سياسة
"وجهة مفضلة".. أمريكا تنافس بريطانيا في استقطاب الإخوان
كشف مصدر سياسي أمريكي عن أنه منذ عام 2013 وحتى 2015، بدأت حركة انتقالات واسعة وهامة لعناصر بتنظيم الإخوان من عدة دول إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال المصدر، وهو عضو بارز في الحزب الديمقراطي الأمريكي -في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"- إن عناصر تنظيم الإخوان خاصة من رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال بدأت منذ عام 2013 وخلال 2015، في حركة انتقال بارزة إلى الولايات المتحدة، فيما قامت مجموعات أخرى بطلب اللجوء السياسي، مؤكدا أن أمريكا قد تمثل إحدى الوجهات المفضلة لتنظيم الإخوان بدلا من بريطانيا.
وشدد المصدر على أن "الإخوان ليس لديها تنظيم ثابت داخل الولايات المتحدة، ولا يوجد من يتحدث باسمهم، لكن عناصر التنظيم تسيطر بشكل كبير على مساجد عديدة ومراكز إسلامية ومؤسسات".
وأكد المصدر ضرورة وجود لوبي عربي قوي يتشكل من أمريكيين من أصول عربية من سياسيين ومتخصصين وبرلمانيين سابقين في مجلسي الشيوخ والنواب لمواجهة التغلغل الإخواني.
ومن جهته، لم يستبعد الدكتور جاسم محمد، خبير قضايا الأمن الدولي ومدير المركز الأوربي لدراسات مكافحة الإرهاب ومقره ألمانيا، أن تكون الولايات المتحدة وجهة مفضلة للإخوان كما كانت منذ عام 2013، جنبا إلى جنب مع بريطانيا.
وأردف: "العاصمة لندن ما زالت المعقل الرئيسي للتنظيم بسبب دورها واحتضانها للجماعة منذ عقد الخمسينيات وحتى الآن، بالإضافة إلى أن تنظيم الإخوان فى أوروبا يعتبر من التنظيمات النشطة.
ولفت جاسم محمد إلى أن واشنطن كان لها موقف مضاد من ثورة 30 يونيو والنظام الجديد في مصر، ما دفع عناصر من الجماعة إلى الرحيل لها.
وللدلالة على الدعم الأمريكي الكبير للإخوان، يقول إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما عينت الإخواني من أصول هندية رشاد حسين لشغل منصب سفير للحرية الدينية الدولية ومنسق بين البيت الأبيض والمسلمين.
وكشفت دراسة صادرة عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب ومقره ألمانيا مؤخرا، عن أن تنظيم الإخوان المأزوم يبحث الآن عن ملاذات بديلة لاستثماراته وأنشطته بعيداً عن المواجهة الأوروبية الحاسمة.
وقالت الدراسة إنه مع استمرار التضييق التركي على الإخوان ستكون وجهة عناصر التنظيم دولة أوروبية؛ استغلالا لمساحات الحرية والديمقراطية التي تسمح بها تلك الدولة، حيث ستسعى لتقديم نفسها كجماعة سياسية مضطهدة.
وكانت آخر الضربات التي تلقتها الجماعة، وقف نشاط قناة مكملين التي اعتبرت لسنوات بوقا رئيسيا للإخوان، بشكل نهائي، في الأراضي التركية.
وأصدرت القناة بيانا، أمس، أكدت خلاله "نقل بثها واستوديوهاتها وجميع أنشطتها إلى خارج تركيا"، متابعة أن "تلك الخطوة تأتي نظرا للظروف التي لا تخفى على أحد"، بحسب البيان.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020، يعيش تنظيم الإخوان واقعا صعبا ومحكا تاريخيا في النمسا التي اعتبرت لعقود أحد الملاذات الآمنة للجماعة، إذ تخضعها السلطات لتحقيق جنائي على خلفية تهم تمويل الإرهاب وتشكيل مجموعة إرهابية.
ونتيجة هذا التحقيق المستمر منذ أكثر من عامين، فقدت الإخوان حرية الحركة التي تعودت عليها في النمسا، ولم تعد قادرة على استغلال المناخ الاقتصادي والسياسي المنفتح لإدارة أنشطتها.
وفي ألمانيا المجاورة، بدأ البرلمان الألماني منذ منتصف مارس/آذار الماضي، مناقشة مشاريع لمكافحة تمويل الإسلام السياسي، خاصة جماعة الإخوان الإرهابية، وفق انفراد سابق لـ"العين الإخبارية".
وكان تيد كروز، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، أعاد في وقت سابق تقديم مشروع قانون لتصنيف الإخوان منظمة إرهابية.
ويحث مشروع قانون "كروز" وزارة الخارجية الأمريكية على استخدام سلطتها القانونية لاعتبار الإخوان منظمة إرهابية أجنبية، مشددا على "ضرورة محاسبة جماعة الإخوان على تمويلها ودعمها للإرهاب".
وقدم السيناتور الأمريكي قانون تصنيف الإخوان جماعة إرهابية لأول مرة عام 2015، ثم أعاد تقديم مشروع القانون مجددًا عام 2017.
ولا تزال الجماعة تبحث عن موطئ قدم تشرعن به وجودها داخل المجتمع الأمريكي، لاستثماره سندا تنقض به على أي ظرف سياسي يُمكن فروعها من العودة للمشهد السياسي بالشرق الأوسط.