بعد كشف "الاختيار 3" للمخطط.. لماذا دفع الإخوان بمرشح للرئاسة المصرية؟
أعاد المسلسل المصري "الاختيار 3" تذكير المصريين بقرار الإخوان بعدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية 2012 ثم تراجعهم عنه والدفع بمحمد مرسي.
وركزت حلقة الجمعة من المسلسل الذي يحظى بنسب مشاهدة عالية على كواليس تراجع تنظيم الإخوان عن عدم تقديم مرشح صريح؛ حيث يقدم الاختيار 3 حقائق تعرض لأول مرة وترتبط بثورة 30 يونيو/حزيران 2013.
ويوثق المسلسل المصري جرائم الإخوان، ويكشف عن أخطر مخططاتهم خلال العام الذي حكموا فيه قبل أن يلفظهم المصريون.
وأظهرت مشاهد حقيقية بالصوت والصورة من مسلسل "الاختيار 3" خلال اليومين الماضيين أن النائب الأول لمرشد الإخوان خيرت الشاطر، حذر قيادات الجماعة من ترشح عبدالمنعم أبو الفتوح.
وفي مقطع مصور سابق، قال مرشد الإخوان محمد بديع، عن أبو الفتوح: "نحن لم نفصله (من التنظيم)؛ إلا لأنه لم يلتزم بوعده مع إخوانه بشأن عدم الترشح للرئاسة".
ثم في مشهد آخر من أحداث مسلسل الاختيار، انتقد الشاطر دعوة أبو الفتوح للحوارات الوطنية التي كانت تعقد عام 2011 برئاسة نائب رئيس الوزراء آنذاك دكتور يحيى الجمل، كممثل لجماعة الإخوان، موضحا أنه له خط مستقل لأنه ينتوي الترشح للرئاسة، وأنه ليس ممثلا للإخوان.
ووفق عبدالمنعم أبو الفتوح نفسه فإن تنظيم الإخوان كان موقفه المُعلن منذ 2011 عدم الترشح لانتخابات الرئاسة.
وأمام ذلك يبقى السؤال: ما هو المتغير الذي دفع تنظيم الإخوان لتقديم مرشح صريح في الانتخابات الرئاسية عام 2012؟ ومن حرف بوصلة التنظيم من حديثها عن الزهد في المشاركة إلى الدفع بمرشح من قيادات الجماعة؟
الدكتور هشام النجار الخبير في شئون حركات الإسلام السياسي، أجاب عن السؤال السابق في حديثه لـ"العين الإخبارية"، قائلا إن: مذكرات رئيس وزراء الأردن الأسبق طاهر المصري وقيادات إخوان الأردن تفك كثيرا من الألغاز المرتبطة بالإعلان عن عدم الإعلان عن مرشح رئاسي بمصر ثم النكوص عن القرار.
النجار أوضح أن رئيس وزراء الأردن الأسبق ذكر في مذكراته (الحقيقة البيضاء) تفاصيل لقاء جمع بين عبدالمنعم أبو الفتوح وقيادات بالجماعة مثل عبدالمجيد الزنيبات وسالم الفلاحات، في منزل القيادي الراحل عبداللطيف عربيات خلال زيارة أبو الفتوح لعمان للمشاركة في مؤتمر طبي.
وأضاف: "وفقا لرواية المصري فإن أبو الفتوح أكد خلال هذا اللقاء أن الإخوان قد خانته، وأخلت بالوعد الذي أعطته له بمنحه فرصة تمثيل الإسلاميين في الرئاسة بضوء أخضر من الجماعة، وبمباركتها كونه ليس قياديا تنظيميا".
وتابع: "الوضع اختلف تماما بعد زيارة السيناتور الأمريكي الجمهوري الراحل جون ماكين للقاهرة، واجتماعه بخيرت الشاطر، وفيه أبدى ماكين عدم ممانعة واشنطن من وصول الإخوان لحكم مصر بشكل مباشر من خلال قيادي صريح محسوب عليها".
طاهر المصري روى كذلك في مذكراته نقلا عن "أبو الفتوح" خلال الاجتماع الذي شارك فيه رفقة قيادات إخوانية بالأردن إن ماكين كان يزور مصر في تلك الفترةِ، والتقى الشاطر، الّذي خرج مباشرةً من الاجتماع إلى مكتب الإرشاد، قائلًا لهم: "لماذا لا نخوض الانتخابات مباشرة ما دام الأمريكان لا يمانعون ذلك".
إعلان الشاطر عن ذلك كان بعد أن اطلع على موقف الولايات المتحدة وعدم ممانعتها ترشح أحد قيادات الإخوان بل ووصوله لسدة الرئاسة في مصر.
وتابع المصري: "وبعد نقاش ــ يقول أبو الفتوح ــ استجاب مكتب الإرشاد لخيرت الشاطر، وقرر خوض الانتخابات بمرشح من الإخوان، وكان الشاطر هو المرشح، وتخلى سريعًا عن أبي الفتوح، لكن قام نائب المرشد بسحب ترشيحه لاعتبارات قانونية، وتم استبداله سريعًا بمحمد مرسي".
وهنا يشير "النجار" إلى أن دفع تنظيم الإخوان بمرشح للرئاسة بعد تأكيد عدم الترشح، تعكس انتهاز الفرصة بعد ضمان الحصول على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة، وأن واشنطن هي من سترعى تمكينهم في السلطة.
وجرى استبعاد خيرت الشاطر من الانتخابات الرئاسية عام 2012 بعدما تبين من عدم حصوله على رد اعتبار بموجب حكم قضائي إثر سابقة إدانتهما بأحكام قضائية نهائية.
وأدين الشاطر أمام محكمة عسكرية بتهم شملت غسل الأموال والإرهاب عام 2007، وأفرج عنه لأسباب صحية بعد 25 يناير/كانون الثاني 2011.
وفي منتصف أبريل/نيسان 2012، أعلنت جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لها أنهما ماضيان في المنافسة على منصب رئاسة الجمهورية من خلال الدفع بمرشحها الاحتياطي محمد مرسي.