القاهرة، ويذهب ريع بيعها لتنمية مدينة البرلس.
تستمر أعمال الملتقى في الفترة من 1 إلى 14 أكتوبر/تشرين الأول، ويعتبر مؤسس الملتقى أن رسائل هذا الحدث السنوي العالمي دامغة، سواء رسائله الجمالية أو الحضارية أو التنويرية، ولعل أبرزها الخروج بالفنون إلى حالة من التفاعل الحيّ مع أهل المدن البسيطة عبر المحبة والفنون.
aXA6IDMuMTQzLjIzNy4xNDAg
جزيرة ام اند امز